أسباب تساقط الشعر والصلع

مسببات الصلع: الأسباب والعوامل المؤثرة

الصلع هو حالة تؤثر على العديد من الأشخاص حول العالم، حيث يعاني البعض من تساقط الشعر بشكل تدريجي قد يؤدي إلى فقدان الشعر بشكل كامل في بعض الحالات. تختلف مسببات الصلع بشكل كبير، وتعد الأسباب الوراثية من أكثر الأسباب شيوعًا، ولكن هناك أيضًا عوامل بيئية وصحية قد تسهم في حدوثه. هذا المقال يستعرض مسببات الصلع المختلفة بشكل مفصل، مع التركيز على الأسباب الطبية والعوامل النفسية والبيئية التي قد تؤدي إلى تساقط الشعر.

1. الصلع الوراثي (الثعلبة الأندروجينية)

الصلع الوراثي، والمعروف أيضًا بالثعلبة الأندروجينية، هو السبب الأكثر شيوعًا لتساقط الشعر عند الرجال والنساء. يحدث هذا النوع من الصلع نتيجة لتأثير هرمونات الأندروجين (الهرمونات الذكرية) على بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى تقليل حجمها ويجعلها تنتج شعرًا أخف وأقصر بمرور الوقت.

في الرجال، يظهر الصلع الوراثي عادة في مقدمة الجبهة وعلى قمة الرأس، ويكون عادةً مرتبطًا بتساقط الشعر التدريجي الذي يؤدي إلى مناطق خالية من الشعر. أما في النساء، فيمكن أن يظهر الصلع الوراثي على شكل انخفاض كثافة الشعر في المنطقة العليا من فروة الرأس.

العامل الجيني يلعب دورًا كبيرًا في هذه الحالة، حيث يمكن أن يُنقل الجين المسؤول عن الصلع من أي من الوالدين. ولهذا السبب، يُعتبر الصلع الوراثي غير قابل للتجنب، ولكنه يمكن التحكم فيه باستخدام العلاجات الطبية المختلفة.

2. التغيرات الهرمونية

التغيرات في مستوى الهرمونات يمكن أن تكون عاملًا أساسيًا في الصلع. يلاحظ هذا بشكل خاص في النساء أثناء فترات معينة من حياتهن، مثل الحمل، والولادة، وفترة ما بعد الولادة، وكذلك في فترة انقطاع الطمث.

الحمل والولادة:

تتعرض النساء خلال فترة الحمل لارتفاع في مستويات هرمونات الأستروجين التي تؤثر على نمو الشعر. ولكن بعد الولادة، يعود مستوى الهرمونات إلى حالته الطبيعية، مما يسبب تساقط الشعر بشكل مفاجئ.

انقطاع الطمث:

يحدث انقطاع الطمث في فترة معينة من حياة النساء، وعند حدوثه، تنخفض مستويات هرمون الأستروجين بشكل كبير. هذا التغير الهرموني قد يؤدي إلى ترقق الشعر أو تساقطه، خاصة في مناطق معينة من فروة الرأس.

3. التوتر النفسي والضغط العصبي

التوتر النفسي والضغط العصبي يعدان من الأسباب الهامة لتساقط الشعر. تتسبب الصدمات النفسية مثل وفاة شخص عزيز، أو مشاكل عائلية أو مهنية، في تغيير مستويات الهرمونات داخل الجسم، مما يؤثر سلبًا على صحة فروة الرأس ويؤدي إلى تساقط الشعر بشكل مفاجئ.

يُعرف هذا النوع من تساقط الشعر باسم “الشرية التفاعلية” أو “التساقط الناتج عن التوتر”، وهو من الحالات التي يمكن أن تتحسن بمجرد تحسن الحالة النفسية للشخص.

4. الأمراض المناعية (الثعلبة البقعية)

الثعلبة البقعية هي مرض مناعي ذاتي يهاجم فيه جهاز المناعة بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى تساقط الشعر بشكل مفاجئ في بقع صغيرة على فروة الرأس أو في مناطق أخرى من الجسم. قد تكون هذه الحالة مؤقتة أو مزمنة، ويمكن أن تتسبب في فقدان الشعر بشكل دائم في بعض الحالات.

تعد الثعلبة البقعية من الأمراض التي تصيب الأشخاص بغض النظر عن العمر أو الجنس، إلا أن هناك بعض العوامل الوراثية التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بها.

