أسباب براز أسود وعلاجه

لماذا يكون البراز أسود؟ الأسباب والعوامل المؤثرة

يعد البراز الأسود أحد التغيرات المقلقة التي قد يلاحظها الكثيرون في عملية التبرز. وعلى الرغم من أنه في بعض الحالات قد يكون نتيجة لممارسات غذائية أو استخدام بعض الأدوية، إلا أن البراز الأسود قد يشير أيضًا إلى مشكلات صحية تحتاج إلى اهتمام دقيق. في هذا المقال، سنتناول الأسباب المختلفة التي تؤدي إلى تغيير لون البراز إلى اللون الأسود، بالإضافة إلى تأثيرات ذلك على الصحة وكيفية التعامل مع هذه الحالة.

1. الأسباب الغذائية

أحد أكثر الأسباب شيوعًا التي تؤدي إلى تغير لون البراز إلى اللون الأسود هو تناول أطعمة أو مكملات تحتوي على مكونات قد تغير اللون الطبيعي للبراز. يمكن أن يكون البراز الأسود ناتجًا عن تناول:

• الأطعمة الغنية بالحديد: الحديد هو أحد المكملات التي يتناولها العديد من الأشخاص لعلاج فقر الدم. وعندما يتناول الشخص مكملات الحديد أو أطعمة غنية بالحديد، مثل اللحوم الحمراء والسبانخ، قد يؤدي ذلك إلى تحول البراز إلى اللون الأسود. هذه الحالة عادة ما تكون غير ضارة طالما أنها تتزامن مع استخدام مكملات الحديد.

• التوت والفواكه الداكنة: بعض الفواكه مثل التوت الأسود قد تؤدي أيضًا إلى تغيير لون البراز إلى الأسود نتيجة للأنثوسيانين، وهي مركبات كيميائية تعطي اللون الداكن لهذه الفواكه.

• الشوكولاتة الداكنة: مثلها مثل الفواكه، يمكن أن تؤثر الشوكولاتة الداكنة على لون البراز بسبب مركباتها الخاصة.

• البن والشاي الأسود: يشير بعض الأبحاث إلى أن تناول كميات كبيرة من الشاي الأسود أو القهوة قد يتسبب في ظهور براز أسود. قد يحدث هذا بسبب تأثيرات الكافيين أو الأصباغ التي تحتوي عليها هذه المشروبات.

2. الأدوية والمكملات

إلى جانب تأثير الطعام، تلعب الأدوية والمكملات الغذائية دورًا مهمًا في تغير لون البراز. يمكن لبعض الأدوية أن تغير اللون الطبيعي للبراز إلى اللون الأسود:

• مكملات الحديد: كما ذكرنا، فإن مكملات الحديد التي يصفها الأطباء لعلاج فقر الدم قد تسبب تحول البراز إلى اللون الأسود. هذه الحالة ليست خطيرة في العادة ولكن يجب على المريض مراقبة أي أعراض غير معتادة.

• الأدوية التي تحتوي على بيسموت (Pepto-Bismol): يستخدم بيسموت في معالجة الإسهال والقرحة المعدية، وفي بعض الأحيان يؤدي إلى ظهور براز أسود. يحدث هذا التغير بسبب التفاعل الكيميائي بين البيسموت والكبريتات الموجودة في الجسم.

• الأدوية المسكنة للألم: مثل الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs) يمكن أن تؤدي إلى حدوث نزيف داخلي في المعدة أو الأمعاء، مما قد يغير لون البراز إلى الأسود.

3. النزيف الداخلي (Hematochezia)

من الأسباب الصحية الأكثر خطورة التي تؤدي إلى ظهور براز أسود هو النزيف الداخلي، الذي يحدث في الجهاز الهضمي العلوي. عندما يحدث نزيف في المعدة أو المريء أو الاثني عشر، فإن الدم المختلط مع المواد الهضمية يمر عبر الأمعاء ويصل إلى المستقيم، ليعطي البراز اللون الأسود المميز.

• قرحة المعدة أو الإثني عشر: القرحة الهضمية هي أحد الأسباب الرئيسية التي قد تؤدي إلى نزيف داخلي، وبالتالي ظهور براز أسود. عندما يتعرض الجزء الداخلي من المعدة أو الأمعاء الدقيقة للتهيج أو الالتهاب الشديد، قد ينفتح جرح يؤدي إلى تسرب الدم إلى الأمعاء. بسبب تأثير الأنزيمات الهضمية والحمض المعدي على الدم، يصبح لون البراز أسودًا، وتعرف هذه الحالة باسم “ميلينا”.

