6 أسباب تجعل طفلكِ يسهر لوقت متأخر

يُعد نوم الطفل من أهم العوامل التي تؤثر على نموه الجسدي والعقلي والنفسي. ومع ذلك، يواجه كثير من الآباء والأمهات مشكلة في انتظام نوم أطفالهم، حيث يظل الطفل مستيقظًا حتى ساعات متأخرة من الليل، مما يؤثر سلبًا على صحته وأداءه اليومي. يتطلب فهم أسباب سهر الطفل اهتمامًا بالغًا، حيث يمكن أن تتعدد العوامل التي تؤدي إلى هذه الظاهرة. في هذا المقال، سيتم استعراض أهم وأبرز الأسباب التي تجعل طفلكِ يسهر لوقت متأخر، مع توضيح تأثير كل سبب على نوم الطفل وكيفية التعامل معه بشكل علمي ومدعوم بالأبحاث.

1. عدم انتظام جدول النوم وروتين النوم اليومي

يُعتبر تنظيم الوقت من أهم العوامل التي تؤثر على جودة نوم الطفل. الأطفال يحتاجون إلى روتين يومي محدد للنوم يشمل وقتًا ثابتًا للذهاب إلى السرير والاستيقاظ، فالخلل في هذا الجدول يؤدي إلى صعوبة في الدخول في مرحلة النوم العميق وتأخر موعد النوم. إذا كان وقت نوم الطفل يختلف يوميًا، سواء بسبب قلة الالتزام بوقت نوم ثابت أو بسبب نشاطات مسائية متغيرة، فإن هذا سيؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية للطفل، وبالتالي السهر.

تأثير عدم انتظام روتين النوم:

• صعوبة في النوم بسهولة.

• استيقاظ متكرر أثناء الليل.

• الشعور بالتعب خلال النهار بسبب قلة النوم.

نصائح عملية:

• تحديد وقت نوم ثابت يوميًا.

• تقليل الأنشطة المحفزة قبل النوم مثل اللعب العنيف أو استخدام الأجهزة الإلكترونية.

• خلق بيئة هادئة ومريحة للنوم.

2. التعرض للشاشات الإلكترونية لفترات طويلة قبل النوم

أصبح استخدام الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية، الأجهزة اللوحية، وأجهزة التلفاز جزءًا من حياة الأطفال اليومية. ولكن تبين أن التعرض لهذه الشاشات خاصة قبل النوم يؤثر بشكل كبير على قدرة الطفل على النوم مبكرًا. يعود السبب إلى الضوء الأزرق المنبعث من هذه الأجهزة، الذي يقلل من إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ.

الآثار الناتجة عن استخدام الشاشات قبل النوم:

• تأخير الشعور بالنعاس.

• اضطرابات في جودة النوم.

• زيادة وقت السهر بشكل ملحوظ.

دراسات عديدة أشارت إلى أن تقليل استخدام الشاشات قبل ساعة إلى ساعتين من موعد النوم يساعد بشكل كبير على تحسين جودة نوم الأطفال.

3. القلق والتوتر النفسي عند الطفل

تلعب الحالة النفسية دورًا جوهريًا في نمط نوم الطفل. يعاني بعض الأطفال من القلق أو التوتر نتيجة لأحداث يومية مثل مشاكل في المدرسة، الخوف من الانفصال عن الوالدين، أو حتى تغيرات في البيئة المنزلية. يؤدي هذا القلق إلى زيادة إفراز هرمونات مثل الكورتيزول التي تؤثر سلبًا على قدرة الطفل على الاسترخاء والنوم.

كيف يظهر القلق على نوم الطفل؟

• مقاومة الذهاب إلى النوم.

• استيقاظ متكرر مع بكاء أو صعوبة في العودة للنوم.

• الكوابيس أو الأحلام المزعجة.

يُفضل العمل على تهدئة الطفل عبر الحديث معه، وتوفير بيئة مستقرة ومريحة، والحرص على وجود طقوس مساعدة على الاسترخاء قبل النوم.

