أسباب تشقق الجلد حول الأظافر

أسباب تشقق الجلد حول الأظافر

تُعد مشكلة تشقق الجلد حول الأظافر من المشاكل الجلدية الشائعة التي يعاني منها كثير من الأشخاص، سواء في فترات محددة من العام أو بصورة مزمنة. لا يقتصر هذا الأمر على الناحية الجمالية فقط، بل يحمل أبعاداً صحية أعمق، إذ قد يتسبب هذا التشقق في الإحساس بالحرقة أو الألم، ويشكّل في بعض الحالات مدخلاً للبكتيريا والجراثيم المسببة للعدوى الجلدية. وعلى الرغم من أن هذه التشققات قد تبدو بسيطة أو غير مقلقة في بدايتها، فإن تجاهل أسبابها قد يؤدي إلى مضاعفات جلدية مزعجة. يستعرض هذا المقال بشكل تفصيلي وشامل الأسباب المتعددة الكامنة وراء تشقق الجلد المحيط بالأظافر، مع توضيح العوامل المؤثرة والتفاعلات البيولوجية والبيئية التي تلعب دوراً في حدوث هذه الظاهرة.

أولاً: العوامل البيئية والجوية

1. الجفاف ونقص الرطوبة

من أبرز أسباب تشقق الجلد حول الأظافر هو الجفاف الشديد الناتج عن نقص الترطيب، سواء الداخلي أو الخارجي. فعند التعرض المستمر للهواء الجاف، خاصة في فصل الشتاء أو في البيئات المكيفة باستمرار، يفقد الجلد المحيط بالأظافر محتواه الطبيعي من الماء والزيوت، مما يؤدي إلى هشاشته وتشققه.

2. التعرض المستمر للماء والمواد المنظفة

عندما يتعرض الجلد بشكل متكرر للماء، خاصة مع استعمال الصابون أو المنظفات الكيميائية القوية، فإن الطبقة الخارجية الواقية من الجلد تُزال تدريجياً. هذه الطبقة، التي تحتوي على الزيوت الطبيعية التي تساهم في الحفاظ على مرونة الجلد، تصبح غير قادرة على أداء وظيفتها، مما يؤدي إلى تشقق الجلد وجفافه. وهذا شائع بشكل خاص لدى الأشخاص الذين يمارسون مهنًا تعتمد على غسل الأيدي المتكرر، مثل الأطباء والممرضين وعمال التنظيف والطهاة.

3. التغيرات المناخية المفاجئة

الانتقال المفاجئ بين الأجواء الباردة والحارة أو بين البيئات الرطبة والجافة يسبب ضغطًا على الجلد، ويؤدي إلى اختلال توازن الرطوبة، الأمر الذي يعزز من احتمالية تشقق الجلد حول الأظافر.

ثانيًا: الأسباب الصحية والجلدية

1. الأكزيما والالتهابات الجلدية

تُعد الأكزيما (التهاب الجلد التأتبي) أحد الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى تشقق الجلد حول الأظافر. وتتميز هذه الحالة بوجود احمرار، تقشر، حكة شديدة، وأحيانًا نزف خفيف عند الأطراف، بما في ذلك المنطقة المحيطة بالأظافر. ويعاني كثير من المرضى من تفاقم الحالة عند ملامسة مواد مهيّجة أو خلال فصول معينة من السنة.

2. الصدفية

الصدفية مرض جلدي مناعي ذاتي يتسبب في زيادة سرعة نمو خلايا الجلد، مما يؤدي إلى تراكمها على شكل قشور سميكة قد تشمل منطقة الأظافر وما حولها. هذه القشور تتسبب في حدوث تشققات مزعجة وتغيرات في لون وشكل الأظافر.

3. نقص الفيتامينات والمعادن

تشير الأبحاث إلى أن نقص بعض العناصر الغذائية، خاصة الفيتامينات الذائبة في الماء مثل فيتامين B7 (البيوتين)، وفيتامين A وC، وكذلك الزنك والحديد، له دور أساسي في صحة الجلد والأظافر. عند نقص هذه العناصر، تصبح البشرة هشة وغير قادرة على تجديد نفسها بفعالية، مما يؤدي إلى تشققات متكررة حول الأظافر.