• التورم أو التمزق في الأوعية الدموية: قد تحدث مشاكل أخرى مثل التمزقات في الأوعية الدموية للمعدة أو المريء، كما في حالات دوالي المريء، وهي حالة قد تكون مهددة للحياة، ويمكن أن تؤدي إلى ظهور براز أسود نتيجة نزيف داخلي.

4. الأمراض الهضمية

هناك بعض الأمراض التي تؤثر على الجهاز الهضمي بشكل عام وتسبب نزيفًا داخليًا، مما يؤدي إلى تغيير لون البراز إلى الأسود. من هذه الأمراض:

• التهاب المعدة: التهاب بطانة المعدة يمكن أن يسبب نزيفًا خفيفًا يؤدي إلى ظهور براز أسود. هذا النزيف يحدث بسبب تهتك الأوعية الدموية في بطانة المعدة.

• سرطان المعدة أو الأمعاء: في بعض الحالات المتقدمة من سرطان المعدة أو الأمعاء، قد يؤدي النزيف الداخلي إلى ظهور براز أسود. وهذا يعد من الأعراض الجانبية الخطيرة التي تتطلب تشخيصًا عاجلًا.

• التسمم الغذائي: في حالات نادرة، قد يحدث تفاعل مع مواد سامة في الطعام، ما يؤدي إلى نزيف داخلي في الأمعاء أو المعدة، والذي يؤدي بدوره إلى ظهور براز أسود.

5. التشخيص والعلاج

عندما يظهر براز أسود، يصبح من الضروري التوجه إلى الطبيب لتحديد السبب الرئيسي لهذا التغير. قد يقوم الطبيب بإجراء مجموعة من الفحوصات والاختبارات لتشخيص الحالة:

• الفحص البدني: سيبدأ الطبيب عادة بفحص المريض من خلال الفحص البدني، حيث يمكن أن يسأل عن التاريخ الطبي وأي أدوية تم تناولها مؤخرًا.

• الفحوصات المخبرية: قد يشمل ذلك فحص الدم للتحقق من وجود فقر الدم أو علامات النزيف الداخلي.

• التصوير بالأشعة: قد يستخدم الطبيب الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية لتحديد وجود نزيف داخلي أو مشاكل أخرى في الجهاز الهضمي.

• التنظير الداخلي: إذا كان الطبيب يشتبه في وجود نزيف داخلي في الجهاز الهضمي، قد يطلب إجراء تنظير معدة أو قولون.

في حال كان البراز الأسود ناتجًا عن مشاكل صحية خطيرة مثل النزيف الداخلي أو الأورام، سيحتاج المريض إلى العلاج الفوري، والذي قد يتضمن أدوية، أو في بعض الحالات، إجراء جراحة لإيقاف النزيف.

6. الوقاية والرعاية الذاتية

هناك بعض الخطوات التي يمكن أن يتبعها الأفراد للحد من مخاطر الإصابة بالبراز الأسود أو التعامل مع التغيرات البسيطة في اللون:

• اتباع نظام غذائي متوازن: تناول كميات معتدلة من الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء والسبانخ يمكن أن يساعد في تجنب تحول البراز إلى اللون الأسود بشكل مفرط.

• الحد من استخدام الأدوية غير الضرورية: إذا كان البراز الأسود ناتجًا عن تناول مكملات أو أدوية معينة، يجب استشارة الطبيب قبل التوقف عن تناول هذه الأدوية.

• المراقبة الدائمة للحالة الصحية: في حال استمرار ظهور براز أسود لفترة طويلة أو ظهور أعراض إضافية مثل ألم البطن أو القيء، يجب زيارة الطبيب لتشخيص الحالة بشكل دقيق.

7. متى يجب استشارة الطبيب؟

إذا كان البراز الأسود مصحوبًا بأي من الأعراض التالية، يجب على الفرد استشارة الطبيب فورًا:

• ألم حاد في المعدة أو البطن.

• قيء دموي أو مزيج من الدم والقهوة.

• شعور بالإرهاق الشديد أو الدوار.

• تغيرات مفاجئة في لون البراز تستمر لأكثر من يومين.

في النهاية، يمكن أن يكون البراز الأسود مجرد علامة على تناول مكملات غذائية أو أطعمة معينة، ولكن في بعض الحالات قد يشير إلى مشاكل صحية خطيرة. من المهم أن يكون الفرد مدركًا للأسباب المحتملة وأن يتصرف بسرعة في حال كانت هناك علامات على وجود مشكلة صحية خطيرة.