أشياء تساعد على نزول الدورة الشهرية: أسباب وعوامل تؤثر على الدورة الشهرية
الدورة الشهرية هي عملية طبيعية تحدث لدى معظم النساء بداية من سن البلوغ وحتى مرحلة انقطاع الطمث. تتراوح الدورة الشهرية من امرأة لأخرى، حيث تختلف مدة الدورة الشهرية وعدد الأيام التي تستغرقها. يمكن أن تتأثر الدورة الشهرية بالعديد من العوامل البيئية والهرمونية والصحية. في هذا المقال، سنتناول العوامل المختلفة التي قد تساهم في نزول الدورة الشهرية، وكيفية تأثيرها على انتظامها.
1. النشاط البدني
النشاط البدني المنتظم له تأثير كبير على صحة الدورة الشهرية. تمرين الرياضة المعتدل يمكن أن يساعد في تحسين الدورة الدموية والتوازن الهرموني في الجسم. ومع ذلك، من المهم أن يكون النشاط معتدلاً؛ فالإفراط في ممارسة الرياضة قد يؤدي إلى اضطرابات في الدورة الشهرية بسبب تأثيره على مستويات هرمون الإستروجين.
تمثل التمارين الرياضية مثل المشي والسباحة وركوب الدراجة والتدريبات الهوائية فرصاً ممتازة لتعزيز الدورة الدموية والمساهمة في نزول الدورة الشهرية بشكل طبيعي. ولكن على الرغم من أن التمارين المعتدلة مفيدة، إلا أن الإفراط في النشاط البدني قد يتسبب في فقدان الوزن المفرط أو الضغط الزائد على الجسم، مما قد يؤدي إلى انقطاع أو تأخير الدورة الشهرية.
2. التغذية السليمة
تلعب التغذية دوراً مهماً في تنظيم الدورة الشهرية. تناول الطعام الغني بالفيتامينات والمعادن يعد أمراً ضرورياً لتحقيق التوازن الهرموني. بعض الفيتامينات مثل فيتامين “د” وفيتامين “ب” و”الزنك” قد تؤثر بشكل إيجابي على انتظام الدورة الشهرية. كما أن تناول الأطعمة التي تحتوي على الأحماض الدهنية الأساسية مثل أوميغا 3 يمكن أن يساعد في تنظيم الدورة.
من جهة أخرى، يمكن أن يؤدي سوء التغذية أو نقص الوزن إلى توقف الدورة الشهرية، حيث قد يؤثر ذلك على مستويات هرمون الإستروجين الذي ينظم الدورة الشهرية. لذلك، الحفاظ على وزن صحي وتناول غذاء متوازن يعد من العوامل الأساسية في تنظيم الدورة الشهرية.
3. التوتر والضغط النفسي
التوتر والضغط النفسي هما من العوامل الرئيسية التي قد تؤثر على انتظام الدورة الشهرية. عندما يتعرض الجسم لضغوط نفسية مستمرة، يفرز هرمون الكورتيزول، الذي بدوره يؤثر على إفراز الهرمونات الأخرى المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية، مثل الإستروجين والبروجستيرون. لذا، يمكن أن يتسبب التوتر المستمر في تأخر الدورة أو حتى انقطاعها مؤقتاً.
يعتبر التعامل مع التوتر من خلال تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل أو التنفس العميق من الطرق الفعالة لتقليل التأثيرات السلبية على الدورة الشهرية. كما أن النوم الجيد والتخفيف من ضغوط الحياة اليومية له دور كبير في الحفاظ على انتظام الدورة الشهرية.
4. الهرمونات والعوامل البيولوجية
تلعب الهرمونات دوراً مهماً في نزول الدورة الشهرية. الهرمونات مثل الإستروجين والبروجستيرون تساهم في تنظيم الدورة الشهرية. أي تغير في مستويات هذه الهرمونات يمكن أن يؤثر على انتظام الدورة. يمكن أن تكون اضطرابات الهرمونات نتيجة لعدة أسباب مثل متلازمة تكيس المبايض (PCOS)، أو فشل المبيض المبكر أو اضطرابات الغدة الدرقية.
أحد العوامل الشائعة التي تؤثر على التوازن الهرموني هي متلازمة تكيس المبايض (PCOS). في هذه الحالة، تعاني المرأة من تكيسات على المبايض التي قد تؤثر على التوازن الهرموني، مما يؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية أو حدوثها بشكل غير منتظم.
5. الأدوية والعلاجات الطبية
تؤثر بعض الأدوية والعلاجات الطبية على الدورة الشهرية. على سبيل المثال، أدوية منع الحمل مثل حبوب منع الحمل أو الحقن أو اللولب قد تؤدي إلى تأخير أو إيقاف الدورة الشهرية بشكل مؤقت. أدوية أخرى مثل الأدوية المضادة للاكتئاب، أو أدوية العلاج الكيميائي قد تسبب تغييرات في الدورة الشهرية بسبب تأثيرها على الهرمونات.
