أسباب صداع الرأس من الخلف

سبب صداع الرأس من الخلف: التشخيص والعلاج

يعد صداع الرأس من الخلف من الأعراض المزعجة التي قد يواجهها العديد من الأشخاص في مختلف الأعمار. يمكن أن يكون هذا النوع من الصداع ناتجًا عن مجموعة من الأسباب التي تتراوح من الإجهاد البسيط إلى مشكلات صحية أكثر تعقيدًا. في هذا المقال، سنستعرض أبرز الأسباب التي تؤدي إلى حدوث صداع في الجزء الخلفي من الرأس، بالإضافة إلى طرق التشخيص والعلاج المتاحة.

1. الإجهاد العضلي والتوتر

يعد الإجهاد العضلي والتوتر من أكثر الأسباب شيوعًا لصداع الرأس من الخلف. يتسبب التوتر النفسي أو البدني في انقباض عضلات الرقبة والكتفين، مما يؤدي إلى الشعور بالألم في الجزء الخلفي من الرأس. هذه الحالة تعرف غالبًا بـ “صداع التوتر”، ويشعر الشخص المصاب بها بضغط مستمر أو ثقل في الرأس، خاصة في المنطقة الخلفية.

آلية حدوث الصداع

عندما تتعرض العضلات في الرقبة والكتفين لضغط مستمر بسبب التوتر أو الإجهاد، تبدأ هذه العضلات في التقلص. هذا التقلص يؤدي إلى تهيج الأعصاب الموجودة في تلك المنطقة، مما يسبب الألم الذي يمكن أن يمتد إلى مؤخرة الرأس. قد يشعر الشخص المصاب بذلك الألم وكأنه يشد رأسه من الخلف.

2. مشاكل في العمود الفقري العنقي

العمود الفقري العنقي (الرقبة) هو جزء حساس من الجسم، وتؤثر أي مشاكل فيه على منطقة الرأس بشكل مباشر. تعتبر مشاكل الفقرات العنقية مثل الانزلاق الغضروفي أو تآكل المفاصل أو انحناء العمود الفقري من الأسباب المحتملة لصداع الرأس من الخلف.

الأسباب الرئيسية لهذه المشكلات

• الانزلاق الغضروفي: يحدث عندما يضغط الغضروف المنزلق على الأعصاب المجاورة، مما يؤدي إلى الألم في منطقة الرقبة وقد يمتد إلى مؤخرة الرأس.

• التهابات المفاصل: عندما تتآكل المفاصل بين الفقرات العنقية بسبب التقدم في السن أو إصابة سابقة، قد يشعر الشخص بألم في الجزء الخلفي من الرأس نتيجة الضغط على الأعصاب.

3. الصداع النصفي (الشقيقة)

على الرغم من أن الصداع النصفي يُعرف بشكل رئيسي بالألم الذي يحدث في الجانبين أو الجزء الأمامي من الرأس، فإنه يمكن أن يسبب أيضًا صداعًا في مؤخرة الرأس في بعض الحالات. يمكن أن يكون هذا الصداع مصحوبًا بالغثيان، والحساسية للضوء، والدوار، وأعراض أخرى مرتبطة بالشقيقة.

التأثيرات العصبية للشقيقة

في بعض الأحيان، قد ينتشر الألم الناتج عن الشقيقة ليشمل المنطقة الخلفية من الرأس، ويعود ذلك إلى الارتباط العصبي بين الأعصاب التي تغذي منطقة الرأس والعنق. الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة قد يعانون من توترات في منطقة الرقبة تزيد من شدة الألم في مؤخرة الرأس.

4. مشاكل في الأوعية الدموية

تعد مشاكل الأوعية الدموية أحد الأسباب الأقل شيوعًا لصداع الرأس من الخلف، لكنها قد تكون أكثر خطورة. على سبيل المثال، قد يؤدي تضيق الشرايين في منطقة العنق إلى قلة تدفق الدم إلى الرأس، مما يسبب الألم.

الأسباب المتعلقة بالأوعية الدموية

• التمدد الشرياني: قد يحدث تمزق في الأوعية الدموية في منطقة العنق أو خلف الرأس بسبب تمدد الشرايين أو بسبب مشاكل صحية أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم. هذا يمكن أن يؤدي إلى صداع شديد.

• الصداع الوعائي: يحدث عندما يتمدد أو ينقبض أحد الأوعية الدموية في الدماغ، مما يسبب الألم في مناطق متعددة من الرأس، بما في ذلك مؤخرة الرأس.

5. التهاب الأوعية الدموية في الرقبة (التهاب الشرايين الصدغي)

يعتبر التهاب الشرايين الصدغي أحد الأسباب النادرة والمقلقة لصداع الرأس من الخلف. يحدث هذا النوع من الالتهاب عندما تصبح الأوعية الدموية في منطقة الرقبة أو الرأس ملتهبة. إذا لم يُعالج هذا الالتهاب بسرعة، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل فقدان البصر أو اضطرابات في تدفق الدم.

