أشياء قد تزيد الوزن: عوامل متعددة تؤثر على الجسم بشكل غير مباشر
زيادة الوزن هي مشكلة صحية تؤرق العديد من الأشخاص في مختلف أنحاء العالم، ولا تقتصر أسبابها على تناول الطعام بكميات كبيرة فقط، بل تتعدد العوامل التي تساهم في زيادة الوزن بشكل غير مباشر. إنّ فهم الأسباب المختلفة التي قد تؤدي إلى زيادة الوزن يعد خطوة مهمة في تطوير استراتيجيات فعالة للحد من هذه الظاهرة. يتراوح تأثير هذه العوامل بين الوراثة، العادات اليومية، والعوامل النفسية، مروراً بالعوامل البيئية والهرمونية. في هذا المقال، سنتناول العديد من العوامل التي قد تزيد من الوزن بشكل غير مباشر.
1. النظام الغذائي غير المتوازن
أحد العوامل الأكثر وضوحاً التي تساهم في زيادة الوزن هو النظام الغذائي الغني بالدهون المشبعة، السكريات البسيطة، والكربوهيدرات المعالجة. تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية دون مراعاة قيمتها الغذائية يؤدي إلى زيادة غير مرغوب فيها في الوزن. بينما يحتاج الجسم إلى كميات محددة من الدهون، البروتينات، والكربوهيدرات لتلبية احتياجاته اليومية، فإن الإفراط في استهلاك هذه العناصر الغذائية يمكن أن يسبب تراكم الدهون في الجسم.
الأطعمة المصنعة مثل الوجبات السريعة، المشروبات الغازية، والحلويات تحتوي على كميات عالية من السكريات المضافة، التي تزيد من شعور الجسم بالجوع وتؤدي إلى استهلاك مزيد من الطعام. أيضاً، فإن تناول الوجبات الكبيرة بشكل متكرر أو تناول الطعام في أوقات متأخرة من الليل يعزز من فرص زيادة الوزن.
2. قلة النشاط البدني
الافتقار إلى ممارسة النشاط البدني بانتظام يعد من الأسباب الرئيسية التي تسهم في زيادة الوزن. عندما لا يمارس الشخص الرياضة أو الأنشطة البدنية، يتوقف الجسم عن حرق كميات كافية من السعرات الحرارية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحياة الساكنة، التي تعتمد بشكل كبير على الجلوس لفترات طويلة سواء في العمل أو في وقت الفراغ، تسهم في تقليل معدل الأيض وحرق الدهون.
النشاط البدني مثل المشي، الجري، السباحة، ورفع الأثقال يساعد الجسم على تحفيز عملية حرق الدهون وزيادة الكتلة العضلية التي تساعد في الحفاظ على الوزن المثالي. أما عند تقليل الحركة، فإن الجسم يكون أكثر عرضة لتخزين الدهون.
3. العوامل النفسية والعاطفية
لا تقتصر زيادة الوزن على العوامل الفيزيولوجية فحسب، بل هناك أيضاً تأثير كبير للعوامل النفسية والعاطفية. العديد من الأشخاص يميلون إلى تناول الطعام بشكل غير صحي عند الشعور بالتوتر أو الاكتئاب، وهو ما يُعرف بالأكل العاطفي. هذه العادة لا تتعلق بالجوع الفعلي، بل تكون استجابة للمشاعر والضغوط النفسية.
الأشخاص الذين يعانون من مشاعر القلق أو التوتر يميلون إلى تناول الوجبات الخفيفة المليئة بالسكريات والدهون، مما يؤدي إلى استهلاك سعرات حرارية أعلى من احتياجات الجسم. كما أن الاكتئاب قد يؤثر على الحافز لممارسة الرياضة أو إعداد الطعام الصحي، مما يزيد من فرص تناول الطعام غير الصحي بشكل متكرر.
4. التغيرات الهرمونية
تتأثر الهرمونات بشكل كبير بزيادة الوزن، إذ تلعب دوراً مهماً في تنظيم الشهية، حرق الدهون، وتخزينها. هناك بعض الهرمونات التي قد تساهم في زيادة الوزن بشكل غير مباشر، مثل هرمون الكورتيزول، الذي يفرز عند التعرض للضغط النفسي. مستويات الكورتيزول المرتفعة قد تزيد من رغبة الشخص في تناول الطعام المريح، وبالتالي تساهم في زيادة الوزن.
من جهة أخرى، قد يؤدي انخفاض مستويات التيستوستيرون لدى الرجال أو تغيرات الاستروجين لدى النساء إلى تراكم الدهون في مناطق محددة من الجسم. كما أن الغدة الدرقية، عندما تكون غير نشطة أو منخفضة النشاط، قد تسبب تراجعاً في عملية الأيض مما يؤدي إلى زيادة الوزن بشكل ملحوظ.
