أسباب وعلاج بقع الدم في العين

ظهور بقع دم في العين: الأسباب، الأعراض، والتشخيص والعلاج

تعد العين من أكثر الأعضاء الحساسة في الجسم، حيث أنها تعرض لحالات طبية عديدة يمكن أن تؤثر على الرؤية والصحة العامة للفرد. من بين هذه الحالات الطبية التي قد تثير القلق، هو ظهور بقع دم في العين. تعرف هذه الحالة طبياً باسم “النزيف تحت الملتحمة” (Subconjunctival Hemorrhage)، وهي حالة تحدث عندما ينكسر أحد الأوعية الدموية الدقيقة في المنطقة البيضاء للعين (الملتحمة)، مما يؤدي إلى تسرب الدم إلى الأنسجة المحيطة. تظهر هذه الحالة على شكل بقع حمراء زاهية أو بقع دموية في العين، وقد يرافقها أحيانًا بعض الأعراض الأخرى التي قد تكون مزعجة أو مقلقة للمصاب.

ما هو النزيف تحت الملتحمة؟

النزيف تحت الملتحمة هو تمزق للأوعية الدموية الصغيرة الموجودة في العين، مما يؤدي إلى تسرب الدم إلى المسافة بين الملتحمة والطبقات الداخلية للعين. قد تظهر البقع الدموية في منطقة محددة من العين، ويمكن أن تكون مرئية بوضوح للآخرين، لكن في كثير من الحالات، لا يكون لها أي تأثير على الرؤية. بشكل عام، تعد هذه الحالة غير مؤلمة ولا تسبب أي ضرر دائم للعين أو للرؤية.

أسباب ظهور بقع الدم في العين

تختلف الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث نزيف تحت الملتحمة، ويمكن أن تتراوح من أسباب بسيطة وغير خطيرة إلى أسباب أكثر تعقيدًا تستدعي الرعاية الطبية. فيما يلي أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى ظهور بقع الدم في العين:

1. السعال أو العطس القوي

عندما يحدث السعال أو العطس بشكل مفاجئ وقوي، قد يزداد الضغط داخل الأوعية الدموية في العين، مما قد يؤدي إلى تمزق أحد الأوعية الدموية الصغيرة تحت الملتحمة. هذا يعد من أكثر الأسباب شيوعًا التي قد تؤدي إلى ظهور بقع دم في العين، خاصة إذا كان الشخص يعاني من سعال مزمن أو نزلات برد شديدة.

2. الإجهاد البدني

أي نوع من الجهد البدني الذي يسبب زيادة مفاجئة في ضغط الدم داخل الجسم يمكن أن يؤدي إلى تمزق الأوعية الدموية في العين. من الأمثلة على ذلك رفع الأثقال الثقيلة، أو ممارسة الرياضات التي تتطلب مجهودًا بدنيًا كبيرًا.

3. الإصابات المباشرة للعين

إصابات العين، مثل الضربات أو الاصطدامات المباشرة، قد تؤدي إلى تمزق الأوعية الدموية وتسبب ظهور بقع دم في العين. هذا قد يحدث نتيجة لحوادث رياضية، أو حوادث السير، أو حتى نتيجة لإصابة عرضية.

4. استخدام أدوية معينة

بعض الأدوية التي تؤثر على قدرة الدم على التجلط قد تزيد من احتمالية حدوث النزيف تحت الملتحمة. من أبرز هذه الأدوية مضادات التجلط مثل الأسبرين، والوارفارين، والمضادات الحيوية في بعض الحالات.

5. ارتفاع ضغط الدم

يعتبر ارتفاع ضغط الدم أحد الأسباب التي قد تؤدي إلى تمزق الأوعية الدموية في العين. إذا كان الشخص يعاني من ضغط دم مرتفع لفترة طويلة دون علاج، فإن هذا قد يضع ضغطًا على الأوعية الدموية في العين ويؤدي إلى حدوث النزيف.

6. التغيرات الهرمونية

خلال بعض الفترات الهرمونية مثل الحمل، قد تزداد قابلية الأوعية الدموية للتمزق، مما يزيد من احتمالية ظهور بقع دم في العين. التغيرات الهرمونية قد تؤثر على الدورة الدموية وتزيد من هشاشة الأوعية الدموية في الجسم بشكل عام.

7. حالات صحية أخرى

في بعض الحالات، قد تكون بعض الأمراض أو الحالات الصحية التي تؤثر على الأوعية الدموية هي السبب في نزيف العين. من هذه الحالات:

• مرض السكري: قد يؤدي إلى ضعف الأوعية الدموية في الجسم بما في ذلك الأوعية الدموية في العين.

• اضطرابات النزيف: مثل الهيموفيليا أو مرض فون ويلبراند، حيث تكون قدرة الجسم على تجلط الدم ضعيفة، مما يزيد من احتمالية النزيف.

