أسباب بياض اللثة وعلاجها

أسباب بياض اللثة: الدلالات الطبية والمضاعفات المحتملة وطرق الوقاية والعلاج

يُعدّ لون اللثة مؤشراً دقيقاً لصحة الفم والجهاز المناعي والدموي، حيث إن اللثة السليمة تكون وردية اللون، رطبة الملمس، وخالية من البقع أو التغيرات الصبغية. لكن في بعض الحالات، قد تتحول اللثة إلى اللون الأبيض أو تظهر عليها بقع بيضاء، وهو ما يُعرف ببياض اللثة، وهي حالة تستدعي الانتباه الفوري، إذ قد تشير إلى مشاكل صحية بسيطة أو تنذر بأمراض خطيرة تتطلب التدخل الطبي السريع.

يتناول هذا المقال الموسّع جميع جوانب هذه الظاهرة من منظور طبي علمي دقيق، مع توضيح الأسباب الشائعة والنادرة، والعلامات المصاحبة، وطرق التشخيص، والعلاج، والوقاية.

أولاً: الفهم الطبي لبياض اللثة

تغيّر لون اللثة إلى الأبيض لا يُعدّ مرضاً بحد ذاته، بل هو عرض لحالة كامنة. ويظهر هذا التغيّر عادة على شكل بقع بيضاء موضعية أو تحوّل شامل في لون اللثة. أحياناً يكون مؤقتاً ويزول خلال أيام، وأحياناً أخرى يكون عرضاً لمرض مزمن أو خبيث.

ثانياً: الأسباب الأكثر شيوعاً لبياض اللثة

1. نقص التروية الدموية وضعف الدورة الدموية

عندما تنخفض كمية الدم الواردة إلى أنسجة اللثة، يظهر لون باهت أو أبيض. يمكن أن يحدث هذا بسبب:

• فقر الدم (الأنيميا)، خاصة الناتجة عن نقص الحديد أو فيتامين B12.

• الأمراض القلبية أو مشاكل الأوعية الدموية.

• برودة الأطراف أو الصدمة النفسية أو الجسدية الشديدة التي تقلل ضخ الدم إلى الأطراف واللثة.

2. الالتهابات الفطرية (الكانديدا)

يُعد داء المبيضات الفموي (Oral Candidiasis) من أكثر الأسباب شيوعاً لظهور بقع بيضاء على اللثة. ويحدث بسبب فرط نمو فطريات المبيضات البيضاء، خاصة لدى:

• مرضى السكري.

• الأشخاص الذين يستخدمون المضادات الحيوية أو الستيرويدات لفترات طويلة.

• المدخنين.

• من يعانون من ضعف الجهاز المناعي.

3. التقرحات القلاعية (Aphthous Ulcers)

تُعد هذه التقرحات من أكثر الآفات الفموية شيوعاً، وتظهر على شكل بقع بيضاء محاطة بهالة حمراء، وتسبب ألماً شديداً عند اللمس أو أثناء الأكل. أسبابها قد تكون:

• الضغط النفسي.

• اضطرابات المناعة الذاتية.

• نقص في الفيتامينات.

• حساسية غذائية.

4. الطلاوة البيضاء (Leukoplakia)

حالة مزمنة تُسبب ظهور بقع بيضاء سميكة غير مؤلمة على اللثة أو اللسان، وترتبط عادة بعوامل مهيّجة مثل:

• التدخين.

• شرب الكحول.

• سوء نظافة الفم.
  وقد تكون أحياناً مقدمة لتطور سرطاني إن لم يتم مراقبتها وتشخيصها بشكل دوري.

5. الحروق الكيميائية أو الحرارية

قد يؤدي استعمال بعض منتجات تبييض الأسنان، أو ملامسة مكونات كيميائية قوية للثة مثل بيروكسيد الهيدروجين أو زيت القرنفل المركز، إلى تهيّج الغشاء المخاطي وتسبب تبييضاً مؤقتاً أو تقشراً في اللثة.

6. الصدمة الميكانيكية أو العضّ المتكرر

إصابات اللثة الناتجة عن العض على الأقلام، أطقم الأسنان غير المناسبة، أو تقويم الأسنان قد تسبّب تهيّجاً وظهور بقع بيضاء ناتجة عن تلف موضعي في النسيج.

