7 أسباب سريّة وراء زيادة الوزن: كيف تؤثر العوامل المخفية على جسمك؟
في عالم يتزايد فيه الوعي حول الصحة واللياقة البدنية، يظل فقدان الوزن أحد أكبر التحديات التي يواجهها العديد من الأشخاص. مع كثرة الأنظمة الغذائية والتمارين الرياضية المتوفرة في الأسواق، قد يظن البعض أن الحل يكمن في اتباع نظام غذائي صارم أو ممارسة التمارين بانتظام. إلا أن الحقيقة أكثر تعقيداً من ذلك، حيث توجد العديد من العوامل غير الظاهرة التي تؤثر بشكل كبير على وزن الجسم، بعضها قد يكون غير مرئي أو غير واضح للعديد من الأشخاص.
عند الحديث عن زيادة الوزن، عادةً ما يتم التركيز على العوامل المعروفة مثل تناول الطعام الزائد أو قلة النشاط البدني. ومع ذلك، هناك مجموعة من الأسباب السريّة التي قد تكون مسؤولة عن زيادة الوزن بشكل غير مباشر، وقد لا يكون الشخص على دراية بها. في هذا المقال، سنتناول سبعة من هذه الأسباب السريّة، ونوضح كيف يمكن لهذه العوامل أن تؤثر على الوزن بشكل غير مباشر.
1. الخلل الهرموني وتأثيره على الوزن
الهرمونات هي المركبات الكيميائية التي تفرزها الغدد في الجسم، والتي تتحكم في مجموعة واسعة من العمليات البيولوجية بما في ذلك الأيض (التمثيل الغذائي) وتنظيم الشهية. عندما يحدث اختلال في مستويات الهرمونات، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة الوزن بشكل غير مفسر.
أحد أبرز الهرمونات التي تلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم الوزن هو هرمون الأنسولين. يعمل الأنسولين على تنظيم مستويات السكر في الدم، وعندما يصبح الجسم مقاومًا لهرمون الأنسولين (وهو ما يعرف بالـ”مقاومة للأنسولين”)، قد يؤدي ذلك إلى تخزين المزيد من الدهون وزيادة الوزن. بالإضافة إلى الأنسولين، تلعب الهرمونات المفرزة من الغدة الدرقية دورًا كبيرًا في التحكم في الأيض، حيث إن قصور الغدة الدرقية يمكن أن يؤدي إلى بطء عملية الأيض، وبالتالي إلى زيادة الوزن.
كذلك، هرمونات التوتر مثل الكورتيزول تؤثر على تخزين الدهون في الجسم، خصوصًا في منطقة البطن، حيث يرتبط الإجهاد النفسي المزمن بزيادة الوزن بسبب الإفراط في تناول الطعام كوسيلة للتعامل مع الضغط النفسي.
2. الاضطرابات النفسية وتأثيرها الخفي على الوزن
يعد الاضطراب النفسي من أكثر العوامل غير المرئية التي تساهم في زيادة الوزن. قد لا يرتبط الشخص بشكل مباشر بما يمر به من مشاعر أو تجارب نفسية مع وزنه، لكن العلاقة بين الصحة النفسية وزيادة الوزن معقدة للغاية.
من أبرز هذه الاضطرابات هو الاكتئاب، حيث يعاني البعض من تغيرات في الشهية، سواء بزيادة أو نقص الشهية للطعام. في كثير من الأحيان، يتجه الأفراد المصابون بالاكتئاب إلى تناول الطعام الزائد (خاصة الأطعمة الغنية بالدهون والسكر) كوسيلة للتعامل مع مشاعرهم السلبية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي استخدام بعض الأدوية المضادة للاكتئاب إلى زيادة الوزن كأثر جانبي غير متوقع.
أما القلق، فهو يرتبط بالإفراط في تناول الطعام كوسيلة للتخفيف من التوتر. عند الشعور بالقلق، يقوم الجسم بإفراز كميات أكبر من هرمون الكورتيزول، مما يحفز الجسم على تخزين الدهون، خاصة في منطقة البطن.
3. الحرمان من النوم وزيادة الوزن
يعتبر النوم أحد العوامل الأساسية التي تؤثر على صحة الجسم بشكل عام، ولكن تأثيره على الوزن غالبًا ما يُغفل. الدراسات الحديثة أظهرت أن الحرمان من النوم يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن بسبب عدة أسباب فسيولوجية ونفسية.
عند عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم، يتأثر الجسم في عدة نواحٍ. أولًا، يتسبب الحرمان من النوم في تقليل مستويات هرمون اللبتين، وهو الهرمون الذي يساعد في تنظيم الشهية. وفي المقابل، تزيد مستويات هرمون الغريلين، الذي يحفز الجوع. هذا يخلق توازنًا غير صحي يزيد من الرغبة في تناول الطعام، وخاصة الأطعمة ذات القيمة الغذائية المنخفضة (مثل السكريات والدهون).
