5 أسباب تقف وراء فرط التعرق شتاءً
يعد فرط التعرق ظاهرة شائعة قد تثير القلق والارتباك لدى العديد من الأفراد، خاصة عندما يحدث في أوقات غير متوقعة مثل فصل الشتاء. عادةً ما يرتبط التعرق الزائد بالأجواء الحارة، لكن فرط التعرق في الشتاء يظل لغزًا محيرًا لكثيرين. في هذا المقال، سنكشف عن الأسباب الخمسة التي قد تقف وراء هذه الظاهرة، مما يساعد في فهمها بشكل أعمق والتعامل معها بفعالية.
1. الاستجابة للتوتر والقلق النفسي
أحد الأسباب الرئيسية لفرط التعرق في الشتاء هو التوتر والقلق النفسي. يعتقد الكثير من الأشخاص أن التوتر يقتصر على فترات العمل أو المواقف الاجتماعية، لكن هذا الشعور يمكن أن يكون مستمرًا حتى في فترات الراحة، خاصة في الشتاء حين يقل النشاط البدني وتزداد ساعات الجلوس في أماكن مغلقة. التعرق في هذه الحالة يعتبر استجابة طبيعية لجهازنا العصبي عندما يتم تنشيطه نتيجة للضغوط النفسية، حتى إذا كانت الظروف البيئية باردة.
التوتر يؤدي إلى زيادة إفراز الأدرينالين، الذي يحفز الغدد العرقية في الجسم. على الرغم من أن الأجواء الباردة لا تساهم في التعرق كالأجواء الحارة، فإن الجسم لا يزال يفرز العرق كرد فعل على هذه المشاعر. خاصة أن التعرق في هذه الحالة قد يحدث في مناطق معينة من الجسم، مثل اليدين والقدمين، مما يسبب إحراجًا للعديد من الأشخاص.
2. اختلالات في الجهاز العصبي السمبتاوي
الجهاز العصبي السمبتاوي هو المسؤول عن تنظيم العديد من وظائف الجسم الحيوية، بما في ذلك التعرق. في بعض الحالات، قد يحدث اختلال في هذه الآلية، مما يؤدي إلى إفراز مفرط للعرق حتى في فترات باردة. يعد “فرط التعرق الأولي” من أكثر الحالات التي يلاحظ فيها هذا الاضطراب، حيث يفرز الجسم العرق بغزارة دون سبب واضح، وقد يحدث ذلك حتى في فترات الشتاء.
هذا النوع من التعرق قد يكون مرتبطًا بمجموعة من العوامل الوراثية أو الهرمونية التي تساهم في هذا الإفراز المفرط. ومن المهم أن يعرف الشخص أن هذه الحالة قد تستمر لفترات طويلة إذا لم يتم معالجتها بشكل مناسب. في بعض الحالات، قد يكون فرط التعرق الأولي ناتجًا عن خلل في المستقبلات العصبية التي تتفاعل مع التغيرات في درجة حرارة الجسم أو المزاج.
3. الزيادة في الوزن وأثرها على التعرق
من الأسباب التي قد تسهم في فرط التعرق في الشتاء هي زيادة الوزن. قد يظن البعض أن البرد يقلل من نشاط الجسم وبالتالي يقل التعرق، إلا أن زيادة الوزن في الواقع تؤدي إلى زيادة عمل الجهاز الدوري والغدد العرقية. فالأفراد الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن يكونون أكثر عرضة للعرق الزائد، حتى في البيئات الباردة.
عندما يكون الجسم مثقلًا بالوزن الزائد، فإنه يحتاج إلى مزيد من الجهد للحفاظ على درجة حرارته الداخلية. هذا يؤدي إلى زيادة نشاط الغدد العرقية كآلية لتنظيم الحرارة. وفي بيئة باردة، قد لا يشعر الشخص بالحرارة المرتفعة التي تسببت في التعرق، لكنه سيظل يعاني من عرق زائد نتيجة لمجهود الجسم المتزايد للحفاظ على توازن حرارته.
4. التغيرات الهرمونية
تلعب التغيرات الهرمونية دورًا كبيرًا في تنظيم العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك إفراز العرق. تزداد شدة هذه الظاهرة خلال فترات التغيرات الهرمونية مثل فترة انقطاع الطمث لدى النساء أو التغيرات الهرمونية التي قد تحدث في مراحل مختلفة من الحياة.
في فصل الشتاء، قد يلاحظ بعض الأشخاص فرط التعرق نتيجة للتقلبات الهرمونية التي تحدث داخل الجسم. على سبيل المثال، عند انقطاع الطمث، قد يعاني العديد من النساء من الهبات الساخنة والتعرق الزائد، وهي ظاهرة تتعلق بالتغيرات المفاجئة في مستويات الإستروجين. في مثل هذه الحالات، قد لا يكون الجو البارد كافيًا لوقف هذه التغيرات، مما يسبب تعرقًا مفرطًا حتى في الظروف المناخية الباردة.
5. الملابس وبيئة العمل
أحد العوامل التي قد تؤدي إلى التعرق الزائد في الشتاء هو نوع الملابس التي يرتديها الشخص. كثير من الناس يفضلون ارتداء ملابس ثقيلة ومبطنّة في الطقس البارد، مما يزيد من تدفئة الجسم بشكل غير طبيعي. إذا كانت الملابس غير مصممة بشكل يسمح بتهوية مناسبة أو إذا كانت ضيقة، فإن الجسم يبدأ في إفراز العرق حتى في الأجواء الباردة. ومن هنا، قد يتسبب نوع الأقمشة المستخدمة في الملابس الشتوية، مثل الأقمشة الاصطناعية التي لا تسمح بمرور الهواء، في تحفيز التعرق الزائد.
كذلك، فإن بيئة العمل تلعب دورًا كبيرًا في هذه الظاهرة. في بيئات العمل المغلقة، مثل المكاتب التي تفتقر إلى التهوية الجيدة أو تحتوي على أجهزة تدفئة مرتفعة، قد يرتفع مستوى الحرارة داخل الجسم بشكل غير ملحوظ مما يسبب التعرق المفرط. إذا كان الشخص يعمل في بيئة تتطلب حركة جسدية محدودة أو في مكان يحتوي على درجة حرارة مرتفعة، فإن ذلك قد يساهم في زيادة إفراز العرق.
خلاصة
على الرغم من أن التعرق الزائد يرتبط عادة بالطقس الحار، فإن هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث فرط التعرق في الشتاء. من التوتر النفسي إلى التغيرات الهرمونية، مرورًا بالاختلالات في الجهاز العصبي السمبتاوي والزيادة في الوزن، فإن هذه العوامل يمكن أن تساهم جميعها في زيادة إفراز العرق حتى في الأوقات التي قد يتوقع فيها الشخص أن تكون باردة. بالاهتمام بتعديل العوامل المؤثرة مثل ارتداء الملابس المناسبة، معالجة التوتر، والتوازن الهرموني، يمكن للأفراد تقليل شدة هذه الظاهرة والتعايش معها بشكل أفضل.