4. الإفراط في تناول المنبهات والسكريات

تلعب التغذية دورًا مهمًا في نمط نوم الطفل. تناول مشروبات تحتوي على الكافيين مثل الشاي أو القهوة أو حتى المشروبات الغازية التي تحتوي على مواد منبهة، إلى جانب تناول الحلويات والسكريات بكميات كبيرة، خاصة في الفترة المسائية، يمكن أن يحفز الجهاز العصبي للطفل ويؤخر شعوره بالنعاس.

تأثير المنبهات والسكريات:

• زيادة النشاط الحركي والذهني في وقت متأخر من اليوم.

• تأخير موعد النوم.

• اضطراب النوم بشكل عام.

لذلك، ينصح بتجنب إعطاء الطفل مثل هذه المواد قبل النوم بمدة لا تقل عن 4 إلى 6 ساعات، مع التركيز على وجبات متوازنة وخفيفة في المساء.

5. وجود اضطرابات صحية أو جسمية

قد تكون بعض المشاكل الصحية سببًا رئيسيًا في تأخر نوم الطفل أو سهره المتكرر. تشمل هذه الاضطرابات:

• اضطرابات التنفس مثل انقطاع النفس أثناء النوم.

• الحساسية أو الربو التي قد تسبب صعوبة في التنفس أثناء الليل.

• آلام جسمية أو مشاكل في الجهاز الهضمي.

• اضطرابات في النوم مثل متلازمة تململ الساقين.

هذه المشاكل تسبب انزعاجًا يمنع الطفل من الاسترخاء والنوم بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى السهر المستمر.

أهمية التشخيص الطبي:

من الضروري استشارة الطبيب المختص إذا لاحظتِ أعراضًا غير طبيعية مثل الشخير المستمر، توقف التنفس، آلام غير مبررة، أو تغيرات في سلوك النوم.

6. النشاط البدني الزائد في وقت متأخر من اليوم

النشاط البدني مفيد جدًا للأطفال، لكنه يجب أن يتم في الوقت المناسب. ممارسة تمارين أو ألعاب عنيفة وقوية في ساعات متأخرة من اليوم تؤدي إلى ارتفاع مستويات الأدرينالين في الجسم، مما يجعل الطفل نشطًا ويصعب عليه النوم مبكرًا.

تأثير النشاط البدني المتأخر:

• تأخير الاسترخاء البدني والعقلي.

• زيادة اليقظة وتقلص وقت النوم.

• شعور الطفل بالتحفيز الشديد الذي يمنعه من النوم.

من الأفضل جدولة الأنشطة البدنية في الصباح أو بعد الظهر مع تجنب اللعب العنيف قبل النوم بساعتين على الأقل.

جدول يوضح العلاقة بين الأسباب وتأثيرها على نوم الطفل

الخلاصة

تتعدد أسباب سهر الأطفال لوقت متأخر، وتختلف في تأثيرها وشدتها، لكن جميعها تؤثر بشكل مباشر على صحة الطفل ونمط حياته. من الضروري مراقبة سلوك الطفل اليومي وأسلوب حياته لتحديد السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى تأخر النوم، ومن ثم العمل على إيجاد حلول ملائمة ومناسبة لكل حالة. الاهتمام بجدول النوم المنتظم، تقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية، دعم الحالة النفسية، المحافظة على تغذية صحية، معالجة المشاكل الصحية، وتنظيم النشاط البدني كلها عوامل أساسية تضمن لطفلكِ نومًا منتظمًا وعميقًا، مما يعزز نموه وتطوره بشكل صحي ومتوازن.

المصادر والمراجع:

1. Mindell, J.A., & Owens, J.A. (2015). A Clinical Guide to Pediatric Sleep: Diagnosis and Management of Sleep Problems. Lippincott Williams & Wilkins.

2. National Sleep Foundation. (2020). Children and Sleep: Understanding Pediatric Sleep Patterns and Disorders. Available at: https://www.sleepfoundation.org/children-and-sleep