أسوأ جوازات سفر في العالم

أسوأ 10 جوازات سفر دولية في العالم

يُعد جواز السفر وثيقة سيادية تعكس مستوى الانفتاح الدبلوماسي والاقتصادي للدولة، كما يُعد مرآةً للسمعة الدولية ومؤشراً حاسماً في تحديد مدى حرية تنقل مواطنيها. في العصر الحديث، بات تصنيف جوازات السفر يتم وفق معايير دقيقة تعتمد على عدد الدول التي يمكن لحاملي الجواز دخولها دون الحاجة إلى تأشيرة، أو بإجراءات مبسطة كالتأشيرة الإلكترونية أو تأشيرة عند الوصول. وفي مقابل الجوازات القوية مثل الياباني أو السنغافوري، هناك جوازات ضعيفة للغاية، لا تفتح لحامليها أبواب سوى عدد محدود جداً من البلدان، وغالباً ما ترتبط هذه الدول بأزمات سياسية أو اقتصادية أو أمنية.

يعتمد تصنيف أسوأ جوازات السفر في العالم على بيانات مؤشر هينلي (Henley Passport Index) ومؤشر آرتون كابيتال (Arton Capital) اللذان يصدران تقارير دورية سنوية تستند إلى بيانات رسمية من الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)، بالإضافة إلى مصادر حكومية أخرى. المقال التالي يستعرض أسوأ 10 جوازات سفر في العالم حتى عام 2025، بناءً على عدد الدول التي يمكن دخولها دون تأشيرة.

1. جواز السفر الأفغاني

يُعتبر جواز السفر الأفغاني الأسوأ على مستوى العالم. يستطيع حامله دخول 27 دولة فقط دون تأشيرة أو بتأشيرة عند الوصول. ويُعزى هذا التصنيف المنخفض إلى الوضع السياسي المتدهور في أفغانستان، خاصة بعد سيطرة حركة طالبان على الحكم مجددًا. غياب الاستقرار الأمني، وضعف العلاقات الدبلوماسية، وارتفاع نسب اللجوء والهجرة غير النظامية جعلت من هذا الجواز غير مرحّب به في معظم دول العالم.

2. جواز السفر العراقي

يأتي الجواز العراقي في المرتبة الثانية كأسوأ جواز في العالم، حيث يُمكن لحامله دخول 29 دولة فقط. ورغم امتلاك العراق موارد طبيعية هائلة وتاريخ حضاري عريق، إلا أن التحديات الأمنية، والصراعات السياسية المستمرة منذ الغزو الأمريكي عام 2003، وانتشار الفساد الإداري، كلها عوامل ساهمت في تقليص قيمة الجواز العراقي على الساحة الدولية.

3. جواز السفر السوري

الجواز السوري يُتيح لحامله دخول 30 دولة فقط بدون تأشيرة، ويحتل مرتبة متأخرة جداً في المؤشرات العالمية. تعود أسباب ضعف هذا الجواز إلى الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2011، والنزوح الواسع، وتدهور العلاقات الدبلوماسية مع العديد من الدول الغربية والعربية على حدٍ سواء. كما يعاني السوريون من إجراءات مشددة عند طلب التأشيرات، نتيجة مخاوف أمنية وهجرة غير نظامية.

4. جواز السفر الباكستاني

رغم أن باكستان دولة نووية وتتمتع بثقل جيوسياسي في جنوب آسيا، إلا أن جوازها يُصنّف من بين الأضعف عالميًا. يستطيع حامله دخول 33 دولة فقط دون تأشيرة. وتعود الأسباب إلى التوترات الإقليمية مع الهند، والاتهامات المتكررة بوجود نشاطات متطرفة داخل أراضيها، بالإضافة إلى معايير أمنية دولية صارمة تفرض على مواطنيها في المطارات.

5. جواز السفر اليمني

يعاني جواز السفر اليمني من ضعف كبير، حيث يسمح لحامله بدخول 34 دولة فقط. يشهد اليمن صراعاً داخلياً مستمراً منذ سنوات بين الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي وجماعة الحوثيين. هذا الصراع أضعف المؤسسات الرسمية، وأدى إلى تفاقم الكارثة الإنسانية، مما انعكس مباشرةً على سمعة الجواز اليمني عالمياً.

