أسباب وأعراض الحمى القرمزية

الحمى القرمزية: الأعراض والأسباب

الحمى القرمزية هي مرض بكتيري ينتج عن الإصابة ببكتيريا العقدية التي تنتقل عادةً عن طريق الهواء أو الاتصال المباشر مع الشخص المصاب. تعد الحمى القرمزية أكثر شيوعًا في الأطفال، ولكن يمكن أن تصيب البالغين أيضًا. على الرغم من أنها كانت تعتبر مرضًا مميتًا في العصور الماضية، فإن التقدم الطبي والعلاج بالمضادات الحيوية قد جعل من الممكن السيطرة عليها بشكل جيد، وتفادي المضاعفات التي قد تحدث في غياب العلاج. في هذا المقال، سيتم التطرق إلى أسباب الحمى القرمزية، الأعراض المصاحبة لها، وطرق الوقاية والعلاج المتاحة.

ما هي الحمى القرمزية؟

الحمى القرمزية هي عدوى بكتيرية تحدث عندما تصاب الحنجرة أو الجلد ببكتيريا العقدية من المجموعة A (Streptococcus pyogenes)، التي تسبب التهاب الحلق والطفح الجلدي المميز باللون الأحمر، بالإضافة إلى أعراض أخرى. في بعض الحالات، قد تظهر هذه البكتيريا في الجلد أو الجروح المفتوحة، مما يؤدي إلى التسبب في حالات من التسمم الدموي أو عدوى الأنسجة.

الأسباب الرئيسية للحمى القرمزية

تعتبر الحمى القرمزية من الأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق الاتصال المباشر مع شخص مصاب أو استنشاق الرذاذ المتطاير من السعال أو العطس. يمكن أن تحدث العدوى نتيجة للعديد من العوامل، أهمها:

1. التعرض للبكتيريا العقدية (Streptococcus pyogenes)

إن السبب الرئيسي لظهور الحمى القرمزية هو الإصابة ببكتيريا العقدية من المجموعة A، التي تفرز سمًا قويًا يسمى “إريثروجين”، والذي يؤدي إلى الطفح الجلدي المميز للحمى القرمزية. تنتقل هذه البكتيريا بشكل رئيسي عبر السعال والعطس من شخص مصاب إلى شخص سليم. كما يمكن أن تنتقل من خلال ملامسة الأسطح الملوثة بالبكتيريا أو مشاركة الأدوات الشخصية مثل الأواني والأكواب.

2. التلامس مع الأسطح أو الأغراض الملوثة

عند التلامس المباشر مع الأسطح الملوثة بالبكتيريا، مثل المناشف أو الألعاب أو الأدوات الشخصية للمريض، قد تكون فرصة انتقال العدوى عالية، خاصة في الأماكن المزدحمة مثل المدارس أو الحافلات العامة.

3. الضعف المناعي

الأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة أو الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة، هم أكثر عرضة للإصابة بالحمى القرمزية.

4. العوامل البيئية

تزداد حالات الحمى القرمزية في فصل الشتاء أو في فترات الانتقال بين الفصول، حيث يزيد تواجد الأشخاص في أماكن مغلقة، ما يعزز من فرص انتقال العدوى.

الأعراض الشائعة للحمى القرمزية

تبدأ الأعراض عادة بعد فترة حضانة تتراوح بين يومين إلى أربعة أيام من الإصابة بالبكتيريا. وتظهر الأعراض بشكل مفاجئ، وتشمل مجموعة من العلامات التي تدل على الإصابة بالحمى القرمزية. من أهم هذه الأعراض:

1. الحمى الشديدة

تعتبر الحمى من أبرز الأعراض التي يعاني منها المصاب بالحمى القرمزية. يبدأ الشخص في الشعور بحرارة شديدة تصل إلى 39 درجة مئوية أو أكثر، وترافقها رعشة وتعرق شديد.

2. الطفح الجلدي الأحمر

يتميز الطفح الجلدي الذي يظهر في الحمى القرمزية بلون أحمر مشرق، ويبدأ عادةً من الرقبة أو الصدر ثم ينتشر إلى باقي أجزاء الجسم. في البداية، قد يكون الطفح غير منتظم، ولكنه يصبح أكثر وضوحًا مع مرور الوقت، ويشبه “الورق الممتد”. الطفح يرافقه عادةً حكة شديدة.

3. التهاب الحلق

من الأعراض الأساسية التي تصاحب الحمى القرمزية هو التهاب الحلق، ويشمل شعورًا بالألم والاحمرار في الحنجرة، وقد يصاحبه صعوبة في البلع واحتقان الحلق. غالبًا ما يكون مصحوبًا بتورم في العقد الليمفاوية في الرقبة.

