أسباب فطريات المهبل وعلاجها

أسباب فطريات المهبل: الأسباب والعوامل المساهمة في حدوث العدوى الفطرية في المنطقة الحساسة

تعتبر فطريات المهبل من بين الحالات الصحية الشائعة التي قد تواجه العديد من النساء في مراحل مختلفة من حياتهن. على الرغم من أن هذه الحالة قد تكون مزعجة وغير مريحة، فإن معظم الحالات قابلة للعلاج بسهولة. ومع ذلك، فإن فطريات المهبل قد تتسبب في بعض الأحيان في مضاعفات إذا لم يتم علاجها بشكل صحيح أو إذا تكررت بشكل مستمر. لذلك، من المهم أن نفهم أسباب فطريات المهبل والعوامل التي تساهم في حدوثها، بهدف الوقاية منها ومعالجتها بطريقة فعالة.

ما هي فطريات المهبل؟

فطريات المهبل، والمعروفة أيضًا بعدوى الخميرة المهبلية أو التهاب المهبل الفطري، هي عدوى تسببها الفطريات، وتحديدًا نوع من الفطريات يُسمى كانديدا (Candida)، ويُعد النوع الأكثر شيوعًا منه هو كانديدا ألبكانس (Candida albicans). تصيب هذه الفطريات المنطقة الحساسة في المهبل، مسببةً أعراضًا مزعجة مثل الحكة، الإحساس بالحرقة، الإفرازات المهبلية البيضاء السميكة، والألم أثناء الجماع أو التبول.

العدوى الفطرية المهبلية تعد من الحالات التي تحدث بشكل طبيعي في المهبل لدى معظم النساء. ومع ذلك، في بعض الحالات، يمكن أن يتسبب تغيّر في التوازن الطبيعي للميكروبات المهبلية في تكاثر هذه الفطريات، مما يؤدي إلى حدوث العدوى. في السطور القادمة، سنتناول العوامل الرئيسية التي تساهم في حدوث فطريات المهبل.

1. التغيرات الهرمونية

تعد التغيرات الهرمونية من الأسباب الرئيسية التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث فطريات المهبل. تتأثر مستويات الهرمونات بشكل كبير خلال فترات معينة من حياة المرأة، مثل الحمل، والحيض، واستخدام وسائل منع الحمل الهرمونية، وفي فترة ما بعد انقطاع الطمث.

• الحمل: خلال فترة الحمل، يزداد مستوى هرمون الإستروجين، مما يؤدي إلى زيادة في كمية السكر في المهبل، وهو ما يوفر بيئة مثالية لتكاثر فطريات كانديدا. كما أن التغيرات الهرمونية قد تضعف جهاز المناعة، مما يجعل الجسم أقل قدرة على محاربة العدوى.

• الدورة الشهرية: التغيرات الهرمونية المرتبطة بالدورة الشهرية قد تسبب تغيّرات في درجة الحموضة في المهبل، مما يُسهم في نمو الفطريات. كما أن استخدام السدادات القطنية أو الفوط الصحية لفترات طويلة قد يتسبب في تراكم الرطوبة والحرارة في المنطقة، وهو ما يعزز نمو الفطريات.

• انقطاع الطمث: بعد انقطاع الطمث، تنخفض مستويات هرمون الإستروجين، مما يؤدي إلى جفاف المهبل وتهيئة بيئة أقل ملاءمة للبكتيريا الطبيعية في المهبل، مما يمكن أن يساهم في نمو الفطريات.

2. تناول المضادات الحيوية

المضادات الحيوية هي الأدوية التي تُستخدم لمكافحة العدوى البكتيرية. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي استخدام المضادات الحيوية لفترات طويلة أو بشكل غير مناسب إلى تدمير البكتيريا المفيدة في المهبل التي تحافظ على توازن الكائنات الدقيقة. هذه البكتيريا تحارب الفطريات بشكل طبيعي، وعندما يتم القضاء عليها، يمكن أن يزداد نمو فطريات كانديدا.

على سبيل المثال، قد يعاني بعض الأشخاص من فطريات المهبل بعد العلاج بمضادات حيوية واسعة الطيف مثل الأموكسيسيلين أو السيفالوسبورينات. في هذه الحالة، قد يصبح المهبل بيئة خصبة للفطريات بسبب انعدام التوازن البكتيري.

