أسباب وعلاج الاضطرابات الشرجية

الاضطرابات الشرجية: الأسباب، الأعراض، التشخيص والعلاج

الاضطرابات الشرجية هي مجموعة من الحالات المرضية التي تؤثر على منطقة الشرج والمستقيم، وقد تتراوح هذه الاضطرابات من مشكلات بسيطة مثل البواسير إلى حالات أكثر تعقيدًا مثل السرطان. على الرغم من أن هذه الاضطرابات قد تكون محط تجنب أو إحراج للكثيرين، إلا أن تشخيصها المبكر وعلاجها يمكن أن يحسن نوعية حياة المصابين بشكل كبير. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أنواع الاضطرابات الشرجية المختلفة، وأسبابها، والأعراض المرتبطة بها، بالإضافة إلى خيارات التشخيص والعلاج.

أنواع الاضطرابات الشرجية

1. البواسير
   البواسير هي انتفاخات وتورمات في الأوردة الموجودة في منطقة الشرج والمستقيم. يمكن أن تكون البواسير داخلية أو خارجية. البواسير الداخلية تقع داخل المستقيم، بينما البواسير الخارجية تظهر حول فتحة الشرج. تعد البواسير من أكثر الاضطرابات الشرجية شيوعًا، وغالبًا ما تنجم عن الضغط المستمر أثناء التبرز أو الإمساك المزمن.

   مواضيع ذات صلة

   • 
     الحركات اللا إرادية: الأسباب والتأثيرات
   • 
     السلوكيات الغريبة للأطفال حديثي الولادة
   • 
     عضلات التنفس وأهميتها
   • 
     التطورات في علاج لقاح كورونا
   • 
     لماذا يتصرف الأطباء هكذا؟
   • 
     طرق مبتكرة لتوليد الأفكار

2. الشرخ الشرجى
   يعتبر الشرخ الشرجى تمزقًا صغيرًا في الأنسجة المحيطة بالشرج، وهو من الاضطرابات الشائعة التي تسبب ألمًا شديدًا أثناء وبعد التبرز. يمكن أن يكون الشرخ الشرجى مزمنًا إذا استمر لفترة طويلة من الزمن وأصبح متكررًا.

3. الناسور الشرجي
   الناسور الشرجي هو قناة غير طبيعية تتشكل بين الشرج والمناطق المحيطة به، مثل الجلد. يحدث هذا النوع من الاضطرابات بسبب التهابات غدة الشرج التي تترك خلفها تجويفًا يؤدي إلى اتصال غير طبيعي بين الأنسجة.

4. الخراج الشرجي
   الخراج هو تجمع للقيح في منطقة الشرج نتيجة لعدوى بكتيرية. يحدث عادة نتيجة التهابات غدة الشرج أو الناسور الشرجي. يشعر المصاب بألم شديد وانتفاخ في منطقة الشرج، وقد يترافق مع الحمى.

5. سرطان الشرج
   سرطان الشرج هو نوع نادر من السرطان الذي يحدث في الأنسجة المحيطة بالشرج. يتسبب في ظهور أعراض مشابهة للبواسير أو الشرخ الشرجى، مثل النزيف والألم، لكن هذه الأعراض تستمر لفترة أطول وتزداد شدتها.

أسباب الاضطرابات الشرجية

تتنوع الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث الاضطرابات الشرجية، وقد يكون بعضها ناتجًا عن عوامل بيئية أو سلوكية، بينما يكون بعضها الآخر مرتبطًا بحالات طبية معينة. من أبرز الأسباب التي قد تساهم في تطور هذه الاضطرابات:

1. الإمساك المزمن
   يعتبر الإمساك أحد أبرز الأسباب التي تؤدي إلى حدوث العديد من الاضطرابات الشرجية، بما في ذلك البواسير والشرخ الشرجى. الضغط الزائد أثناء التبرز يمكن أن يتسبب في تمدد الأوردة في منطقة الشرج، مما يؤدي إلى ظهور البواسير.

2. التغذية غير السليمة
   نقص الألياف في النظام الغذائي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل هضمية، مثل الإمساك، وبالتالي إلى زيادة احتمالية الإصابة بالبواسير أو الشرخ الشرجى. كما أن الأطعمة الغنية بالتوابل أو الحارة قد تساهم في تهيج الأنسجة الشرجية.

3. العوامل الوراثية
   هناك بعض الحالات الوراثية التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بالاضطرابات الشرجية. على سبيل المثال، الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بالبواسير أو الناسور الشرجي قد يكونون أكثر عرضة لهذه الاضطرابات.

4. الحمل والولادة
   الحمل والولادة قد يؤديان إلى زيادة الضغط على منطقة الشرج، مما يسبب البواسير أو الشرخ الشرجى. أثناء الحمل، تتغير الهرمونات ويصبح التدفق الدموي إلى منطقة الحوض أكبر، مما يزيد من خطر الإصابة بالبواسير.

5. العادات السيئة
   الجلوس لفترات طويلة أو التوتر النفسي قد يزيد من خطر الإصابة بالاضطرابات الشرجية. الأشخاص الذين يميلون إلى الجلوس لفترات طويلة، سواء في العمل أو في وسائل النقل، معرضون لزيادة الضغط على منطقة الشرج، مما قد يؤدي إلى مشاكل في الأوعية الدموية في هذه المنطقة.

