أسباب صغر حجم الخصيتين

صغر حجم الخصيتين: الأسباب، الأنواع، التشخيص، والتأثيرات الصحية

مقدمة

تُعد الخصيتان أحد أهم الأعضاء التناسلية الذكرية، ولديهما وظائف حيوية محورية تشمل إنتاج الحيوانات المنوية وإفراز هرمون التستوستيرون. ولذلك، فإن أي تغير في حجمهما، سواء بالتضخم أو الانكماش، يمكن أن يكون مؤشراً على وجود اضطراب صحي قد يكون خطيراً في بعض الأحيان. أحد هذه التغيرات التي تثير القلق هو “صغر حجم الخصيتين” أو ما يُعرف طبيًا بـ(Microrchidia) أو ضمور الخصيتين، وهي حالة تتفاوت أسبابها بين العوامل الوراثية، الهرمونية، والمرضية. ويُعد تحديد السبب الدقيق خلف هذه الظاهرة أمرًا حاسمًا للتشخيص الصحيح والمعالجة الفعالة.

أولاً: ما هو الحجم الطبيعي للخصيتين؟

يتراوح الحجم الطبيعي للخصية لدى الذكور البالغين ما بين 4 إلى 5 سنتيمترات طولًا، و2.5 سنتيمتر عرضًا، مع حجم كلي يتراوح من 12 إلى 25 ملليلترًا لكل خصية. ويُقاس الحجم بدقة عبر الموجات فوق الصوتية أو أداة تسمى “مقياس أوركيدوميتر” (Orchidometer). وعند انخفاض هذا الحجم عن 12 مل، يُعد ذلك مؤشراً على صغر حجم الخصية، ما يستدعي التقييم الطبي العميق.

ثانياً: الأسباب المحتملة لصغر حجم الخصيتين

1. الاضطرابات الهرمونية

الهرمونات هي المحرك الرئيسي لتطور الخصيتين ووظائفهما. وأي خلل في هرمونات محور تحت المهاد–الغدة النخامية–الخصية يؤدي إلى اضطراب في النمو الطبيعي.

• نقص هرمون التستوستيرون: قد يُعزى صغر الخصيتين إلى انخفاض مستويات هذا الهرمون الذكري الحيوي الذي يُنتج في الخصيتين.

• متلازمة كالمان (Kallmann syndrome): وهي اضطراب نادر يؤدي إلى قصور في إنتاج الهرمونات الجنسية بسبب خلل في الغدة النخامية أو منطقة تحت المهاد.

• نقص الهرمون المنبّه للجريب (FSH) أو الهرمون الملوتن (LH): يؤدي إلى نقص تحفيز الخلايا المنتجة للحيوانات المنوية والتستوستيرون.

2. الاضطرابات الوراثية

بعض المتلازمات الوراثية يمكن أن تؤدي إلى صغر في الخصيتين نتيجة خلل في الجينات المسؤولة عن نمو وتمايز الأعضاء التناسلية.

• متلازمة كلاينفلتر (Klinefelter Syndrome): يُعد هذا الاضطراب الوراثي أحد أشهر الأسباب لصغر الخصيتين، حيث يمتلك الذكر نسخة إضافية من الكروموسوم X (XXY) مما يؤدي إلى خلل في النمو التناسلي والعقم.

• متلازمة نونان: هي حالة وراثية تؤثر على عدة أجزاء من الجسم وتُسبب مشاكل في القلب والنمو التناسلي، منها صغر الخصيتين.

3. دوالي الخصية

دوالي الخصية هي توسع غير طبيعي في الأوردة الموجودة داخل كيس الصفن، وتؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة المحلية حول الخصيتين، ما يؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية، وقد يسبب في بعض الحالات ضمورًا تدريجيًا في الخصية المصابة.

4. العدوى والالتهابات

بعض الأمراض المعدية قد تؤدي إلى تلف الأنسجة الخصوية، ما يسبب تقلص حجمها.

• النكاف (Mumps orchitis): في حال إصابة الذكور بالنكاف بعد البلوغ، يمكن أن يؤدي إلى التهاب الخصيتين وما يتبعه من ضمور في إحداهما أو كليهما.

• السل أو الأمراض المنقولة جنسيًا: كالسيلان والزهري، يمكن أن تضرّ بأنسجة الخصية وتؤدي إلى انكماشها.

5. إصابة الخصية

الضربات المباشرة أو الحوادث التي تُصيب كيس الصفن قد تؤدي إلى تمزق أنسجة الخصية، مما يسبب في بعض الأحيان ضمورًا تدريجيًا كنتيجة لفقدان الدم أو الضرر المباشر.

