أسباب نقص فيتامين أ وأعراضه

نقص فيتامين أ: التأثيرات الصحية، الأسباب، الأعراض، التشخيص والعلاج

يُعد فيتامين أ من العناصر الغذائية الأساسية التي تلعب دورًا حيويًا في العديد من وظائف الجسم، بدءًا من دعم الرؤية الجيدة إلى الحفاظ على صحة الجلد وتعزيز جهاز المناعة. هذا الفيتامين الضروري يمكن أن يُحدث غيابه تأثيرات صحية خطيرة، لا سيما في الأطفال والحوامل وكبار السن والمجتمعات التي تعاني من نقص غذائي عام. يُصنف نقص فيتامين أ كأحد أكثر أشكال النقص الغذائي انتشارًا عالميًا، وهو مسؤول عن العديد من المشكلات الصحية المزمنة وحتى الوفاة في الحالات الشديدة، خاصةً في البلدان النامية.

يتناول هذا المقال التحليلي الموسع الأبعاد المتعددة لنقص فيتامين أ، من حيث أسبابه، أعراضه، مضاعفاته، وسائل التشخيص، والاستراتيجيات العلاجية والوقائية، استنادًا إلى الأدبيات الطبية الحديثة والمعايير المعتمدة من منظمة الصحة العالمية والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

أولًا: دور فيتامين أ في الجسم

فيتامين أ هو اسم عام يُطلق على مجموعة من المركبات القابلة للذوبان في الدهون، بما في ذلك الريتينول، الريتينال، وحمض الريتينويك، بالإضافة إلى الكاروتينات مثل بيتا-كاروتين. يوجد فيتامين أ في صورتين أساسيتين في النظام الغذائي:

• الشكل النشط (ريتينول): يوجد في المنتجات الحيوانية مثل الكبد، صفار البيض، الحليب الكامل.

• الشكل غير النشط (كاروتينات): يوجد في المصادر النباتية مثل الجزر، البطاطا الحلوة، السبانخ، المشمش.

يؤدي فيتامين أ وظائف حيوية عديدة تشمل:

• تعزيز الرؤية الليلية وصحة القرنية وشبكية العين.

• دعم الجهاز المناعي من خلال تعزيز تكوين الخلايا اللمفاوية والعدلات.

• تسهيل نمو وتطور الخلايا وخاصة خلايا البشرة والأغشية المخاطية.

• تعزيز صحة الجهاز التناسلي ونمو الجنين أثناء الحمل.

• له دور مهم كمضاد أكسدة في مواجهة الجذور الحرة وحماية الخلايا.

ثانيًا: أسباب نقص فيتامين أ

يمكن تصنيف أسباب نقص فيتامين أ إلى نوعين رئيسيين: نقص المدخول الغذائي ونقص الامتصاص أو التمثيل.

1. انخفاض المدخول الغذائي

• نظام غذائي فقير بالعناصر الحيوانية: خاصةً في المجتمعات النباتية أو ذات الفقر الغذائي.

• عدم تناول الخضروات الغنية بالكاروتينات: مثل الجزر، الكرنب، السبانخ.

• سوء التغذية البروتينية: البروتين ضروري لتحويل بيتا-كاروتين إلى ريتينول.

2. مشكلات الامتصاص أو التمثيل

• أمراض الجهاز الهضمي المزمنة: مثل داء كرون، الداء الزلاقي (حساسية القمح)، التليف الكيسي.

• أمراض الكبد: حيث يتم تخزين فيتامين أ وتحويله.

• نقص الإنزيمات أو الزنك: الزنك ضروري لتحويل الكاروتينات إلى الشكل النشط من فيتامين أ.

• الإسهال المزمن: خاصةً في الأطفال.

• جراحة استئصال جزء من الأمعاء أو المجازة المعوية.

• الاعتماد على حليب صناعي فقير بفيتامين أ في الرضع.

ثالثًا: الفئات الأكثر عرضة لنقص فيتامين أ

• الأطفال الصغار: بسبب النمو السريع واحتياجات الجسم العالية من الفيتامين.

• النساء الحوامل والمرضعات: لزيادة الطلب على الفيتامين لصحة الجنين والرضيع.

• المسنون: بسبب ضعف امتصاص العناصر الغذائية.

• سكان المناطق الفقيرة: بسبب سوء التغذية وانعدام التوازن الغذائي.

• مرضى الكبد والأمعاء: بسبب اضطرابات في الامتصاص والتمثيل الغذائي.

رابعًا: الأعراض السريرية لنقص فيتامين أ

تتراوح أعراض نقص فيتامين أ بين خفيفة وشديدة، حسب مدة وشدة النقص:

1. أعراض العيون والرؤية

• العشى الليلي: من أبرز العلامات المبكرة.

• جفاف القرنية والملتحمة (جفاف الملتحمة).

• بقع بيتموت (Bitot’s Spots): بقع رمادية بيضاء على الملتحمة.

• تقرحات القرنية: في المراحل