أعراض التهاب الشرايين الصدغي

• ألم شديد في مؤخرة الرأس

• ألم عند لمس منطقة الرقبة أو فروة الرأس

• ألم مبرح يزداد مع الحركة

• ضعف أو فقدان البصر في بعض الحالات المتقدمة

6. التهاب المفاصل الرقبية

قد يحدث صداع الرأس من الخلف بسبب التهاب المفاصل الذي يؤثر على المفاصل بين فقرات العنق. يُعرف هذا النوع من الصداع باسم “الصداع الرقبوي” وهو ناتج عن التهاب المفاصل أو الإجهاد المستمر في منطقة الرقبة.

الأسباب المرتبطة بالتهاب المفاصل الرقبية

• التهاب الفقرات: يؤدي التهاب الفقرات العنقية إلى ألم مستمر في الرقبة يمتد إلى مؤخرة الرأس.

• الإصابات السابقة: الأشخاص الذين تعرضوا لإصابات في الرقبة مثل الحوادث أو السقوط قد يكونون عرضة لهذا النوع من الصداع.

7. الصداع الناتج عن التوتر العضلي

الصداع الناتج عن توتر العضلات في منطقة العنق يمكن أن يؤدي إلى ألم في مؤخرة الرأس. يحدث ذلك عندما تكون عضلات الرقبة متوترة نتيجة لحركات غير صحيحة أو استخدام الكمبيوتر لفترات طويلة، مما يؤدي إلى تهيج الأعصاب.

الأنشطة التي قد تسبب التوتر العضلي

• الجلوس لفترات طويلة أمام الكمبيوتر

• حمل أوزان ثقيلة بشكل غير صحيح

• النوم على وسائد غير مناسبة

• الأنشطة الرياضية غير الصحيحة

8. اضطرابات النوم

النوم غير السليم يمكن أن يؤدي إلى ألم في الرقبة ومن ثم في الجزء الخلفي من الرأس. قد يكون الشخص الذي يعاني من اضطرابات في النوم مثل الشخير أو توقف التنفس أثناء النوم أكثر عرضة لهذا النوع من الصداع.

كيفية تأثير اضطرابات النوم

• التنفس غير المنتظم: إذا كانت هناك اضطرابات في التنفس أثناء النوم، قد يؤدي ذلك إلى توتر في عضلات الرقبة.

• النوم على وسادة غير مريحة: يمكن أن يؤدي اختيار الوسادة الخاطئة إلى الضغط على الرقبة، مما يسبب الصداع في مؤخرة الرأس.

9. التوتر النفسي والعاطفي

يؤدي التوتر النفسي المزمن إلى حدوث مجموعة من التفاعلات البيولوجية التي تؤثر على الجسم بشكل عام، بما في ذلك المنطقة الخلفية من الرأس. القلق والتوتر النفسي يمكن أن يؤدي إلى صراع داخلي يزيد من حدة الصداع ويجعله أكثر تكرارًا.

التأثيرات النفسية على الجسم

• ارتفاع مستويات الهرمونات المرتبطة بالتوتر: مثل الأدرينالين والكورتيزول، يمكن أن يؤدي إلى إجهاد العضلات والأعصاب.

• تراكم التوتر: إذا لم يتم معالجة التوتر بشكل صحيح، فإنه يترجم إلى صداع مزمن.

10. الأسباب الأخرى

بالإضافة إلى الأسباب السابقة، هناك عوامل أخرى قد تساهم في حدوث صداع الرأس من الخلف، مثل:

• التهاب الأذن الوسطى: يمكن أن يسبب التهاب الأذن ألمًا يمتد إلى الرقبة.

• عدوى الجيوب الأنفية: التهاب الجيوب الأنفية قد يسبب ألمًا خلف الرأس.

• التسمم: التسمم ببعض المواد قد يؤدي إلى صداع عام في الرأس يشمل الجزء الخلفي.

التشخيص والعلاج

يجب أن يبدأ التشخيص بشكل دقيق بعد مراجعة الطبيب. قد يتضمن التشخيص إجراء فحوصات تصويرية مثل الأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي لتحديد ما إذا كان هناك إصابة في الأعصاب أو الفقرات.

علاج صداع الرأس من الخلف

• العلاج الدوائي: يمكن استخدام مسكنات الألم مثل الأيبوبروفين أو الباراسيتامول لتخفيف الألم.

• العلاج الفيزيائي: يشمل تمارين تقوية الرقبة أو العلاج بالحرارة أو البرودة.

• التعديلات في نمط الحياة: مثل تحسين وضعية الجلوس، واختيار وسادة مريحة، وتقنيات الاسترخاء.

في بعض الحالات، قد يحتاج المرضى إلى العلاج النفسي أو العلاج الطبيعي لعلاج التوتر المزمن.