ثالثاً: أسباب أقل شيوعاً ولكنها خطيرة

1. الزهري الفموي (Oral Syphilis)

المرحلة الأولى من مرض الزهري قد تظهر على شكل قرحة بيضاء غير مؤلمة على اللثة أو اللسان.

2. الورم الأرومي الأبيض (Oral Lichen Planus)

مرض مناعي ذاتي مزمن يسبب خطوطاً بيضاء شبيهة بشبكة العنكبوت على اللثة وسطح الفم الداخلي، وغالباً ما يكون مصحوباً بحكة أو حرقان.

3. السرطان الفموي (Oral Cancer)

قد يظهر سرطان الفم في بدايته على شكل بقعة بيضاء لا تختفي بمرور الوقت. وتشمل الأعراض المصاحبة:

• النزيف غير المبرر.

• الألم المزمن.

• صعوبة البلع أو الكلام.

• فقدان الوزن المفاجئ.

4. متلازمة الحزاز المسطح الفموي

حالة التهابية مزمنة تصيب الأغشية المخاطية، وتتميّز بظهور خطوط بيضاء مع حكة أو ألم حارق.

رابعاً: الفئات الأكثر عرضة لبياض اللثة

خامساً: العلامات المصاحبة لبياض اللثة

• نزيف متكرر أو بدون سبب واضح.

• رائحة فم كريهة مزمنة.

• فقدان الإحساس في اللثة أو التنميل.

• تقرحات لا تلتئم.

• تغير شكل اللثة أو انسحابها.

• ألم عند المضغ أو التحدث.

سادساً: طرق التشخيص الطبي

الفحص السريري:

يقوم طبيب الأسنان أو طبيب الفم بفحص شامل للفم واللثة باستخدام ضوء وعدسة مكبرة لتحديد طبيعة التغير.

الفحوصات المعملية:

• تحليل الدم (CBC) للكشف عن فقر الدم أو أمراض الدم.

• فحص مستويات الحديد وفيتامين B12.

• مسحة فموية للزرع الفطري أو الجرثومي.

• خزعة نسيجية عند الشك في تغيرات خبيثة.

سابعاً: طرق العلاج

1. علاج السبب الجذري

• فقر الدم: تعويض الحديد أو الفيتامينات الناقصة.

• العدوى الفطرية: أدوية مضادة للفطريات مثل النيستاتين أو الفلوكونازول.

• التقرحات القلاعية: مراهم موضعية لتخفيف الألم مثل التراي أمسينولون.

• الطلاوة البيضاء: مراقبة مستمرة، وفي بعض الحالات يتم استئصالها جراحياً.

• الحالات السرطانية: جراحة أو علاج إشعاعي/كيميائي حسب مرحلة الورم.

2. العناية الفموية المكثفة

• تفريش الأسنان بلطف مرتين يومياً باستخدام فرشاة ناعمة.

• استعمال الخيط السني بانتظام.

• تجنّب المهيجات الكيميائية والكحولية.

• الامتناع عن التدخين.

3. العلاج بالليزر

يُستخدم في بعض العيادات المتقدمة لتقشير المناطق المتضررة من اللثة بطريقة دقيقة وآمنة.

ثامناً: الإجراءات الوقائية لتجنب بياض اللثة

• الحفاظ على نظافة الفم بشكل يومي.

• تناول نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن.

• تقليل استهلاك السكريات.

• المتابعة الدورية مع طبيب الأسنان كل 6 أشهر على الأقل.

• تجنّب استخدام منتجات مبيّضة غير موثوقة أو وصفات منزلية غير مدروسة.

• التوقف عن التدخين بجميع أشكاله.

تاسعاً: الفرق بين بياض اللثة وبقع اللسان البيضاء

عاشراً: متى يجب زيارة الطبيب فوراً

• إذا استمر بياض اللثة لأكثر من أسبوعين دون تحسّن.

• إذا كانت البقع البيضاء مصحوبة بألم، نزيف، أو تضخّم في العقد اللمفاوية.

• إذا كانت هناك تغيرات في الكلام أو المضغ أو البلع.

• في حال وجود تاريخ شخصي أو عائلي للإصابة بسرطان الفم.

المصادر والمراجع

1. Mayo Clinic – Oral Health and White Patches on Gums.

2. World Health Organization (WHO) – Oral Health Fact Sheets.

العنوان المقترح للمقال:

أسباب بياض اللثة الشائعة والخطيرة