طريقة لعب طاولة الزهر

طريقة لعب طاولة الزهر

تُعد طاولة الزهر من أقدم ألعاب الطاولة في التاريخ، حيث يعود أصلها إلى آلاف السنين، وقد وُجدت أشكال بدائية منها في الحضارات القديمة مثل بلاد الرافدين ومصر القديمة وبلاد فارس. وتُعرف هذه اللعبة في العديد من الدول بأسماء مختلفة مثل “النرد”، “الطاولة”، أو “الشيش بيش”، وتُمارس اليوم على نطاق واسع في المقاهي والمنازل، وتُعد من الألعاب الشعبية الممتعة التي تجمع بين الحظ والمهارة.

تعتمد طاولة الزهر على تحريك القطع (البيادق) باستخدام النرد ضمن مسارات محددة على لوحة اللعبة، والهدف منها هو إدخال جميع القطع إلى “البيت” ثم إخراجها من اللوحة قبل أن يتمكن الخصم من ذلك. ورغم بساطتها الظاهرة، إلا أنها تتطلب تفكيرًا استراتيجيًا وقدرة على اتخاذ قرارات مدروسة في كل دور.

مكونات طاولة الزهر

تتكون لعبة الطاولة من العناصر التالية:

• اللوح (الطاولة): مصنوع من الخشب عادة، ويحتوي على 24 مثلثًا ضيقًا يُعرف كل منها باسم “نقطة” (Point)، موزعة بالتساوي على جانبي اللوحة، وملونة بالتناوب (غالبًا بين لونين متباينين).

• البيادق: عددها 30، تُقسم بالتساوي بين اللاعبين (15 لكل لاعب)، وتكون عادة بلونين مختلفين (أسود وأبيض أو بني وبيج).

• النرد (الزهر): زوج من النرد يُستخدم لتحديد عدد الحركات المسموح بها لكل دور.

• كوب النرد: يُستخدم لخلط النرد وإلقائه بطريقة عادلة.

• مضاعف النقاط (Doubling Cube): مكعب خاص عليه الأرقام 2، 4، 8، 16، 32، 64، ويُستخدم في بعض نسخ اللعبة لزيادة الرهانات.

ترتيب البيادق في بداية اللعبة

يُرتب اللاعبون البيادق وفق نمط محدد على النقاط التالية على كل جانب من الطاولة:

كل لاعب يضع بيادقه وفقًا لهذا الترتيب ولكن بمرآة عكسية للخصم. تبدأ الحركة من نقطة 24 وتتناقص حتى نقطة 1 التي تمثل نهاية المسار.

طريقة اللعب الأساسية

1. تحديد من يبدأ

يرمي كل لاعب نردًا واحدًا، ومن يحصل على الرقم الأعلى يبدأ اللعب مستخدمًا الرقمين معًا. إذا تساوى الرقمان يُعاد الرمي حتى يظهر فرق.

2. تحريك البيادق

• يُرمى النرد في كل دور ويُستخدم الرقم الموجود على كل نرد بشكل منفصل لتحريك بيادق اللاعب.

• يمكن للاعب تحريك بيادقين كل واحدة بعدد خطوات يعادل نردًا واحدًا، أو تحريك بيدق واحد بجمع الرقمين معًا إذا كان المسار متاحًا.

• إذا خرج “دُبل” (رقمان متماثلان)، يُضاعف عدد الحركات (أي يتحرك أربع مرات بدلاً من مرتين).

3. قواعد الحركة

• يمكن تحريك البيادق فقط إلى نقاط فارغة، أو نقاط تحتوي على بيادق اللاعب نفسه، أو نقطة تحتوي على بيدق واحد للخصم (ويمكن ضربه).

• إذا تم ضرب بيدق الخصم، يُوضع في المنتصف ويجب عليه أن يعود إلى اللعبة قبل أن يحرك أي بيدق آخر.

• لا يمكن التحرك إلى نقطة تحتوي على بيادق الخصم إذا كانت تحتوي على اثنين أو أكثر (مغلقة).

إعادة الدخول بعد الضرب

عندما يُضرب بيدق ويوضع في منتصف الطاولة، يجب على اللاعب إعادة إدخاله إلى اللعبة في أول فرصة متاحة، وذلك بتحريكه إلى أحد نقاط الخصم من 1 إلى 6 حسب نتيجة رمية النرد. إذا كانت هذه النقاط مغلقة (بها بيادق الخصم)، يفقد اللاعب دوره حتى تتاح له نقطة للدخول.

الفوز في اللعبة

الدخول إلى المنزل

بعد أن يُدخل اللاعب جميع بيادقه إلى منطقته (آخر 6 نقاط)، يمكنه البدء بمرحلة “الإخراج” والتي تتم على النحو التالي:

• إذا كانت نتيجة النرد تطابق موقع أحد البيادق، يُخرج ذلك البيدق.

• إذا لم تكن هناك بيادق على النقطة المطابقة، يمكن استخدام الرقم لإخراج أقرب بيدق في الاتجاه العكسي.

• يُسمح بإخراج بيدق حتى لو لم يكن الرقم مطابقًا، بشرط عدم وجود أي بيادق على نقاط ذات رقم أعلى.

أنواع الفوز

استراتيجيات اللعب

رغم أن النرد يتحكم جزئيًا بنتائج اللعبة، إلا أن المهارة والاستراتيجية تؤثر بشكل كبير. وتشمل الاستراتيجيات:

• التحكم بالنقاط: احتلال النقاط المفتاحية لمنع تحرك الخصم.

• الضرب الدفاعي: ضرب بيادق الخصم لإجباره على التأخر.

• التجميع الآمن: تجميع البيادق في مجموعات لتقليل فرص الضرب.

• الانسحاب الذكي: معرفة الوقت المناسب للانسحاب من نقاط الخصم دون المخاطرة بالضرب.

• اللعب على الجمبل أو الباك جامون: في حال التقدم الكبير، يُمكن للاعب اللعب بطريقة تؤدي لفوز مزدوج.

الاختلافات في النسخ العالمية

رغم أن طريقة اللعب الأساسية واحدة، إلا أن بعض القواعد تختلف من بلد لآخر:

الجدول التالي يوضح مقارنة بين نسختين شائعتين من اللعبة

الطاولة في الحياة الاجتماعية والثقافية

لعبة الطاولة ليست مجرد تسلية، بل هي جزء من الثقافة الشعبية في كثير من الدول العربية والشرقية. تُمارس بشكل يومي في المقاهي وتُعتبر رمزًا من رموز الرفقة والحديث وتبادل الأفكار. في بعض المجتمعات تُنظم بها بطولات محلية، وقد أدت شعبيتها إلى إدراجها ضمن الألعاب الرقمية.

خاتمة

تُعد طاولة الزهر واحدة من الألعاب التي تجمع بين البساطة والمتعة، وبين الحظ والتخطيط. وهي لعبة تتطلب تركيزًا، ومرونة في التفكير، وتقديرًا لاحتمالات النرد. وبالرغم من أن قواعدها الأساسية واضحة، إلا أن التنوع في أساليب اللعب واختلافات النسخ بين الثقافات يجعلها غنية بالتجربة والتحدي، مما يفسر استمرار شعبيتها على مدى قرون طويلة.

المصادر:

1. The Backgammon Book – Oswald Jacoby & John R. Crawford

2. History of Board Games – David Parlett