أطفال

أسباب كثرة التبرز عند الأطفال

كثرة عدد مرات التبرز عند الأطفال: الأسباب، التشخيص، والعلاج

كثرة عدد مرات التبرز عند الأطفال من الموضوعات التي تشغل بال العديد من الأهل ومقدمي الرعاية الصحية، إذ يشكل التبرز جزءًا مهمًا من الوظائف الحيوية التي تعكس صحة الجهاز الهضمي للأطفال. عادةً ما تختلف طبيعة التبرز وعدده باختلاف العمر، التغذية، والحالة الصحية العامة للطفل، لكن زيادة عدد مرات التبرز عن المعتاد قد تدل على وجود مشكلة صحية تتطلب الفهم الدقيق والتدخل المناسب. في هذا المقال، سيتم تناول الموضوع بشكل موسع ومفصل، مع توضيح الأسباب المحتملة، طرق التشخيص، وأفضل أساليب العلاج والتعامل.


تعريف كثرة التبرز عند الأطفال

تختلف طبيعة التبرز عند الأطفال حسب العمر. على سبيل المثال، من الطبيعي أن يتبرز حديثو الولادة والرضع من ثلاث إلى عشر مرات يوميًا، خاصةً في حالة الرضاعة الطبيعية، وذلك بسبب سرعة مرور الغذاء والهضم. مع تقدم الطفل في العمر، يقل عدد مرات التبرز ليصل عادة إلى مرة أو مرتين يوميًا في مرحلة الطفولة المبكرة.

كثرة التبرز عند الأطفال تعني حدوث تبرز يزيد عن المعتاد لفترة مستمرة. إذا كان الطفل يتبرز أكثر من ثلاث إلى أربع مرات في اليوم بشكل مستمر، فهذا يعد زيادة غير طبيعية تستوجب البحث عن الأسباب الكامنة وراءها.


الأسباب الشائعة لكثرة التبرز عند الأطفال

1. العدوى المعوية

تعتبر العدوى المعوية من أكثر الأسباب شيوعًا لكثرة التبرز عند الأطفال، خاصةً عند الأطفال الصغار الذين هم أكثر عرضة للتعرض للبكتيريا والفيروسات والطفيلات. الالتهابات المعوية مثل التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي (مثل نوروفيروس أو الروتا فيروس) تسبب إسهالًا متكررًا، مما يزيد عدد مرات التبرز بشكل ملحوظ.

2. التغذية غير الملائمة

  • التغير المفاجئ في النظام الغذائي: عند إدخال أطعمة جديدة أو تغيير نوع الحليب من حليب الأم إلى الحليب الصناعي، قد يعاني الجهاز الهضمي للطفل من تهيج يؤدي إلى زيادة عدد مرات التبرز.

  • الحساسية أو عدم تحمل اللاكتوز: بعض الأطفال يعانون من حساسية تجاه بعض الأطعمة أو لديهم صعوبة في هضم اللاكتوز الموجود في الحليب، مما يؤدي إلى إسهال متكرر وكثرة التبرز.

  • الإكثار من الفواكه والخضروات الغنية بالألياف: تناول كميات كبيرة من الألياف يمكن أن يسرع من حركة الأمعاء، مما يؤدي إلى زيادة التبرز.

3. الأمراض المزمنة

  • مرض التهاب الأمعاء (IBD): مثل داء كرون والتهاب القولون التقرحي، والتي يمكن أن تبدأ في الطفولة، تسبب التهابات مزمنة في الأمعاء تؤدي إلى الإسهال المزمن وكثرة التبرز.

  • متلازمة القولون العصبي (IBS): قد يعاني الأطفال أيضًا من اضطرابات وظيفية في الأمعاء مثل القولون العصبي الذي يسبب تغيرات في نمط التبرز، بما في ذلك التبرز المتكرر.

4. العوامل النفسية

الأطفال الذين يعانون من توتر نفسي أو تغيرات في بيئتهم (مثل بدء المدرسة أو انتقال المنزل) قد تظهر عليهم أعراض هضمية تشمل زيادة عدد مرات التبرز بسبب التفاعل بين الدماغ والجهاز الهضمي.

5. الأدوية

بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية تؤثر على توازن البكتيريا في الأمعاء، مما قد يؤدي إلى الإسهال وزيادة التبرز. كذلك، بعض الأدوية المستخدمة لعلاج حالات أخرى يمكن أن تسبب تغيرات في حركة الأمعاء.


الأعراض المصاحبة لكثرة التبرز

من المهم الانتباه إلى الأعراض المصاحبة لكثرة التبرز التي قد تساعد في تشخيص السبب، منها:

  • وجود مخاط أو دم في البراز.

  • آلام بطن متكررة أو تشنجات.

  • فقدان وزن غير مبرر.

  • حمى مستمرة.

  • تغير في لون البراز (أسود أو شاحب).

  • علامات الجفاف مثل جفاف الفم، قلة التبول، أو الضعف العام.


طرق التشخيص لكثرة التبرز عند الأطفال

تشخيص السبب وراء كثرة التبرز عند الأطفال يتطلب تقييمًا طبيًا دقيقًا يشمل:

1. التاريخ المرضي والفحص السريري

  • معرفة مدة زيادة التبرز.

  • نوعية البراز (مائي، مخاطي، دموي).

  • الأعراض المصاحبة.