الأعراض المرتبطة بالاضطرابات الشرجية

تختلف الأعراض بناءً على نوع الاضطراب الشرجى الذي يعاني منه الشخص. وفيما يلي الأعراض الرئيسية التي قد تظهر مع كل نوع من أنواع الاضطرابات الشرجية:

1. البواسير:

   • نزيف أثناء التبرز (يمكن أن يظهر على شكل دم أحمر فاتح).

   • ألم أو حكة في منطقة الشرج.

   • تورم أو بروز حول الشرج (في حالة البواسير الخارجية).

   • شعور بعدم الراحة أثناء الجلوس.

2. الشرخ الشرجى:

   • ألم حاد أثناء وبعد التبرز.

   • نزيف صغير من فتحة الشرج (عادة ما يكون دمًا أحمر فاتحًا).

   • شعور بالحرقان أو التهيج في المنطقة المصابة.

3. الناسور الشرجي:

   • إفرازات مستمرة من القيح أو السائل من حول الشرج.

   • ألم وتورم في المنطقة المصابة.

   • حمى في الحالات المتقدمة.

4. الخراج الشرجي:

   • ألم شديد في منطقة الشرج، وخاصة عند الجلوس أو التبرز.

   • تورم أحمر حول الشرج.

   • ظهور كتلة مؤلمة أو دمل في المنطقة المصابة.

   • حمى في حالات العدوى الشديدة.

5. سرطان الشرج:

   • نزيف مستمر أو غير مبرر من الشرج.

   • ألم غير مفسر في منطقة الشرج.

   • تغييرات في عادات التبرز (مثل الإمساك المستمر أو الإسهال).

   • وجود كتلة أو تورم في منطقة الشرج.

تشخيص الاضطرابات الشرجية

لتشخيص الاضطرابات الشرجية، يجب على المريض زيارة الطبيب المختص (غالبًا طبيب الجهاز الهضمي أو جراح القولون والمستقيم). يشمل التشخيص عادة الفحص السريري، وقد يتطلب الأمر بعض الفحوصات والإجراءات مثل:

1. الفحص السريري: يقوم الطبيب بفحص المنطقة الشرجية باستخدام يده أو جهاز منظار الشرج للكشف عن البواسير أو الشرخ أو أي مشكلات أخرى في المنطقة.

2. التصوير بالأشعة السينية: في حالات معينة مثل الخراج أو الناسور، قد يتم استخدام التصوير بالأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد مدى الإصابة.

3. التنظير الشرجي: في حال الاشتباه في الإصابة بالسرطان أو حالات معقدة أخرى، قد يتم استخدام التنظير الشرجي للكشف عن أي أورام أو نمو غير طبيعي في المستقيم.

4. الاختبارات المخبرية: يمكن أن تتطلب بعض الحالات اختبارات دم أو مزرعة للقيح لتحديد نوع العدوى أو البكتيريا.

علاج الاضطرابات الشرجية

تختلف خيارات العلاج بناءً على نوع الاضطراب الشرجى وشدته. يمكن أن تتراوح العلاجات من التدابير المنزلية البسيطة إلى التدخلات الجراحية في الحالات المتقدمة. فيما يلي نظرة عامة على خيارات العلاج المتاحة:

1. العلاج الدوائي:

   • المسكنات: يمكن أن تساعد المسكنات غير الستيرويدية (مثل الإيبوبروفين) في تخفيف الألم الناتج عن الاضطرابات الشرجية.

   • المراهم والكريمات الموضعية: تستخدم المراهم التي تحتوي على أدوية مضادة للالتهابات لتخفيف الألم والحكة.

   • المضادات الحيوية: في حالة الإصابة بعدوى أو خراج، قد يصف الطبيب المضادات الحيوية.

2. التغيرات في النظام الغذائي:

   • تناول الأطعمة الغنية بالألياف يساعد في تجنب الإمساك وتقليل الضغط أثناء التبرز، مما يقلل من خطر حدوث البواسير أو الشرخ الشرجى.

   • شرب الكثير من السوائل يساعد في تحسين الهضم ويمنع الإمساك.

3. العلاج الجراحي:

   • في بعض الحالات المتقدمة أو عندما لا تنجح العلاجات الأخرى، قد يحتاج المريض إلى إجراء جراحة. تشمل الخيارات الجراحية إزالة البواسير أو علاج الناسور الشرجي.

4. الليزر أو العلاج بالترددات الراديوية:

   • تُستخدم هذه التقنيات في علاج البواسير أو الشرخ الشرجى عن طريق تسخين الأنسجة وإغلاق الأوردة المتورمة، مما يساعد في تخفيف الأعراض.

الوقاية من الاضطرابات الشرجية

الوقاية من الاضطرابات الشرجية تتطلب الالتزام بنظام غذائي صحي، مع الاهتمام بالعادات اليومية التي تقلل من الضغط على منطقة الشرج. فيما يلي بعض النصائح للوقاية من هذه الاضطرابات:

1. **تناول الأطعمة الغنية