3. ضعف الجهاز المناعي

الجهاز المناعي هو الدفاع الطبيعي للجسم ضد العدوى والأمراض. عندما يضعف الجهاز المناعي، يصبح الجسم أقل قدرة على مقاومة الكائنات الدقيقة الضارة مثل الفطريات. هناك عدة حالات صحية قد تؤدي إلى ضعف المناعة، مثل:

• مرض السكري: يعتبر مرض السكري من العوامل المساهمة بشكل كبير في زيادة خطر الإصابة بعدوى فطرية. الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، وخاصة أولئك الذين يعانون من مستويات مرتفعة من السكر في الدم، لديهم بيئة أكثر حمضية في المهبل، مما يعزز نمو الفطريات.

• الأمراض المناعية: مثل مرض الإيدز أو الأمراض التي تضعف جهاز المناعة مثل تناول أدوية مثبطة للمناعة (مثل الأدوية التي تُستخدم بعد زراعة الأعضاء).

• الضغط النفسي والتوتر: يمكن أن يؤثر الضغط النفسي المستمر على جهاز المناعة، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الفطرية.

4. النظام الغذائي والسمنة

النظام الغذائي يلعب دورًا مهمًا في صحة المهبل. تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والنشويات بشكل مفرط يمكن أن يساهم في نمو فطريات كانديدا. عندما يرتفع مستوى السكر في الدم، يمكن أن يُساهم في زيادة سكر الدم في المهبل، مما يُعزز بيئة مناسبة لتكاثر الفطريات.

كذلك، السمنة تُعد من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بعدوى فطرية في المهبل، حيث أن الدهون الزائدة قد تزيد من مستوى السكر في الدم وتضعف جهاز المناعة.

5. العوامل الخارجية والبيئية

هناك العديد من العوامل البيئية التي قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بفطريات المهبل. من أبرز هذه العوامل:

• ارتداء الملابس الضيقة أو المصنوعة من مواد صناعية: الملابس التي لا تسمح بتهوية المهبل قد تسبب احتباس الرطوبة في المنطقة الحساسة، مما يوفر بيئة مثالية لتكاثر الفطريات. يفضل ارتداء الملابس الداخلية القطنية الفضفاضة التي تسمح بتهوية المنطقة.

• استخدام المنتجات الكيميائية: بعض المنتجات الكيميائية مثل الصابون المعطر، أو المناديل المبللة المعطرة، أو البخاخات المهبلية قد تؤثر على توازن البكتيريا الطبيعية في المهبل وتزيد من فرصة الإصابة بالعدوى الفطرية.

• الحمام الدافئ أو الساونا: قد تكون البيئات الرطبة والدافئة، مثل حمامات الساونا أو حمام الماء الساخن، بيئة ملائمة لنمو الفطريات. لذلك، يُنصح بتجنب المكوث في هذه الأماكن لفترات طويلة.

6. ممارسة العلاقة الجنسية

على الرغم من أن العدوى الفطرية ليست مرضًا منقولًا جنسيًا، إلا أن بعض الدراسات أظهرت أن ممارسة العلاقة الجنسية يمكن أن تؤدي إلى انتقال العدوى الفطرية بين الشريكين، خاصة إذا كانت إحدى الزوجين مصابة بعدوى فطرية. في بعض الحالات، قد يتسبب الاتصال الجنسي في إصابة المرأة بعدوى فطرية حتى لو لم يكن الشريك مصابًا.

7. العوامل النفسية

الأبحاث أظهرت أن التوتر النفسي والضغوط النفسية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحة الجسم بشكل عام. قد يزيد التوتر من ضعف جهاز المناعة، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بعدوى فطرية. كما أن التوتر قد يزيد من مستويات الهرمونات مثل الكورتيزول، التي قد تؤدي إلى حدوث تغيرات في التوازن البيولوجي في المهبل.

خاتمة

فطريات المهبل هي حالة شائعة يمكن أن تكون مزعجة للغاية بالنسبة للنساء، ولكنها عادة ما تكون قابلة للعلاج. من خلال التعرف على الأسباب والعوامل التي تساهم في حدوث هذه العدوى، يمكن للنساء اتخاذ تدابير وقائية لتقليل فرص الإصابة بها. الحفاظ على التوازن الهرموني السليم، العناية بالصحة العامة، الحفاظ على النظافة الشخصية السليمة، وتجنب العوامل المساهمة مثل استخدام المضادات الحيوية بشكل غير مبرر، يمكن أن يساعد بشكل كبير في الوقاية من فطريات المهبل.