4. اللسان الفراولي

يُعتبر اللسان الفراولي من الأعراض المميزة للحمى القرمزية، حيث يصبح لسان الطفل أو البالغ أحمر اللون ويغطيه طبقة من النقاط البيضاء، مما يجعله يشبه الفراولة. قد تظهر هذه الأعراض بعد مرور بضعة أيام من الإصابة.

5. أعراض شبيهة بالإنفلونزا

تشمل الأعراض الأخرى التي قد تظهر في الحالات الأولية من الحمى القرمزية مثل الصداع، والقشعريرة، وآلام العضلات والمفاصل، وفقدان الشهية، والغثيان.

6. قشور الجلد

بعد أن يختفي الطفح الجلدي في معظم الحالات، قد يبدأ الجلد في التقشر بشكل ملاحظ، وخاصة في مناطق مثل الأصابع وأصابع القدم، حيث يكون التقشر شديدًا في هذه المناطق.

تشخيص الحمى القرمزية

يتم تشخيص الحمى القرمزية من خلال فحص الأعراض السريرية للمريض، خاصة الطفح الجلدي، والتهاب الحلق. يمكن أن يُطلب من الطبيب إجراء فحوصات إضافية مثل:

• اختبار مسحة الحلق: يقوم الطبيب بأخذ مسحة من الحلق لتحليلها واكتشاف وجود بكتيريا العقدية.

• فحص الدم: يمكن أن يُستخدم فحص الدم للكشف عن وجود عدوى بكتيرية أو للتحقق من المضاعفات الأخرى.

المضاعفات المحتملة للحمى القرمزية

إذا لم يتم علاج الحمى القرمزية بشكل صحيح وفي الوقت المناسب، فإنها قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة. من بين هذه المضاعفات:

1. الحمى الروماتيزمية

تعد الحمى الروماتيزمية من المضاعفات الأكثر شيوعًا نتيجة للإصابة بالبكتيريا العقدية غير المعالجة. يمكن أن تؤثر على القلب والمفاصل، مما يؤدي إلى التهاب في الأنسجة.

2. التسمم الدموي

في بعض الحالات النادرة، قد تنتقل العدوى إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى تسمم الدم، وهي حالة تهدد الحياة وتحتاج إلى علاج فوري.

3. التهاب الأذن الوسطى

تعد التهابات الأذن من المضاعفات التي قد تحدث نتيجة لانتقال العدوى من الحلق إلى الأذن الوسطى.

4. التهاب الكلى

قد يؤثر التورم في الكلى نتيجة للإصابة بالبكتيريا، مما يؤدي إلى مشاكل صحية كبيرة مثل الفشل الكلوي.

علاج الحمى القرمزية

يتم علاج الحمى القرمزية عادة باستخدام المضادات الحيوية مثل البنسلين أو الأموكسيسيلين، حيث تساعد هذه الأدوية على القضاء على البكتيريا المسببة للعدوى وتقليل مدة المرض. ومن المهم أن يتم تناول الدورة الكاملة للمضاد الحيوي الموصوف من قبل الطبيب لضمان شفاء كامل والحد من فرص انتشار العدوى.

1. المضادات الحيوية

تستخدم المضادات الحيوية للقضاء على العدوى البكتيرية. بمجرد أن يبدأ المريض في تناول الدواء، تبدأ أعراض الحمى القرمزية في التحسن خلال فترة تتراوح بين 24 إلى 48 ساعة. ولكن من الضروري استكمال العلاج حتى بعد تحسن الأعراض لتجنب الانتكاسة.

2. العلاج الداعم

يمكن أيضًا استخدام مسكنات الألم مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم المرتبط بالتهاب الحلق والحمى. بالإضافة إلى ذلك، يجب التأكد من شرب الكثير من السوائل والراحة التامة لتسريع عملية التعافي.

3. علاج الطفح الجلدي

في حال كان الطفح الجلدي يسبب حكة شديدة، يمكن استخدام الكريمات الموضعية أو الأدوية المضادة للحكة لتخفيف الأعراض.

الوقاية من الحمى القرمزية

من أهم طرق الوقاية من الحمى القرمزية:

• الاهتمام بالنظافة الشخصية: غسل اليدين بانتظام خاصة بعد العطس أو السعال.

• تجنب ملامسة الأشخاص المصابين: يجب الابتعاد عن الأشخاص الذين يعانون من أعراض الحمى القرمزية لتقليل فرص الإصابة.

• تعقيم الأدوات الشخصية: من المهم تجنب مشاركة الأغراض الشخصية مثل الأكواب والمناشف.

• التطعيم: لا يوجد لقاح مخصص للحمى القرمزية، ولكن التطعيم ضد العدوى البكتيرية قد يساعد في الوقاية من بعض أنواع العدوى.