أسباب وعلاج التهاب الحنجرة

التهاب الحنجرة: الأسباب، الأعراض، وطرق العلاج

التهاب الحنجرة هو حالة طبية شائعة تؤثر على الحنجرة (أو صندوق الصوت) وهي العضو المسؤول عن إنتاج الصوت. يعاني الشخص المصاب بالتهاب الحنجرة من تغيرات في صوته، بما في ذلك بحة الصوت أو فقدان الصوت بشكل كامل في بعض الأحيان. هذه الحالة يمكن أن تكون حادة أو مزمنة، وتتراوح شدتها من خفيفة إلى شديدة حسب السبب والعلاج. في هذا المقال، سنتناول أسباب التهاب الحنجرة، الأعراض المصاحبة له، كيفية تشخيصه، وطرق علاجه المختلفة.

1. تعريف التهاب الحنجرة

التهاب الحنجرة هو التهاب يصيب الحبال الصوتية الموجودة داخل الحنجرة، والتي تقع في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي. الحبال الصوتية هي الأنسجة التي تهتز لإنتاج الصوت عندما يمر الهواء من الرئتين عبر الحنجرة. عندما تتعرض هذه الحبال الصوتية لالتهاب أو تهيج، يحدث تضخم يؤدي إلى تغيرات في الصوت، وقد يعاني المريض من صعوبة في التحدث أو البلع.

2. أنواع التهاب الحنجرة

2.1. التهاب الحنجرة الحاد

هو الأكثر شيوعًا، ويحدث عادة نتيجة عدوى فيروسية. تستمر أعراضه لفترة قصيرة، من أيام إلى أسبوع تقريبًا. في الغالب، يترافق مع نزلات البرد أو التهابات الجهاز التنفسي العلوي.

2.2. التهاب الحنجرة المزمن

يستمر هذا النوع من الالتهاب لأكثر من ثلاثة أسابيع وقد يكون ناتجًا عن التعرض المستمر للمهيجات مثل الدخان أو المواد الكيميائية. يمكن أن يكون أيضًا ناتجًا عن أمراض مزمنة مثل ارتجاع المريء أو اضطرابات صوتية متكررة، مثل الصراخ أو التحدث بشكل مفرط.

3. أسباب التهاب الحنجرة

هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى التهاب الحنجرة، ويمكن تقسيمها إلى أسباب معدية وغير معدية.

3.1. الأسباب المعدية

• الفيروسات: تعد الفيروسات أكثر الأسباب شيوعًا لالتهاب الحنجرة الحاد. الفيروسات المسببة تشمل فيروس الأنفلونزا، فيروس نزلات البرد، الفيروسات التاجية (كورونا)، والفيروسات التنفسية الأخرى.

• البكتيريا: رغم أن الفيروسات هي الأكثر شيوعًا، إلا أن الالتهابات البكتيرية يمكن أن تسبب التهاب الحنجرة، مثل تلك التي تنتج عن بكتيريا العقدية أو المكورات العنقودية.

• الفطريات: في حالات نادرة، يمكن أن تسبب الفطريات التهاب الحنجرة، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

3.2. الأسباب غير المعدية

• التدخين: يعتبر التدخين من أبرز المسببات لالتهاب الحنجرة المزمن. المواد الكيميائية الموجودة في الدخان تضر بالحبال الصوتية وتتسبب في التهابات مزمنة.

• التعرض للمواد الكيميائية أو المهيجات: يمكن أن يؤدي استنشاق المواد الكيميائية مثل الأبخرة السامة أو المواد التي تهيج الحنجرة إلى التهاب الحنجرة.

• ارتجاع الحمض المعدي (الحرقة): قد يؤدي ارتجاع الحمض إلى تهيج الحبال الصوتية والحنجرة، مما يؤدي إلى التهاب الحنجرة المزمن.

• التحدث أو الصراخ لفترات طويلة: يمكن أن يؤدي استخدام الصوت بشكل مفرط أو غير صحيح إلى إرهاق الحبال الصوتية والتسبب في التهاب الحنجرة.

• الحساسية: التعرض لمسببات الحساسية مثل الغبار أو حبوب اللقاح يمكن أن يؤدي إلى تهيج الحنجرة.

4. أعراض التهاب الحنجرة

تتفاوت أعراض التهاب الحنجرة حسب شدته ونوعه. الأعراض الرئيسية تشمل:

• بحة الصوت: غالبًا ما يكون الصوت غير واضح أو عميق، وقد يصبح من الصعب التحدث أو إنتاج الصوت بشكل طبيعي.

• فقدان الصوت: في الحالات الشديدة، قد يعاني الشخص من فقدان كامل لصوته لفترة قصيرة أو طويلة.

• ألم في الحلق: قد يشعر الشخص المصاب بالتهاب الحنجرة بألم أو حرقان في الحلق، خاصة أثناء البلع أو التحدث.

• سعال جاف: السعال الجاف هو أحد الأعراض الشائعة التي تصاحب التهاب الحنجرة.

• صعوبة في البلع: قد يشعر المريض بصعوبة أو ألم عند البلع.

