طب وصحة

أسباب وعلاج سيلان اللعاب

اخر تحديث 20/06/2025
13 تمت قراءة 3 دقيقة

سيلان اللعاب: الأسباب والعلاج الشامل

يُعد سيلان اللعاب من الظواهر الفسيولوجية الطبيعية التي تحدث لدى الإنسان بصورة يومية، حيث يقوم الجسم بإفراز ما يقارب 1 إلى 1.5 لتر من اللعاب يوميًا للحفاظ على صحة الفم، ترطيب الأغشية المخاطية، والمساعدة في عمليات الهضم والنطق. إلا أن سيلان اللعاب المفرط، خاصةً عندما يحدث بصورة غير إرادية أو مفرطة وخارج السياقات الطبيعية، يمكن أن يكون عرضًا لمشكلة صحية أو اختلال في بعض آليات الجهاز العصبي أو العضلي، ما يتطلب التدخل والتشخيص المناسب.

مواضيع ذات صلة

يُعرف سيلان اللعاب (بالإنجليزية: Sialorrhea أو Drooling) على أنه خروج اللعاب من الفم بصورة غير طبيعية، سواء في حالة الراحة أو أثناء الكلام أو تناول الطعام. قد يظهر لدى الأطفال الرُضّع كنتيجة غير مقلقة لعدم اكتمال التحكم العصبي في عضلات الفم، إلا أن استمراره في سن متقدمة أو ظهوره المفاجئ لدى البالغين يشير غالبًا إلى حالات مرضية تستحق الدراسة الدقيقة.

أولًا: البنية الفسيولوجية لإفراز اللعاب

يتكوّن اللعاب في الغدد اللعابية الرئيسية الثلاث: الغدة النكافية، والغدة تحت الفك السفلي، والغدة تحت اللسان، بالإضافة إلى الغدد اللعابية الصغيرة المنتشرة في جميع أنحاء الفم. ويحتوي اللعاب على مكونات عدة مثل الماء (بنسبة 98%)، الإنزيمات (مثل الأميليز)، البروتينات، الكهارل، والمواد المضادة للبكتيريا، مما يجعل له دورًا جوهريًا في صحة الفم والهضم والمناعة الموضعية.

يخضع إفراز اللعاب إلى سيطرة عصبية معقدة عن طريق الجهاز العصبي اللاإرادي، وخاصة العصب الوجهي (العصب السابع) والعصب اللساني البلعومي (العصب التاسع). أي خلل في هذه الآليات العصبية أو في البنية العضلية للفم والبلعوم يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في التحكم باللعاب.

ثانيًا: الأسباب المرضية لسيلان اللعاب

1. الأسباب العصبية

تشكل الأسباب العصبية القسم الأكبر من حالات سيلان اللعاب المزمن، وتشمل:

  • الشلل الدماغي (Cerebral Palsy): حيث يؤثر على التحكم الحركي للعضلات المسؤولة عن البلع.

  • داء باركنسون: يسبب تباطؤًا في الحركات الإرادية، مما يؤدي إلى تجمع اللعاب وسيلانه.

  • السكتات الدماغية: يمكن أن تتسبب في ضعف العضلات الفموية أو فقدان الإحساس الفموي.

  • التصلب الجانبي الضموري (ALS): يؤدي إلى ضعف عضلات البلع والمضغ.

  • الصرع أو التشنجات الدماغية المزمنة.

2. الاضطرابات الفموية والبلعومية

  • صعوبات البلع (Dysphagia): ترافق العديد من الأمراض العصبية أو العضلية.

  • تشوهات الفك أو الشفة أو اللسان.

  • ضخامة اللوزتين أو اللحميات.

3. الأسباب الدوائية

بعض الأدوية تؤدي إلى زيادة إفراز اللعاب كأثر جانبي، ومن أبرزها:

اسم الدواء الفئة الدوائية التأثير
الكلوزابين مضادات الذهان يزيد إفراز اللعاب بشكل ملحوظ
البيلوكاربين منشطات الغدد اللعابية يُحفز الإفراز لعلاج جفاف الفم
بعض مضادات الكولينيرجك مضادات الكآبة أو الباركنسون تتسبب أحيانًا بخلل توازن إفراز اللعاب

4. الأسباب الالتهابية أو المعدية

  • التهاب الغدد اللعابية.

  • التهابات الأسنان أو اللثة.

  • الخراجات الفموية.

  • التهابات الحلق أو اللوز.

5. الأسباب النفسية والسلوكية

  • القلق الشديد أو التوتر العصبي.

  • بعض العادات الفموية مثل مص الأصابع أو المضغ المستمر.

6. الأسباب الفسيولوجية غير المرضية

  • لدى الأطفال دون سن الرابعة.

  • أثناء التسنين.

  • أثناء النوم بسبب ارتخاء عضلات الفم.

