أسباب نغزات القلب وعلاجها

ما هو سبب نغزات القلب؟

نغزات القلب هي شعور غير مريح قد يشعر به الإنسان في منطقة الصدر أو حول القلب، وتختلف هذه النغزات من شخص لآخر في شدتها وتكرارها. قد يشعر البعض بها كأنها ضربة أو وخزات متقطعة، وقد يرافقها أحيانًا ألم خفيف أو إحساس بالضغط. يمكن أن تحدث نغزات القلب في حالات مختلفة، سواء في حالات صحية بسيطة أو في حالات طبية أكثر تعقيدًا. قد تتراوح هذه النغزات من مجرد حالة عابرة إلى أعراض تشير إلى مشاكل صحية أكثر خطورة. لذلك، يعد فهم أسباب نغزات القلب أمراً مهماً لتشخيص الحالة بشكل دقيق.

الفهم العام لنغزات القلب

عادة ما يعتقد الناس أن النغزات التي يشعرون بها في منطقة القلب هي نتيجة لمشكلة في القلب نفسه، ولكن الحقيقة هي أن العديد من العوامل قد تساهم في ظهور هذه النغزات، ولا تكون جميعها مرتبطة بالقلب. يمكن أن تكون النغزات بسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي، العضلات، أو حتى العوامل النفسية مثل القلق والتوتر. ومع ذلك، ينبغي على الشخص الذي يعاني من هذه النغزات أن يكون حذرًا في التمييز بين الأسباب البسيطة والأسباب الخطيرة.

الأسباب الشائعة لنغزات القلب

1. التوتر والقلق

التوتر النفسي والقلق هما من الأسباب الأكثر شيوعًا التي تؤدي إلى نغزات القلب. فعند التعرض لحالة من الضغط النفسي، سواء كان بسبب العمل أو الحياة الشخصية أو حتى القلق من مشاعر معينة، يمكن أن يفرز الجسم مستويات عالية من هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول. هذه الهرمونات يمكن أن تؤثر على الجهاز العصبي وتؤدي إلى شعور الشخص بنغزات أو آلام خفيفة في منطقة الصدر. في كثير من الأحيان، تكون هذه النغزات مؤقتة ولا تستمر طويلاً، وتختفي عند التهدئة وعودة مستويات التوتر إلى حالتها الطبيعية.

2. مشاكل في الجهاز الهضمي

أمراض الجهاز الهضمي قد تتسبب في إحساس بنغزات في منطقة الصدر، وهو ما يعرف أحيانًا بـ “الارتجاع المعدي المريئي” أو “الحرقة المعدية”. عند وجود اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل التهاب المريء أو القرحة، قد يحدث ألم يشبه النغزات في الصدر. في بعض الأحيان، قد تتسبب الغازات أو الانتفاخات في ضغط على الأعضاء المجاورة، مما يؤدي إلى شعور يشبه النغزات القلبية.

3. مشاكل في العضلات والأعصاب

من الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى نغزات القلب هي مشاكل العضلات أو الأعصاب في منطقة الصدر. على سبيل المثال، قد يشعر الشخص بنغزات بسبب التهاب في عضلات الصدر (مثل التهاب العضلات بين الأضلاع) أو بسبب ضغط الأعصاب نتيجة لتوتر العضلات أو مشاكل في الظهر. هذا النوع من الألم لا يكون عادة مرتبطًا بالقلب ولكنه قد يكون محيرًا بالنسبة للأشخاص الذين لا يعرفون ما الذي يحدث في أجسامهم.

4. اضطرابات في القلب

على الرغم من أن نغزات القلب ليست دائمًا مرتبطة بمشاكل قلبية، إلا أن بعض الحالات القلبية قد تسبب هذا الشعور. من بين هذه الاضطرابات:

• الذبحة الصدرية: وهي حالة يحدث فيها تضيق في الشرايين التاجية، مما يقلل من تدفق الدم إلى القلب ويشعر الشخص بألم أو نغزات في الصدر.

• النوبة القلبية: في بعض الحالات، يمكن أن تسبب النوبة القلبية شعورًا بالألم الشديد الذي قد يترافق مع نغزات. وفي بعض الأحيان، تكون النغزات بداية لأعراض النوبة القلبية.

