أسباب هيشان الشعر وطرق علاجها: نظرة شاملة ومفصلة
يعد الشعر جزءًا أساسيًا من جمال الإنسان، ولذا فإنه يثير اهتمامًا كبيرًا بين الناس. من المشاكل التي يعاني منها الكثير من الأشخاص هي مشكلة الهيشان، التي تؤثر على مظهر الشعر وتعطيه مظهرًا غير صحي وجاف. تتعدد أسباب هيشان الشعر وتتنوع، وتتفاوت بين العوامل الداخلية والخارجية. في هذا المقال، سنستعرض أسباب هيشان الشعر بشكل موسع، مع تقديم حلول وعلاجات فعالة للتخلص من هذه المشكلة.
1. الأسباب الوراثية:
يعتبر العامل الوراثي من الأسباب الرئيسية التي تساهم في هيشان الشعر. قد يورث الأفراد خصائص شعر معينة، مثل جفاف الشعر أو تجعده، من أحد الوالدين أو كليهما. في بعض الحالات، يكون هيشان الشعر وراثيًا إلى حد كبير، مما يجعل العناية به أكثر تحديًا. الأفراد الذين يعانون من هذه المشكلة قد يلاحظون أن هيشان شعرهم يظهر بشكل أكبر في أوقات معينة مثل في الطقس الرطب أو بعد غسيل الشعر.
2. العوامل البيئية:
البيئة المحيطة تلعب دورًا كبيرًا في صحة الشعر. الطقس الجاف أو الرطب يمكن أن يؤدي إلى هيشان الشعر بشكل ملحوظ. على سبيل المثال، في الأماكن ذات الرطوبة العالية، يتفاعل الشعر مع الرطوبة بزيادة التجعد، بينما يؤدي الجو الجاف إلى جفاف الشعر وهيشانه. الشمس أيضًا تمثل تهديدًا كبيرًا للشعر، حيث أن التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة يسبب جفاف الشعر وفقدان رطوبته.
3. نقص الرطوبة:
الشعر الجاف يكون أكثر عرضة للهيشان بسبب نقص الرطوبة في فروة الرأس والشعر نفسه. يحدث هذا عندما لا يحصل الشعر على كفايته من الترطيب سواء من خلال الطعام أو المنتجات الموضعية. عندما تكون الطبقة الخارجية للشعرة (الكيوتكل) غير مشبعة بالماء والدهون اللازمة، تصبح الشعرة أكثر هشاشة وعرضة للتقصف والهيشان.
4. استخدام المنتجات الكيميائية:
تعتبر المواد الكيميائية مثل الصبغات ومستحضرات التصفيف التي تحتوي على المواد الكيميائية القاسية أحد أسباب هيشان الشعر. تتسبب هذه المواد في تلف الطبقة الواقية للشعرة، مما يجعلها أكثر عرضة للجفاف والتلف. الإكثار من استخدام مكواة الشعر أو مجفف الشعر بشكل مفرط يساهم أيضًا في تلف الشعر وفقدان رطوبته، ما يؤدي إلى هيشانه.
5. عدم التوازن الغذائي:
تلعب التغذية السليمة دورًا كبيرًا في صحة الشعر. نقص بعض العناصر الغذائية مثل الفيتامينات والمعادن الأساسية قد يؤدي إلى هيشان الشعر. على سبيل المثال، نقص فيتامين (A) و (E) والمعادن مثل الزنك والحديد يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة الشعر، مما يجعله جافًا وعرضة للتقصف والهيشان. لذلك، من الضروري أن يحصل الجسم على تغذية متوازنة تشمل الخضروات والفواكه والبروتينات لضمان صحة الشعر.
6. الإفراط في غسل الشعر:
غسل الشعر بشكل متكرر قد يتسبب في إزالة الزيوت الطبيعية التي تنتجها فروة الرأس، مما يؤدي إلى جفاف الشعر وفقدان الترطيب الطبيعي. إذا كان الشخص يغسل شعره أكثر من مرة في اليوم، فقد يتسبب ذلك في هيشانه. بالإضافة إلى ذلك، استخدام ماء ساخن أثناء الاستحمام قد يفاقم المشكلة ويؤدي إلى تلف الشعر.
7. الضغط النفسي والتوتر:
من العوامل غير المباشرة التي تؤثر على صحة الشعر هي التوتر والضغط النفسي. عندما يتعرض الشخص للضغوطات النفسية، قد يؤدي ذلك إلى تقليل تدفق الدم إلى فروة الرأس، مما يؤثر سلبًا على نمو الشعر وصحته. هذا يمكن أن يسبب جفاف الشعر، مما يجعله أكثر عرضة للتقصف والهيشان. أظهرت الدراسات أن التوتر يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تساقط الشعر في بعض الحالات.