5. قلة النوم
النوم غير الكافي يمكن أن يكون له تأثير سلبي كبير على الوزن. الدراسات أظهرت أن الأشخاص الذين لا يحصلون على قدر كافٍ من النوم يواجهون صعوبة في التحكم في شهيتهم للطعام. الجسم بحاجة إلى فترة راحة لتعويض الطاقة، وإذا لم يحصل الشخص على قسط كافٍ من النوم، يزيد إفراز هرموني الجريلين (الذي يزيد من الجوع) واللبتين (الذي يساهم في تقليل الشبع)، مما يؤدي إلى زيادة الشهية وتناول كميات أكبر من الطعام.
بالإضافة إلى ذلك، قلة النوم تؤثر على وظيفة الدماغ وقدرته على اتخاذ القرارات السليمة، مما يزيد من فرص اختيار الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية بدلاً من الأطعمة الصحية.
6. العوامل الوراثية
الوراثة تلعب دوراً في تحديد مدى قابلية الشخص لزيادة الوزن. يعتقد العلماء أن الجينات قد تساهم في تحديد كيفية استجابة الجسم للطعام والتمارين الرياضية. بعض الأشخاص قد يكون لديهم جينات تزيد من ميلهم لتخزين الدهون بسهولة أكبر من غيرهم. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر الوراثة على كيفية تنظيم عملية الأيض في الجسم، مما يجعل البعض أكثر عرضة لزيادة الوزن مقارنة بآخرين.
7. تناول الأدوية
تعد الأدوية أحد الأسباب التي قد تؤدي إلى زيادة الوزن بشكل غير مباشر. بعض الأدوية تؤثر على عملية الأيض، مما يجعل الجسم يميل إلى تخزين المزيد من الدهون. أدوية مثل مضادات الاكتئاب، أدوية مضادة للذهان، الأدوية الهرمونية، وأدوية السكري يمكن أن تتسبب في زيادة الوزن. في بعض الحالات، قد تؤدي هذه الأدوية إلى تغيرات في الشهية، مما يجعل الشخص يتناول المزيد من الطعام.
8. الأمراض المزمنة
بعض الأمراض المزمنة قد تكون عاملًا مساعدًا في زيادة الوزن، مثل متلازمة تكيس المبايض (PCOS) و مرض السكري من النوع الثاني. هذه الحالات تؤثر على الهرمونات التي تنظم الأيض والشهية، مما يزيد من صعوبة الحفاظ على وزن صحي. مرض السكري على سبيل المثال، يؤدي إلى اضطراب في استخدام الجسم للسكر والدهون، مما يعزز من فرصة زيادة الوزن.
9. الإفراط في تناول الكحول
الكحول هو مصدر رئيسي للسعرات الحرارية الفارغة، وهو يحتوي على العديد من السعرات الحرارية التي يمكن أن تساهم في زيادة الوزن إذا تم تناوله بكميات كبيرة. بالإضافة إلى ذلك، يشجع الكحول على تناول الطعام بشكل مفرط ويعزز من الرغبة في تناول الأطعمة المليئة بالدهون والسكريات. تناول كميات كبيرة من الكحول بشكل متكرر يساهم في تراكم الدهون في الجسم وزيادة الوزن بشكل غير مباشر.
10. التقدم في العمر
مع التقدم في العمر، يتغير نمط الحياة وتقل مستويات النشاط البدني بشكل عام. علاوة على ذلك، يعاني معظم الأشخاص من تغيرات هرمونية مع التقدم في العمر، خاصة عند النساء في فترة انقطاع الطمث. هذا التغير الهرموني قد يؤدي إلى زيادة الوزن في مناطق معينة من الجسم مثل البطن.
11. النظام الغذائي الغني بالأملاح
زيادة تناول الملح قد يؤدي إلى احتباس الماء في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة مؤقتة في الوزن. الأطعمة المصنعة التي تحتوي على كميات كبيرة من الأملاح، مثل الوجبات السريعة والمعلبات، قد تؤدي إلى احتباس السوائل، مما يعطي انطباعًا بأن الشخص قد اكتسب وزنًا، رغم أن الزيادة ليست ناتجة عن الدهون بل عن الماء.
12. الإصابات أو العمليات الجراحية
الإصابات أو العمليات الجراحية قد تؤدي إلى قلة الحركة لفترات طويلة، مما يسهم في زيادة الوزن. خلال فترة النقاهة، يقل النشاط البدني ويزداد احتمال تناول الطعام بشكل مفرط بسبب شعور الشخص بالتوتر أو الألم. هذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن بشكل غير مقصود.
13. التدخين والإقلاع عنه
بينما يعتبر التدخين أحد العوامل التي قد تساهم في تقليل الوزن بشكل مؤقت، إلا أن الإقلاع عن التدخين قد يؤدي إلى زيادة الوزن. يشير العديد من الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتوقفون عن التدخين قد يكتسبون وزناً بسبب تغيرات في التمثيل الغذائي وزيادة الشهية للطعام.