• احمرار وتورم في الحنجرة: يمكن أن يظهر التهاب الحنجرة في صورة احمرار ملحوظ في الحبال الصوتية أو المنطقة المحيطة بها.

• ارتفاع طفيف في درجة الحرارة: قد يصاحب التهاب الحنجرة الحاد ارتفاع في درجة الحرارة خاصة إذا كان بسبب عدوى فيروسية أو بكتيرية.

5. تشخيص التهاب الحنجرة

يتم تشخيص التهاب الحنجرة بناءً على الأعراض السريرية وتاريخ المريض الطبي. في معظم الحالات، لا يتطلب الأمر فحوصات معملية. ومع ذلك، قد يقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوصات إذا كانت الأعراض غير عادية أو مستمرة. تشمل هذه الفحوصات:

• الفحص البدني: يقوم الطبيب بفحص الحلق والحنجرة باستخدام جهاز خاص يسمى “منظار الحنجرة” لرؤية الحبال الصوتية وتشخيص أي التهابات أو أضرار.

• الفحوصات المخبرية: قد يطلب الطبيب تحليل مسحة من الحلق لمعرفة ما إذا كانت العدوى بكتيرية أو فيروسية.

• الفحص بالتصوير: في بعض الحالات النادرة، قد يحتاج الطبيب إلى تصوير الحنجرة باستخدام الأشعة السينية أو تقنيات أخرى لاستبعاد وجود أورام أو مشاكل هيكلية.

6. علاج التهاب الحنجرة

علاج التهاب الحنجرة يعتمد على السبب وراء الإصابة وحالة المريض العامة. يمكن أن يشمل العلاج بعض الإجراءات المنزلية البسيطة أو العلاج الطبي وفقًا للحالة.

6.1. العلاج المنزلي

• الراحة الصوتية: من الضروري تقليل استخدام الصوت لأقصى حد لتجنب إرهاق الحبال الصوتية. ينصح بالابتعاد عن الصراخ أو التحدث بصوت مرتفع.

• الترطيب: يساعد شرب السوائل بكثرة في ترطيب الحلق وتخفيف الالتهاب. يمكن شرب الماء الدافئ أو شاي الأعشاب (مثل شاي الزنجبيل أو البابونج).

• استخدام البخار: استنشاق البخار من وعاء ماء ساخن يمكن أن يساعد في ترطيب الحنجرة وتهدئتها.

• العسل والليمون: يعتبر العسل مع الليمون من العلاجات الطبيعية الفعالة للتخفيف من ألم الحلق والتهاب الحنجرة.

• الغرغرة بالماء المالح: يمكن أن يساعد الغرغرة بالماء الدافئ المضاف إليه قليل من الملح في تهدئة الحنجرة وتقليل الالتهاب.

6.2. الأدوية

• مسكنات الألم: يمكن استخدام مسكنات الألم مثل الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم المصاحب للالتهاب.

• المضادات الحيوية: إذا كان التهاب الحنجرة ناتجًا عن عدوى بكتيرية، فقد يصف الطبيب مضادًا حيويًا لعلاج العدوى.

• الأدوية المضادة للحساسية: في حالة التهاب الحنجرة الناتج عن الحساسية، يمكن أن يصف الطبيب أدوية مضادة للهستامين.

• الأدوية المضادة للفطريات: في حالات نادرة، إذا كان السبب هو عدوى فطرية، قد يتطلب الأمر العلاج بالأدوية المضادة للفطريات.

7. الوقاية من التهاب الحنجرة

• التقليل من التعرض للمهيجات: مثل الدخان، الغبار، المواد الكيميائية، والعوامل الملوثة الأخرى.

• الحفاظ على نظافة اليدين: خاصة إذا كانت العدوى بسبب الفيروسات أو البكتيريا، يساعد غسل اليدين المتكرر في الوقاية من انتقال العدوى.

• تجنب إجهاد الصوت: من المهم تجنب التحدث لفترات طويلة أو الصراخ، خاصة عند الأشخاص الذين يستخدمون أصواتهم بشكل مفرط مثل المعلمين والمغنيين.

• الحفاظ على الرطوبة: في الأماكن الجافة، يمكن استخدام مرطبات الهواء للحفاظ على رطوبة الجو وتخفيف التهيج في الحنجرة.

8. التعافي من التهاب الحنجرة

الشفاء من التهاب الحنجرة يعتمد بشكل كبير على السبب ودرجة الإصابة. في حالات التهاب الحنجرة الحاد، قد يكون الشخص قادرًا على التعافي تمامًا بعد بضعة أيام من العلاج. أما في حالة التهاب الحنجرة المزمن، فقد يحتاج الشخص إلى تعديل نمط حياته، مثل التوقف عن التدخين أو معالجة ارتجاع الحمض المعدي، لضمان الشفاء الكامل.

على الرغم من أن التهاب الحنجرة يمكن أن يكون مزعجًا للغاية، فإن معظم الحالات تتحسن بسرعة مع العلاج المناسب والراحة. في الحالات الشديدة أو المزمنة، قد يحتاج المرضى إلى استشارة أطباء متخصصين في الحنجرة أو الأنف والأذن والحنجرة لضمان العلاج الف