علاوة على ذلك، يؤثر قلة النوم على التمثيل الغذائي في الجسم، مما يؤدي إلى تباطؤ في الأيض واحتراق الدهون بشكل أقل فعالية. ومن هنا تأتي الزيادة غير المرغوب فيها في الوزن.
4. الأدوية وتأثيرها الجانبي على الوزن
من العوامل الأخرى التي قد تساهم في زيادة الوزن بشكل غير ملاحظ هي الأدوية التي يتناولها الشخص لعلاج حالات صحية مختلفة. بعض الأدوية تحتوي على تأثيرات جانبية قد تؤدي إلى زيادة الوزن دون أن يكون الشخص على دراية بتأثيراتها.
من أبرز الأدوية التي قد تسبب زيادة الوزن هي المضادات الحيوية وأدوية الاكتئاب والأدوية النفسية. على سبيل المثال، أدوية الستيرويدات، مثل البريدنيزون، تعتبر من العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن، حيث يمكن أن تحفز هذه الأدوية الجسم على الاحتفاظ بالماء واحتباس السوائل. كما أن بعض الأدوية المضادة للاكتئاب مثل الباروكسيتين يمكن أن تزيد من الشهية وتؤدي إلى زيادة الوزن بشكل تدريجي.
5. الابتعاد عن البروتينات في النظام الغذائي
نمط النظام الغذائي له تأثير بالغ على الوزن، ويعد تناول البروتينات أحد العوامل الأساسية التي يجب مراعاتها عند الرغبة في الحفاظ على وزن صحي. في حال تقليل تناول البروتينات في النظام الغذائي، يمكن أن يحدث تراجع في الأيض وتخزين الدهون بشكل أكبر.
البروتينات تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز عملية التمثيل الغذائي، إذ يتطلب الجسم المزيد من الطاقة لهضم البروتين مقارنة بالكربوهيدرات أو الدهون. كما أن البروتين يساعد على بناء العضلات والحفاظ على الكتلة العضلية، وهو أمر أساسي لتحفيز حرق الدهون. عند تقليل البروتينات، يقل الأيض، مما يؤدي إلى تخزين الدهون وزيادة الوزن.
6. البيئة المحيطة وأثرها على السلوك الغذائي
قد لا يدرك الكثيرون تأثير البيئة المحيطة في حياتهم اليومية على اختياراتهم الغذائية. تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في بيئات مليئة بالمغريات الغذائية (مثل العمل في بيئات مليئة بأطعمة سريعة أو الاحتكاك بأشخاص يتناولون طعامًا غير صحي بشكل مستمر) يكونون أكثر عرضة لتناول الطعام الزائد.
كما أن الأشخاص الذين لا يمتلكون بيئة مشجعة لممارسة الرياضة (مثل عدم توفر الأماكن الرياضية أو المساحات المفتوحة لممارسة الرياضة في المناطق السكنية) قد يعانون من زيادة الوزن بسبب قلة النشاط البدني. وبالتالي، فإن البيئة الاجتماعية والمهنية تلعب دورًا كبيرًا في قرارات الطعام ونمط الحياة بشكل عام.
7. الخلل في ميكروبيوم الأمعاء
أحد العوامل السريّة التي اكتشفت مؤخرًا والتي تؤثر على الوزن بشكل غير مباشر هو ميكروبيوم الأمعاء، أي الميكروبات (البكتيريا والفطريات) الموجودة في الأمعاء. تشير الأبحاث إلى أن التوازن في هذه الميكروبات يمكن أن يؤثر على الأيض وامتصاص الطعام بشكل غير مباشر.
عند وجود خلل في هذا التوازن، قد تؤدي البكتيريا الضارة إلى تقليل قدرة الجسم على حرق الدهون، وبالتالي يزيد احتمال تخزين الدهون في الجسم. كما أن تفاعل الأطعمة المختلفة مع ميكروبيوم الأمعاء قد يساهم في تحفيز الشهية وزيادة استهلاك الطعام بشكل غير مدروس.
الخلاصة
زيادة الوزن ليست دائمًا نتيجة بسيطة لسوء العادات الغذائية أو قلة النشاط البدني فقط. فكما تبين في هذا المقال، هناك العديد من الأسباب السريّة التي قد تؤدي إلى زيادة الوزن، سواء كانت هرمونية، نفسية، بيئية، أو حتى متعلقة بالأدوية. إن فهم هذه الأسباب والعمل على معالجتها يمكن أن يسهم بشكل كبير في التحكم في الوزن والحفاظ على صحة جيدة على المدى الطويل.