• الأورام: في بعض الحالات النادرة، قد تكون البقع الدموية في العين مرتبطة بوجود أورام في العين أو الأنسجة المحيطة.

أعراض النزيف تحت الملتحمة

أحد الجوانب المميزة للنزيف تحت الملتحمة هو أنه في معظم الحالات لا يسبب أي أعراض مؤلمة. قد لا يشعر المريض بأي إحساس غير طبيعي في العين، ولا يوجد عادةً تأثير على الرؤية. ومع ذلك، يمكن أن تشمل الأعراض التي قد يلاحظها المريض ما يلي:

• ظهور بقع حمراء في العين: هذه البقع تكون مرئية بوضوح، وتظهر على شكل بقعة حمراء أو زرقاء على الجزء الأبيض من العين.

• الشعور بجفاف أو تهيج طفيف: قد يعاني بعض الأشخاص من شعور طفيف بالتهيج أو الجفاف في العين، لكنه لا يسبب ألمًا.

• التورم الخفيف: في بعض الحالات، قد يكون هناك تورم خفيف حول العين، لكن هذا ليس شائعًا.

التشخيص والعلاج

1. التشخيص

عادةً ما يتم تشخيص النزيف تحت الملتحمة من خلال الفحص البصري من قبل الطبيب. إذا كان النزيف ناتجًا عن إصابة أو حالة صحية أخرى، فقد يطلب الطبيب بعض الفحوصات الإضافية مثل تحليل الدم أو تصوير الأوعية الدموية. في حالة الشك في وجود مشاكل صحية أخرى تؤثر على الأوعية الدموية، قد يحتاج الطبيب إلى إجراء فحوصات إضافية لتحديد السبب الدقيق.

2. العلاج

في معظم الحالات، لا يتطلب النزيف تحت الملتحمة علاجًا خاصًا. البقع الدموية عادةً ما تختفي من تلقاء نفسها خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع دون أن تترك أي أثر دائم على العين أو الرؤية. يمكن أن تساعد بعض الإجراءات لتخفيف التهيج أو الراحة مثل:

• استخدام الدموع الاصطناعية: لتخفيف الجفاف أو الشعور بالتهيج في العين.

• تجنب السعال أو العطس القوي: لتقليل الضغط على الأوعية الدموية.

• تجنب التمارين الرياضية الشاقة: التي قد تؤدي إلى زيادة الضغط في العين.

في الحالات التي يكون فيها النزيف ناتجًا عن مرض أو حالة صحية أخرى، قد يتطلب الأمر علاجًا لمعالجة السبب الأساسي. مثلًا، إذا كان النزيف ناتجًا عن ارتفاع ضغط الدم، فقد يكون من الضروري اتخاذ خطوات لتحسين السيطرة على ضغط الدم.

3. متى يجب زيارة الطبيب؟

على الرغم من أن النزيف تحت الملتحمة غالبًا ما يكون غير مؤلم وغير ضار، إلا أن هناك بعض الحالات التي يجب على الفرد فيها زيارة الطبيب:

• إذا كان النزيف مستمرًا أو يحدث بشكل متكرر.

• إذا كان هناك ألم أو تغييرات في الرؤية.

• إذا كان النزيف مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الصداع الشديد أو القيء أو نزيف في أماكن أخرى من الجسم.

الوقاية

في معظم الحالات، لا يمكن الوقاية بشكل كامل من حدوث النزيف تحت الملتحمة، خاصةً إذا كان ناتجًا عن عوامل مثل العطس أو السعال الشديد. ومع ذلك، يمكن اتخاذ بعض التدابير الوقائية لتقليل المخاطر:

• التحكم في ضغط الدم: المحافظة على ضغط الدم ضمن المستويات الصحية يقلل من خطر تمزق الأوعية الدموية في العين.

• استخدام نظارات واقية: أثناء ممارسة الرياضات التي قد تعرض العين للإصابة.

• تجنب الإجهاد البدني الشديد: الذي يمكن أن يسبب ضغطًا زائدًا على الأوعية الدموية.

الخلاصة

ظهور بقع دم في العين، أو النزيف تحت الملتحمة، هو حالة شائعة نسبيًا وعادة ما تكون غير مؤلمة وغير ضارة. على الرغم من أن هذه الحالة قد تثير القلق في البداية بسبب مظهرها، إلا أنها في معظم الأحيان لا تتطلب علاجًا خاصًا وتختفي من تلقاء نفسها خلال بضعة أسابيع. ومع ذلك، من الضروري أن يكون الشخص على دراية بالأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث هذه الحالة، وأن يكون مستعدًا للبحث عن العلاج إذا كانت هناك أعراض مقلقة أو إذا تكررت الحالة بشكل مستمر.