4. الحساسية الجلدية

بعض الأشخاص يعانون من تحسس جلدي عند ملامسة مواد معينة مثل النيكل، العطور، بعض أنواع الكريمات، أو طلاء الأظافر. هذا التفاعل التحسسي يؤدي إلى التهابات موضعية واحمرار وتشقق الجلد، خاصة في المنطقة المحيطة بالأظافر.

ثالثًا: العادات اليومية والسلوكيات الضارة

1. قضم الجلد المحيط بالأظافر

كثير من الأشخاص يلجؤون إلى قضم أو نتف الجلد حول الأظافر، سواء بشكل لا إرادي أو بسبب التوتر والقلق. هذا السلوك يؤدي إلى تمزقات دقيقة في الجلد، تتطور لاحقًا إلى تشققات مؤلمة ومعرضة للعدوى.

2. استخدام مزيلات الطلاء التي تحتوي على الأسيتون

الأسيتون من المواد الشائعة في منتجات إزالة طلاء الأظافر، وهو مادة كيميائية قوية تسحب الرطوبة من الجلد، وتُحدث جفافًا شديدًا، مما يضعف الحاجز الجلدي الطبيعي ويساهم في تشققه.

3. الإهمال في ترطيب اليدين

عدم استخدام كريمات الترطيب بعد غسل اليدين أو بعد التعرض للشمس أو الهواء الجاف يزيد من فرصة إصابة الجلد بالتشقق. فالمناطق الرقيقة مثل الجلد حول الأظافر تحتاج إلى ترطيب منتظم للحفاظ على مرونتها.

رابعًا: العوامل الهرمونية والفسيولوجية

1. الحمل والتغيرات الهرمونية

في فترة الحمل، تتغير مستويات الهرمونات في جسم المرأة بشكل كبير، مما يؤثر على طبيعة الجلد وقدرته على الاحتفاظ بالماء. بعض النساء يلاحظن جفافاً وتشققاً في الجلد، خصوصًا حول الأظافر، خلال هذه المرحلة.

2. التقدم في العمر

مع التقدم في السن، تنخفض كفاءة الجلد في إنتاج الزيوت الطبيعية، كما تتباطأ عملية تجدد خلايا البشرة، ما يجعل الجلد المحيط بالأظافر أكثر عرضة للتشقق والجفاف.

خامسًا: الأسباب النفسية والسلوكية

1. التوتر النفسي والقلق

يؤثر التوتر بشكل مباشر على صحة الجلد، وقد يؤدي إلى ظهور حالات مثل الأكزيما العصبية أو السلوك القهري لقضم الأظافر والجلد المحيط بها. كما أن الإجهاد يضعف الجهاز المناعي، ما يجعل الجلد أكثر عرضة للالتهابات والتشقق.

2. اضطرابات الأكل

في بعض حالات اضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهية أو البوليميا، يفتقد الجسم العناصر الغذائية الأساسية، ما يؤدي إلى مشاكل في الجلد، الأظافر، والشعر. التشققات حول الأظافر في هذه الحالات تكون مؤشراً ظاهرياً على سوء التغذية المزمن.

جدول: مقارنة بين الأسباب الشائعة لتشقق الجلد حول الأظافر وتأثيرها

سادسًا: الوقاية والتدخل المبكر

تكمن فعالية الوقاية في تحديد السبب الأساسي وراء تشقق الجلد ومعالجته من جذوره. تشمل الخطوات الوقائية:

• تجنب التعرض المفرط للماء والصابون القاسي.

• استعمال قفازات واقية أثناء العمل المنزلي أو في المهن التي تتطلب تكرار غسل الأيدي.

• ترطيب اليدين يومياً باستخدام كريمات تحتوي على زبدة الشيا أو الجلسرين.

• تناول مكملات غذائية عند الحاجة، خاصة في حال وجود نقص واضح في فيتامينات B، C، والزنك.

• تجنب قضم الجلد أو استخدام أدوات حادة بالقرب من الأظافر.

• استخدام مزيلات طلاء خالية من الأسيتون.

• زيارة طبيب الجلدية في حال استمرار التشققات رغم العناية الجيدة.

المراجع

1. American Academy of Dermatology Association (AAD) – Hand care and dry skin prevention.

2. Mayo Clinic – Eczema (Atopic dermatitis) overview and causes.