• اضطراب نظم القلب: مثل الرجفان الأذيني أو تسارع ضربات القلب، يمكن أن تسبب نغزات في منطقة الصدر، خاصة إذا كانت هذه الاضطرابات تؤثر على تدفق الدم في القلب.

5. التهاب التامور (التهاب الغشاء المحيط بالقلب)

التامور هو الغشاء الذي يحيط بالقلب، ويمكن أن يصاب بالتهاب نتيجة لعدوى أو أمراض مناعية أو إصابات. التهاب التامور يمكن أن يؤدي إلى شعور بألم أو نغزات في الصدر، وغالبًا ما يرتبط هذا الألم بالأنشطة الجسدية أو التنفس العميق. في بعض الحالات، قد يكون الألم مرتبطًا بتغيرات في وضع الجسم أو حركة.

6. مشاكل في الرئتين

أمراض الرئة مثل الالتهاب الرئوي أو الداء الرئوي الانسدادي المزمن قد تتسبب في ألم أو نغزات في الصدر. على سبيل المثال، قد يؤدي التهاب الشعب الهوائية أو الإصابة بفيروسات الجهاز التنفسي إلى شعور بالألم في الصدر بسبب تهيج أو تورم الأنسجة.

7. التغيرات الهرمونية

التغيرات الهرمونية التي تحدث في مراحل معينة من الحياة مثل الحمل أو سن اليأس قد تؤدي إلى شعور بنغزات في منطقة الصدر. هذه النغزات غالبًا ما تكون غير مؤلمة، ولكنها قد تكون مزعجة بسبب التغيرات في مستويات الهرمونات وتأثيراتها على الأوعية الدموية.

تشخيص نغزات القلب

الطبيب عادة ما يبدأ بتقييم التاريخ الطبي للمريض، وفحص الأعراض التي يشعر بها المريض. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون هناك عدة اختبارات لتحديد السبب الدقيق للنغزات، ومنها:

• الفحص السريري: يشمل الفحص البدني والاستماع إلى القلب والرئتين.

• الاختبارات المخبرية: مثل تحاليل الدم، التي يمكن أن تساعد في تحديد ما إذا كانت هناك علامات على وجود التهاب أو مشكلة في القلب.

• اختبار الجهد (تخطيط القلب أثناء الجهد): يقيس هذا الاختبار النشاط الكهربائي للقلب أثناء ممارسة التمارين الرياضية.

• الأشعة السينية: قد تُستخدم الأشعة السينية للتأكد من عدم وجود مشاكل في الرئتين أو الهيكل العظمي للصدر.

• التخطيط الكهربائي للقلب (EKG): يستخدم هذا الاختبار للكشف عن أي اضطرابات في نظم القلب.

كيفية التعامل مع نغزات القلب

إذا كانت النغزات ناتجة عن القلق أو التوتر، فإن تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق، التأمل، أو ممارسة الرياضة قد تساعد في تخفيف الأعراض. أما إذا كانت النغزات ناتجة عن مشكلة صحية أخرى، مثل التهاب العضلات أو مشكلات الجهاز الهضمي، فإن العلاج المناسب لكل حالة يعد أمرًا ضروريًا. في الحالات التي يتبين فيها وجود مشاكل قلبية، فإن التدخل الطبي الفوري ضروري، حيث قد يتطلب الأمر علاجًا دوائيًا أو حتى إجراء جراحة حسب الحالة.

خاتمة

في النهاية، نغزات القلب هي ظاهرة قد تكون مرتبطة بعدد من الأسباب المختلفة، من أبسطها وأكثرها شيوعًا مثل القلق، إلى حالات طبية أكثر تعقيدًا مثل الاضطرابات القلبية أو مشاكل الجهاز الهضمي. لذلك، من الضروري أن يكون الشخص على دراية بالأعراض التي يعاني منها وأن يتوجه إلى الطبيب إذا استمرت الأعراض أو تفاقمت. التشخيص المبكر هو المفتاح لعلاج أي حالة صحية قد تكون وراء هذه النغزات.

المراجع

1. “The Heart and Chest Pain” Journal of Cardiology, 2020.

2. “Gastroesophageal Reflux Disease and Chest Pain” Journal of Digestive Disorders, 2018.