  • النظام الغذائي والتغييرات الحديثة.

  • وجود أمراض مزمنة أو استخدام أدوية.

2. الفحوصات المخبرية

  • تحليل البراز: للكشف عن وجود بكتيريا، فيروسات، طفيليات، أو دم مخفي.

  • تحاليل دم: لفحص علامات الالتهاب، وجود فقر دم، أو اضطرابات أخرى.

3. فحوصات إضافية

في الحالات المزمنة أو التي لا تستجيب للعلاج الأولي قد يُطلب:

  • تنظير القولون لأخذ عينات من الأمعاء.

  • اختبارات الحساسية الغذائية.

  • فحوصات تصويرية مثل الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي للبطن.


علاج كثرة التبرز عند الأطفال

يتوقف العلاج على السبب الرئيسي لكثرة التبرز، ويمكن تلخيص الأساليب العلاجية كما يلي:

1. علاج العدوى

  • استخدام المضادات الحيوية في حالة العدوى البكتيرية تحت إشراف طبي.

  • تعويض السوائل والأملاح لتعويض فقدانها بسبب الإسهال.

  • الراحة والتغذية الملائمة.

2. تعديل النظام الغذائي

  • الابتعاد عن الأطعمة المهيجة للأمعاء مثل الأطعمة الغنية بالدهون أو السكر.

  • تقديم أطعمة سهلة الهضم مثل الأرز، الموز، الخبز الأبيض.

  • تجنب الحليب ومشتقاته إذا كان هناك شك في عدم تحمل اللاكتوز.

  • زيادة شرب الماء لتعويض السوائل المفقودة.

3. علاج الحالات المزمنة

  • استخدام الأدوية المضادة للالتهابات في حالات أمراض الأمعاء الالتهابية.

  • العلاج النفسي والدعم في حالة الأسباب النفسية.

  • المتابعة الدورية مع طبيب مختص.

4. تعزيز صحة الجهاز الهضمي

  • استخدام البروبيوتيك لتعزيز البكتيريا المفيدة في الأمعاء.

  • الاهتمام بالنظافة الشخصية للوقاية من العدوى.


تأثير كثرة التبرز على صحة الطفل

زيادة عدد مرات التبرز، خاصةً إذا كان مصحوبًا بالإسهال، قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل:

  • الجفاف: بسبب فقدان السوائل والأملاح، وهذا يشكل خطرًا كبيرًا خصوصًا في الأطفال الصغار.

  • نقص في الوزن والتغذية: قد يؤدي الإسهال المزمن إلى سوء امتصاص الغذاء.

  • الإرهاق والضعف العام: بسبب فقدان العناصر الغذائية الأساسية.

  • مشاكل جلدية: كالتهاب الجلد في منطقة الحفاض بسبب التهيج المستمر.


الوقاية من كثرة التبرز عند الأطفال

تتلخص الإجراءات الوقائية في:

  • الالتزام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين باستمرار.

  • تقديم غذاء متوازن وصحي.

  • تجنب التعرض للمصادر المعدية.

  • مراقبة الطفل في حال إدخال أطعمة جديدة.

  • مراجعة الطبيب عند حدوث أي تغيير مفاجئ أو مستمر في نمط التبرز.


جدول مقارنة بين الأسباب المختلفة لكثرة التبرز عند الأطفال

السبب الأعراض المصاحبة الفئة العمرية الأكثر شيوعًا طرق التشخيص العلاج الأساسي
العدوى المعوية إسهال مائي، حمى، تقيؤ الرضع والأطفال الصغار تحليل براز، فحص دم تعويض سوائل، مضادات حيوية عند الحاجة
الحساسية الغذائية إسهال، انتفاخ، ألم بطني جميع الأعمار اختبار حساسية، استبعاد أطعمة تعديل النظام الغذائي
أمراض الأمعاء المزمنة دم في البراز، فقدان وزن، ألم الأطفال الأكبر سنًا تنظير، تحليل دم وبراز أدوية مضادة للالتهاب
العوامل النفسية زيادة التبرز مع توتر نفسي جميع الأعمار تقييم نفسي، استبعاد أسباب عضوية دعم نفسي، علاج سلوكي

الخلاصة

تكرار التبرز عند الأطفال قد يكون عرضًا لعدة أسباب تتراوح بين التغيرات البسيطة في النظام الغذائي إلى الحالات المرضية المزمنة المعقدة. تتطلب هذه الحالة اهتمامًا طبيًا متكاملاً يشمل التقييم الدقيق، التشخيص السليم، والعلاج المناسب حسب السبب. الاهتمام بالتغذية والنظافة الشخصية يسهم بشكل كبير في الوقاية من المشاكل المعوية التي تسبب كثرة التبرز. كما أن التدخل المبكر يعزز من جودة حياة الطفل ويمنع المضاعفات الخطيرة مثل الجفاف وسوء التغذية. تقديم الرعاية الصحية المتخصصة والمتابعة المستمرة تبقى العامل الأساسي لضمان صحة جيدة للأطفال المصابين بكثرة التبرز.


المراجع

  1. Walker WA, Iyengar RS. Pediatric gastrointestinal disorders. Pediatrics. 2015;135(2):e467-e478.

  2. Guandalini S. Diagnosis and management of functional gastrointestinal disorders in children. World J Gastroenterol. 2012;18(16):1953-1960.