كما أن بعض العلاجات الطبية مثل العلاج بالهرمونات قد تساعد في تنظيم الدورة الشهرية لدى النساء اللواتي يعانين من اختلالات هرمونية. من ناحية أخرى، قد تتسبب بعض الحالات المرضية مثل الأورام الليفية في الرحم أو الأنسجة السرطانية في تغييرات غير طبيعية في الدورة الشهرية.
6. التغيرات الجسدية المرتبطة بالوزن
يعتبر الوزن عاملاً رئيسياً يؤثر على الدورة الشهرية. النساء اللاتي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة قد يعانين من اضطرابات هرمونية تؤثر على الدورة الشهرية. الدهون الزائدة تؤدي إلى زيادة مستويات هرمون الإستروجين في الجسم، مما يمكن أن يسبب تغييرات في الدورة الشهرية. في المقابل، فقدان الوزن المفاجئ أو اتباع نظام غذائي صارم قد يؤدي إلى توقف الدورة الشهرية بسبب قلة الدهون الضرورية لإنتاج الهرمونات.
من خلال الحفاظ على وزن صحي ومتوازن، يمكن للمرأة تحسين فرص انتظام الدورة الشهرية. يعتبر النشاط البدني والتغذية السليمة جزءاً من خطة التحكم في الوزن الذي يؤثر بدوره على صحة الدورة الشهرية.
7. الرضاعة الطبيعية
النساء اللواتي يرضعن أطفالهن طبيعياً قد يعانين من تأخر في نزول الدورة الشهرية. يحدث ذلك لأن الرضاعة الطبيعية تزيد من إفراز هرمون البرولاكتين، الذي يساهم في تقليل مستويات الإستروجين في الجسم. نتيجة لذلك، قد تؤخر الرضاعة الطبيعية نزول الدورة الشهرية إلى ما بعد الولادة.
ومع ذلك، فإن تأثير الرضاعة الطبيعية يختلف من امرأة إلى أخرى. في حين أن بعض النساء قد يستأنفن الدورة الشهرية بعد فترة قصيرة من الولادة، قد تستمر أخريات في عدم وجود الدورة الشهرية طوال فترة الرضاعة.
8. العوامل الوراثية
العوامل الوراثية تلعب أيضاً دوراً في تنظيم الدورة الشهرية. قد يكون لدى بعض النساء دورات شهرية غير منتظمة نتيجة لوراثة حالات صحية معينة من أفراد الأسرة. على سبيل المثال، إذا كانت الأم أو الأخت تعاني من مشاكل في الدورة الشهرية، فمن المحتمل أن تؤثر هذه الحالة على الفتاة أو المرأة.
9. تناول المشروبات العشبية
تلجأ العديد من النساء إلى استخدام بعض الأعشاب الطبيعية للمساعدة في نزول الدورة الشهرية. تعتبر الأعشاب مثل الزنجبيل والقرفة والشمر من العوامل المساعدة على تنظيم الدورة الشهرية وتحفيزها. يُعتقد أن هذه الأعشاب تساعد في تحسين تدفق الدم وتنشيط الدورة الدموية في منطقة الحوض، مما يسهم في نزول الدورة بشكل طبيعي.
لكن، يجب أن تكون الأعشاب المستخدمة تحت إشراف طبي، حيث قد تؤثر بعض الأعشاب على الجسم بطرق غير متوقعة أو تتداخل مع الأدوية الأخرى التي قد يتناولها الشخص.
10. العمل على تحسين التوازن الهرموني
علاج اختلالات الهرمونات يمكن أن يكون عاملاً مهماً في نزول الدورة الشهرية بشكل طبيعي. التوازن الهرموني يمكن أن يتأثر بالعوامل الخارجية مثل التوتر، التغذية، والحالة الصحية العامة. لذلك، قد يتطلب العلاج تناول الأدوية التي تساعد على تنظيم الهرمونات وتحفيز عمل المبايض بشكل طبيعي.
11. الإقلاع عن العادات السيئة
الإقلاع عن بعض العادات السيئة مثل التدخين أو تناول الكحول يمكن أن يساعد في تحسين انتظام الدورة الشهرية. التدخين يؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، مما يمكن أن يتسبب في اضطراب الدورة الشهرية. كما أن تناول الكحول يؤثر على قدرة الكبد على معالجة الهرمونات بشكل سليم.
12. التقنيات الطبية الحديثة
يمكن أن تشمل بعض العلاجات الحديثة تقنيات مثل العلاج بالهرمونات أو الأدوية التي تساعد في تحفيز الدورة الشهرية. العلاج الهرموني قد يشمل استخدام الأدوية التي تعيد تنظيم مستويات الهرمونات في الجسم، مثل حبوب منع الحمل أو الأدوية الأخرى الموصوفة لتنظيم الدورة الشهرية.
الخاتمة
تعتبر الدورة الشهرية من العمليات الطبيعية التي تحدث في جسم المرأة، ويمكن أن تتأثر بالعديد من العوامل المختلفة مثل التوتر، التغذية، النشاط البدني، والهرمونات. من خلال فهم هذه العوامل وتبني أسلوب حياة صحي ومتوازن، يمكن للمرأة أن تحسن انتظام الدورة الشهرية وتجنب العديد من الاضطرابات التي قد تصاحبها.