ثالثًا: أنواع سيلان اللعاب

يُصنف سيلان اللعاب إلى نوعين رئيسيين:

  1. سيلان لعابي أمامي (Anterior Drooling): خروج اللعاب خارج الفم، وغالبًا ما يظهر عند الأطفال أو مرضى الأعصاب.

  2. سيلان لعابي خلفي (Posterior Drooling): تسرب اللعاب إلى الحلق دون ملاحظة واضحة، مما قد يسبب الاختناق أو التهابات الرئة المتكررة.

رابعًا: الآثار السلبية لسيلان اللعاب المفرط

  • المضاعفات الاجتماعية والنفسية: الإحراج، العزلة الاجتماعية، وانخفاض جودة الحياة.

  • الآثار الجلدية: التهابات حول الفم، تهيج الجلد، تشققات.

  • صعوبات النطق: نتيجة لتراكم اللعاب وصعوبة التحكم فيه.

  • زيادة خطر التهابات الجهاز التنفسي: خاصة في الحالات التي يصاحبها بلع خلفي.

  • تأثير سلبي على التغذية والبلع.

خامسًا: طرق التشخيص

يشمل تقييم سيلان اللعاب إجراء فحص شامل يضم:

  • التاريخ الطبي الكامل: متى بدأ السيلان، وهل هناك تاريخ عصبي؟

  • الفحص السريري الفموي والحنجري.

  • اختبارات الأعصاب والعضلات (EMG).

  • تصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية (عند الحاجة).

  • تقييم البلع بالفيديو (VFSS).

  • اختبارات اللعاب وتحاليل مخبرية عند الاشتباه بأمراض غددية.

سادسًا: خيارات العلاج

يختلف العلاج باختلاف السبب، وشدة الحالة، والفئة العمرية. وتشمل الخيارات:

1. العلاج السلوكي والتأهيلي

  • علاج النطق والبلع: تحسين التحكم بعضلات الفم وتقنيات البلع.

  • إعادة تأهيل الفم: تمارين لتقوية العضلات الفموية واللسانية.

  • تعديل الوضعيات أثناء الأكل.

2. الأدوية

بعض الأدوية تُستخدم لتقليل إفراز اللعاب:

اسم الدواء الآلية الآثار الجانبية المحتملة
سكوبولامين (Scopolamine) مضاد للكولين جفاف فم، نعاس، إمساك
غليكوبيرولات (Glycopyrrolate) مضاد إفراز اللعاب إمساك، اضطرابات معدية
أميتريبتيلين (Amitriptyline) مضاد اكتئاب ثلاثي الحلقات دوخة، تسارع ضربات القلب

3. الحقن بالبوتوكس (Botulinum Toxin)

يُعد من العلاجات الفعالة لسيلان اللعاب، عبر حقنه في الغدد اللعابية الكبرى مثل الغدة النكافية، مما يؤدي إلى تقليل إفراز اللعاب لفترة تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر.

4. التدخل الجراحي

في الحالات الشديدة أو المقاومة:

  • ربط أو استئصال الغدد اللعابية.

  • تعديل مجرى القنوات اللعابية لتوجيه اللعاب إلى الحلق بدلاً من الفم.

  • تحويل مجرى اللعاب جراحيًا.

5. أجهزة وتقنيات مساعدة

  • جهاز امتصاص اللعاب: للأطفال أو المرضى غير القادرين على البلع.

  • أجهزة تعديل الوضعية أثناء الجلوس أو الأكل.

سابعًا: الوقاية والرعاية المنزلية

  • العناية الدائمة بصحة الفم والأسنان.

  • المتابعة الدورية مع طبيب الأعصاب أو طبيب الأنف والأذن والحنجرة.

  • تشجيع تمارين عضلات الفم لدى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

  • التحكم في مسببات الالتهاب أو العدوى الفموية.

ثامنًا: سيلان اللعاب أثناء النوم

من الحالات الشائعة والتي قد لا تكون خطيرة غالبًا، لكن لها دلالات منها:

  • انسداد الأنف أو الجيوب الأنفية.

  • النوم على البطن أو الجانب.

  • الارتخاء المفرط في عضلات الفم أثناء النوم.

  • ارتجاع المريء أو التهاب المعدة.

وتتضمن التدابير البسيطة لعلاج سيلان اللعاب الليلي:

  • تعديل وضعية النوم.

  • علاج احتقان الأنف.

  • استخدام وسائد طبية.

  • تجنب الطعام قبل النوم مباشرة.

المصادر والمراجع:

  1. National Institute of Neurological Disorders and Stroke (NINDS) – Sialorrhea Guidelines.

  2. Mayo Clinic – Drooling: Causes and Management.

اخر تحديث 20/06/2025
13 تمت قراءة 3 دقيقة