6. جواز السفر الصومالي

جواز السفر الصومالي يتيح دخول 35 دولة فقط. لا تزال الصومال تواجه تحديات أمنية واقتصادية عميقة، مع انتشار الحركات المتطرفة وانهيار البنية التحتية للدولة. غياب السيطرة الحكومية على بعض المناطق، وضعف المؤسسات القانونية، كلها عوامل ساهمت في نظرة سلبية دولياً تجاه وثائق السفر الصومالية.

7. جواز السفر الفلسطيني

يُصنف جواز السفر الفلسطيني ضمن أضعف الجوازات في العالم، إذ يُتيح لحامله دخول 38 دولة فقط. وتكمن الصعوبات في غياب سيادة الدولة الفلسطينية كاملةً، والانقسام السياسي الداخلي، والسيطرة الإسرائيلية على المعابر الحدودية. كما يُواجه الفلسطينيون تحديات لوجستية في السفر، حتى إلى الدول التي لا تطلب تأشيرة، نظراً لتعقيدات سياسية ودبلوماسية متعلقة بالوضع الفلسطيني.

8. جواز السفر النيبالي

رغم أن نيبال دولة مستقرة نسبياً، فإن جوازها يحتل مرتبة منخفضة، حيث يسمح لحامله بدخول 40 دولة فقط. تُعزى هذه المرتبة إلى ضعف العلاقات الاقتصادية والسياسية مع القوى العالمية، بالإضافة إلى ضعف التأثير الدبلوماسي الخارجي للبلاد. كما أن القيود المفروضة على المهاجرين النيباليين في بعض دول الخليج ساهمت في تعزيز الصورة السلبية.

9. جواز السفر الليبي

يأتي الجواز الليبي في مرتبة متدنية أيضًا، حيث يُمكن لحامله دخول 41 دولة فقط. بعد سقوط نظام القذافي، غرقت ليبيا في حالة من الفوضى، وتعددت مراكز القوى، مما أدى إلى انهيار مؤسسات الدولة. استمرار النزاع المسلح وتدخل أطراف خارجية زاد من صعوبة حصول الليبيين على تأشيرات، وخاصة من الدول الأوروبية.

10. جواز السفر البنغلاديشي

يُصنف جواز السفر البنغلاديشي بين الأضعف، حيث يُمكن لحامله دخول 42 دولة فقط دون تأشيرة. السبب يعود إلى التحديات الاقتصادية، والهجرة الواسعة للعمال البنغاليين، بالإضافة إلى ضعف النفوذ السياسي والدبلوماسي لبنغلاديش. ورغم التحسن الملحوظ في البنية التحتية الاقتصادية للدولة، فإن هذا لم ينعكس بشكل واضح على تصنيف جوازها.

جدول مقارنة الجوازات الأضعف في العالم (2025)

الأسباب العامة لضعف بعض الجوازات

1. غياب الاستقرار السياسي: النزاعات المسلحة والانقلابات والانقسامات السياسية تؤثر سلبًا على مصداقية وثائق السفر.

2. السمعة الأمنية: إذا كانت الدولة مصدراً للهجرة غير الشرعية أو ينشط فيها الإرهاب أو الجرائم المنظمة، فإن ذلك يؤدي إلى تقييد السفر.

3. ضعف العلاقات الدبلوماسية: الدول التي لا تملك تمثيلًا دبلوماسيًا واسعًا تجد صعوبة في توقيع اتفاقيات ثنائية للإعفاء من التأشيرة.

4. الوضع الاقتصادي: بعض الدول تُعرف بأنها مصدّرة للعمالة الرخيصة أو تشهد هجرة جماعية، مما يدفع الدول الأخرى إلى فرض تأشيرات صارمة.

5. عدم التزام المعايير الدولية: ضعف أنظمة الجوازات والتزوير وسهولة إصدار الوثائق قد يساهم في تقليل الثقة في الجوازات الصادرة من بعض الدول.

مصادر:

• Henley Passport Index 2025 — https://www.henleyglobal.com/passport-index

• Arton Capital Passport Index 2025 — https://www.passportindex.org