8. استخدام أدوات التصفيف الساخنة:
إن الإفراط في استخدام أدوات التصفيف الساخنة مثل مكواة الشعر أو مجفف الشعر قد يتسبب في تلف الهيكل البروتيني للشعر. الحرارة الزائدة تؤدي إلى تجفيف الشعر وفقدان اللمعان والمرونة، مما يجعل الشعر يبدو هائشًا وغير صحي. إضافة إلى ذلك، يمكن أن تتسبب هذه الأدوات في تقصف الأطراف وزيادة تشابك الشعر.
9. عدم استخدام البلسم أو ماسكات الشعر:
البلسم وماسكات الشعر تعتبر من المنتجات الضرورية للحفاظ على صحة الشعر. إذا كان الشخص لا يستخدم البلسم بانتظام أو لا يهتم بوضع ماسك للشعر بشكل أسبوعي، قد يعاني شعره من الجفاف ويصبح أكثر عرضة للهيشان. البلسم يساعد على ترطيب الشعر وتغذيته من الجذور حتى الأطراف، في حين أن الماسكات تساعد في إصلاح الأضرار التي قد تحدث بسبب العوامل البيئية أو العناية غير السليمة.
10. كثرة التمشيط أو التسريح المفرط:
إن التمشيط أو التسريح المفرط للشعر يمكن أن يسبب هيشانه بشكل ملحوظ. تمشيط الشعر عندما يكون مبللاً يسبب تلف الشعر ويؤدي إلى تقصف الأطراف. لذلك، من الأفضل تمشيط الشعر برفق باستخدام مشط ذو أسنان واسعة ويفضل أن يكون الشعر جافًا أو نصف جاف عند التمشيط.
11. العوامل الهرمونية:
التغيرات الهرمونية تلعب دورًا كبيرًا في صحة الشعر. الهرمونات يمكن أن تؤثر على نوعية الشعر، وخاصة في مراحل معينة من الحياة مثل الحمل، وبعد الولادة، أو أثناء فترة انقطاع الطمث. قد تلاحظ النساء تغيرات في هيكل الشعر خلال هذه الفترات، حيث يصبح أكثر عرضة للجفاف والهيشان.
12. الأمراض الجلدية:
قد تكون بعض الأمراض الجلدية مثل التهاب الجلد الدهني أو الصدفية سببًا في هيشان الشعر. هذه الأمراض تؤثر على صحة فروة الرأس وتسبب الجفاف أو الالتهابات، ما يؤدي إلى تدهور حالة الشعر. علاوة على ذلك، قد تؤدي بعض حالات نقص المناعة إلى تأثيرات سلبية على صحة الشعر.
طرق علاج هيشان الشعر:
توجد العديد من الطرق التي يمكن من خلالها معالجة مشكلة هيشان الشعر، والتخلص منها بشكل دائم أو مؤقت. إليك بعض الحلول الفعالة:
-
ترطيب الشعر بشكل منتظم: يجب استخدام بلسم مرطب أو ماسك للشعر يحتوي على مكونات مثل زيت الأركان أو زيت جوز الهند لترطيب الشعر بعمق.
-
التغذية السليمة: يجب تناول وجبات غنية بالفيتامينات والمعادن التي تدعم صحة الشعر، مثل الفيتامينات B، A، E، والزنك.
-
تقليل استخدام الأدوات الحرارية: يفضل تقليل استخدام مجفف الشعر أو مكواة الشعر، وفي حال استخدامها، يجب ضبط الحرارة على درجة منخفضة.
-
استخدام شامبو مخصص للشعر الجاف: يجب اختيار شامبو مناسب يحتوي على مكونات مرطبة ولا يحتوي على كبريتات قد تجفف الشعر.
-
حماية الشعر من العوامل البيئية: يمكن حماية الشعر من الشمس والرياح باستخدام قبعة أو تطبيق منتجات تحتوي على حماية من الأشعة فوق البنفسجية.
-
تجنب غسل الشعر بشكل مفرط: يجب تقليل عدد مرات غسل الشعر، حيث أن غسل الشعر كل يوم يمكن أن يؤدي إلى جفافه وفقدان زيوته الطبيعية.
-
استخدام زيت الشعر: يعتبر زيت الشعر مثل زيت الأركان أو زيت جوز الهند من العلاجات الطبيعية التي تعمل على ترطيب الشعر وتغذيته.
-
تدليك فروة الرأس: يساعد تدليك فروة الرأس على تنشيط الدورة الدموية وتحفيز نمو الشعر بشكل صحي.
-
استشارة طبيب متخصص: إذا استمر هيشان الشعر ولم تنجح العلاجات المنزلية، يفضل استشارة طبيب جلدية لتحديد السبب والعلاج المناسب.
في الختام، يعد هيشان الشعر من المشاكل الشائعة التي تؤثر على مظهر الشعر وجودته. ولكن من خلال العناية المستمرة والاهتمام بالعوامل التي تسبب هذه المشكلة، يمكن تحسين حالة الشعر بشكل ملحوظ.