6. التعرض للإشعاع أو العلاج الكيميائي

العلاجات الكيميائية أو الإشعاعية المستخدمة لعلاج السرطان يمكن أن تؤثر سلبًا على خلايا الخصية المنتجة للحيوانات المنوية، مما يؤدي إلى ضمورها وصغر حجمها.

7. قصور الغدد التناسلية الأولي والثانوي

• القصور الأولي: خلل مباشر في الخصيتين يؤدي إلى عجزهما عن إنتاج التستوستيرون أو الحيوانات المنوية رغم وجود تحفيز هرموني كافٍ.

• القصور الثانوي: يعود إلى خلل في الغدة النخامية أو تحت المهاد، ما يؤدي إلى نقص الهرمونات المحفزة للخصيتين.

8. التقدم في العمر

مع التقدم في السن، يطرأ تراجع طبيعي على حجم الخصيتين ومستوى التستوستيرون، وخاصة بعد سن الخمسين.

ثالثاً: تأثير صغر الخصيتين على الخصوبة والوظائف الجنسية

صغر حجم الخصيتين لا يعني بالضرورة فقدان الخصوبة أو القدرة الجنسية، إلا أن هذا الاحتمال يظل قائمًا، خصوصًا إذا كان الصغر ناجمًا عن أسباب مرضية تؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية أو التستوستيرون. وتشمل التأثيرات الممكنة:

• العقم أو انخفاض عدد الحيوانات المنوية.

• ضعف الانتصاب أو انخفاض الرغبة الجنسية نتيجة نقص التستوستيرون.

• اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب والقلق نتيجة اختلال الهرمونات الذكرية.

• تأخر أو غياب البلوغ في الحالات الوراثية أو الهرمونية عند الذكور المراهقين.

رابعاً: طرق التشخيص

يتطلب تشخيص صغر الخصيتين تقييمًا دقيقًا وشاملاً يتضمن:

1. الفحص السريري: لتحديد حجم، تناسق، وصلابة الخصيتين.

2. الموجات فوق الصوتية للصفن: توفر قياسات دقيقة للحجم والبنية.

3. تحليل الهرمونات: يشمل التستوستيرون، LH، FSH، وهرمون البرولاكتين.

4. تحليل الحيوانات المنوية: لتقييم جودة وعدد وشكل الحيوانات المنوية.

5. الفحوص الجينية: للتحقق من وجود متلازمات مثل كلاينفلتر.

6. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يُطلب في حال الاشتباه بخلل في الغدة النخامية.

خامساً: خيارات العلاج

يعتمد علاج صغر الخصيتين على السبب الكامن وراءه، ويمكن أن يشمل:

1. العلاج الهرموني

• في حالات نقص التستوستيرون، يُستخدم العلاج التعويضي بهرمون التستوستيرون على شكل حقن أو لصقات أو جل.

• في حالة نقص LH أو FSH، تُستخدم هرمونات تحفيزية لتحفيز الخصية على إنتاج التستوستيرون والحيوانات المنوية.

2. علاج دوالي الخصية

• يُمكن إجراء جراحة لربط الأوردة المتوسعة لتحسين تدفق الدم وخفض الحرارة المحيطة بالخصية.

3. علاج الالتهابات

• استخدام المضادات الحيوية في حالات العدوى، مثل التهاب الخصيتين الناتج عن النكاف أو الأمراض المنقولة جنسيًا.

4. المتابعة الجينية والعلاج المتخصص

• الحالات الوراثية كمتلازمة كلاينفلتر غالبًا ما تحتاج إلى دعم نفسي، علاجات هرمونية، وقد يُنصح بحفظ الحيوانات المنوية للتلقيح الصناعي في المستقبل.

5. التدخل الجراحي

• في حالات الإصابات المؤثرة على بنية الخصية أو وجود أورام أو التواء الخصية، قد يكون التدخل الجراحي ضرورياً.

سادساً: الوقاية والتدابير العامة للحفاظ على صحة الخصيتين

سابعاً: الحالات التي تتطلب تدخلاً فورياً

• ظهور ألم حاد مفاجئ في الخصية.

• تغير مفاجئ في حجم أو شكل الخصية.

• تورم أو احمرار مصحوب بحمى.

• فقدان الرغبة الجنسية وانخفاض الكتلة العضلية بشكل مفاجئ.

المصادر:

• Mayo Clinic. “Small Testicles: Causes and Diagnosis”.

• National Institutes of Health (NIH). “Klinefelter Syndrome Fact Sheet”.

عنوان المقال المقترح:

أسباب صغر حجم الخصيتين