5. الأمراض المزمنة والمشاكل الصحية

هناك العديد من الأمراض المزمنة التي تؤدي إلى تساقط الشعر. بعض هذه الأمراض تشمل:

• داء السكري: يُعد داء السكري من النوع الثاني من الأمراض المزمنة التي تؤثر على تدفق الدم إلى فروة الرأس، مما يؤدي إلى ضعف بصيلات الشعر وتساقطه.

• مشاكل الغدة الدرقية: سواء كان قصورًا في الغدة الدرقية أو فرط نشاطها، فإن أي خلل في هذه الغدة يمكن أن يؤثر على نمو الشعر، حيث قد يعاني الأشخاص من تساقط الشعر أو تساقط الشعر بشكل مفاجئ.

• فقر الدم: نقص الحديد أو فيتامين ب12 يمكن أن يؤدي إلى تساقط الشعر نتيجة لضعف صحة الجسم بشكل عام.

6. الأدوية والعلاجات الطبية

بعض الأدوية والعلاجات الطبية قد يكون لها تأثير جانبي في تساقط الشعر. من أبرز الأدوية التي تؤدي إلى تساقط الشعر:

• أدوية العلاج الكيميائي: وهي أدوية تُستخدم في علاج السرطان، وتؤثر بشكل كبير على خلايا الشعر، مما يؤدي إلى تساقط الشعر بشكل كامل أثناء فترة العلاج.

• أدوية مميعات الدم: مثل الأسبرين، التي يمكن أن تؤدي إلى تساقط الشعر بسبب تأثيرها على الدورة الدموية.

• أدوية مضادة للفطريات أو المكملات الغذائية: في بعض الأحيان، قد تؤدي المكملات الغذائية أو الأدوية التي تحتوي على مواد كيميائية إلى تغيرات في صحة الشعر.

7. التغذية غير السليمة

التغذية الجيدة تلعب دورًا حيويًا في صحة الشعر. عدم الحصول على ما يكفي من الفيتامينات والمعادن مثل الحديد، والزنك، وفيتامين ب، والأحماض الأمينية قد يؤدي إلى تساقط الشعر. نقص هذه العناصر الغذائية يضعف بصيلات الشعر ويؤثر على نموه.

8. التعامل السيء مع الشعر

استخدام بعض مستحضرات العناية بالشعر التي تحتوي على مواد كيميائية قاسية أو تعريض الشعر للحرارة العالية بشكل متكرر قد يؤدي إلى تلف الشعر وتساقطه. علاوة على ذلك، تصفيف الشعر بطريقة قاسية مثل سحب الشعر بإحكام أو استخدام المشط بشكل عنيف يمكن أن يتسبب في تساقط الشعر بشكل دائم إذا لم يتم التوقف عن هذه العادات.

9. التقدم في العمر

مع التقدم في العمر، يضعف الشعر بشكل طبيعي. يقل إنتاج الزيت الطبيعي الذي يغذي الشعر، مما يؤدي إلى جفافه وتلفه. يتباطأ نمو الشعر وقد يصبح الشعر أكثر هشاشة، مما يعزز من احتمالية تساقطه.

10. الإصابات أو الجروح في فروة الرأس

الإصابات أو الجروح التي تحدث في فروة الرأس نتيجة للحوادث أو العمليات الجراحية قد تؤدي إلى تلف بصيلات الشعر وفقدانه. بعد الإصابة، قد تكون بصيلات الشعر في المنطقة المتضررة غير قادرة على إنتاج الشعر مرة أخرى، مما يؤدي إلى بقع صلعاء قد تكون دائمة.

11. التلوث البيئي

التلوث البيئي والعوامل البيئية الأخرى مثل الغبار، والتعرض المستمر للمواد الكيميائية، قد تؤدي إلى إضعاف صحة الشعر. المواد الضارة في الهواء يمكن أن تتراكم على فروة الرأس وتؤثر على بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى تساقطه بمرور الوقت.

الخاتمة

إن الصلع ليس حالة فردية ترتبط فقط بالعامل الوراثي، بل هو نتيجة لتداخل العديد من العوامل الجسدية والنفسية والبيئية. تتعدد مسببات تساقط الشعر بين أسباب وراثية، هرمونية، صحية، بيئية ونمط الحياة، مما يعكس تعقيد هذه الحالة. يظل التشخيص الصحيح للعوامل المؤدية للصلع ضروريًا لتحديد العلاج الأنسب والتعامل مع هذه المشكلة بشكل فعال.