أسباب النزيف المهبلي:
يعتبر النزيف المهبلي من الحالات التي قد تثير القلق لدى العديد من النساء، إذ يشير إلى خروج دم من المهبل في أوقات غير معتادة. قد يرافق هذا النزيف أحيانًا أعراضًا أخرى مثل الألم أو الإفرازات غير الطبيعية، وقد يكون مؤشرًا على حالة صحية تحتاج إلى معالجة. لذلك، من المهم أن تفهم النساء أسباب النزيف المهبلي لكي يتمكنّ من اتخاذ الإجراءات المناسبة في حال حدوثه. يتنوع هذا النزيف في أسباب حدوثه، ما بين الأسباب الطبيعية التي قد تتعلق بالدورة الشهرية، إلى الأسباب المرضية التي قد تشير إلى وجود مشاكل صحية قد تتطلب العلاج.
1. النزيف خلال الدورة الشهرية:
أحد أكثر الأسباب شيوعًا للنزيف المهبلي هو الدورة الشهرية، وهو النزيف الذي يحدث بشكل دوري لدى النساء اللاتي في سن الإنجاب. يحدث هذا النزيف نتيجة لانفصال بطانة الرحم التي تتكون في الدورة الشهرية بسبب التغيرات في مستويات الهرمونات. يتم التحكم في هذه العملية عن طريق هرمونات الاستروجين والبروجستيرون، ويختلف طول وكمية النزيف من امرأة إلى أخرى. قد يتراوح النزيف الطبيعي بين 3 إلى 7 أيام.
2. النزيف بين الدورات الشهرية (نزيف غير طبيعي):
النزيف الذي يحدث بين الدورات الشهرية قد يكون أيضًا نتيجة لتقلبات هرمونية غير طبيعية. في العديد من الحالات، يمكن أن يكون هذا النوع من النزيف ناتجًا عن خلل في توازن الهرمونات في الجسم، مثل انخفاض مستويات هرمون البروجستيرون أو تغير مستويات الاستروجين. كما قد يحدث بسبب وجود أكياس مبيضية أو التهابات في الجهاز التناسلي.
3. الحمل والإجهاض:
النزيف المهبلي في بداية الحمل قد يكون مؤشرًا على حدوث مشاكل، حيث قد يكون نزيفًا خفيفًا، وهو ما يحدث في بعض الحالات بسبب انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم. ولكن في حالات أخرى، يمكن أن يشير النزيف إلى وجود حمل خارج الرحم أو حتى حدوث إجهاض. في حالة الإجهاض، يكون النزيف مرفقًا عادةً بألم شديد في أسفل البطن وتقلصات.
4. التهاب الأعضاء التناسلية:
الإصابة بالتهاب في الأعضاء التناسلية قد يؤدي إلى نزيف مهبلي غير طبيعي. تشمل الأسباب الأكثر شيوعًا التهابات المهبل (مثل التهاب المهبل الجرثومي أو الفطري)، التهاب عنق الرحم، أو التهاب الأنسجة المحيطة بالأعضاء التناسلية. يسبب الالتهاب تهيجًا في الأنسجة وقد يؤدي إلى نزيف خفيف أو إفرازات دموية. في بعض الحالات، قد يكون التهاب عنق الرحم أو المهبل نتيجة لعدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
5. الأورام الليفية الرحمية:
الأورام الليفية الرحمية هي أورام حميدة تتكون في جدار الرحم، وغالبًا ما تكون غير مؤلمة. قد تسبب هذه الأورام نزيفًا مهبليًا غير طبيعي، قد يتراوح من نزيف خفيف إلى نزيف غزير. تتسبب الأورام الليفية أيضًا في حدوث آلام شديدة في الحوض وأحيانًا مشاكل في التبول أو الحركة. يمكن أن يكون العلاج بالأدوية أو الجراحة هو الحل في بعض الحالات.
6. سرطان عنق الرحم أو الرحم:
من الأسباب الأقل شيوعًا للنزيف المهبلي هو السرطان، حيث قد يكون النزيف أحد الأعراض المبكرة التي تشير إلى وجود سرطان في عنق الرحم أو الرحم. في هذه الحالة، يترافق النزيف مع أعراض أخرى مثل آلام الحوض أو تغييرات في الإفرازات المهبلية. يوصى بإجراء فحوصات منتظمة مثل مسحة عنق الرحم للكشف المبكر عن أي تغييرات غير طبيعية قد تشير إلى وجود السرطان.
7. وسائل منع الحمل:
قد يحدث النزيف المهبلي نتيجة لاستخدام بعض وسائل منع الحمل، مثل اللولب أو حبوب منع الحمل. اللولب، على وجه الخصوص، قد يسبب نزيفًا بين الدورات الشهرية أو زيادة في كمية النزيف أثناء الدورة الشهرية، خاصة في الأشهر الأولى من الاستخدام. أما حبوب منع الحمل، فقد تتسبب في نزيف خفيف أو بقع دموية خلال الفترة بين الجرعات.
8. متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS):
تعد متلازمة المبيض المتعدد الكيسات من الحالات الهرمونية التي تؤثر على المبيضين، حيث يتكون عدد من الأكياس الصغيرة داخل المبيض. تؤدي هذه الحالة إلى اضطراب الدورة الشهرية، مما قد يؤدي إلى نزيف مهبلي غير طبيعي أو غزارة في الدورة الشهرية. كما يمكن أن يعاني المصابون بـPCOS من مشاكل في الحمل أو زيادة في الوزن أو نمو الشعر بشكل غير طبيعي.
9. الإصابة بالجروح أو الإصابات في المهبل:
الإصابات أو الجروح في المهبل قد تسبب نزيفًا. يمكن أن تحدث هذه الإصابات بسبب الاتصال الجنسي العنيف أو جراحة سابقة أو استخدام بعض الأدوات الطبية. إذا كانت هناك جروح أو تمزقات في المهبل، فقد يحدث نزيف خفيف أو متوسط، وقد يتطلب العلاج الطبي مثل الدرز أو العلاج المناسب لتهدئة الالتهاب.
10. اضطرابات الدم:
من الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى النزيف المهبلي هو وجود اضطرابات في تجلط الدم، مثل مرض الهيموفيليا أو نقص الصفائح الدموية. هذه الحالات تؤثر على قدرة الدم على التجلط بشكل طبيعي، مما قد يؤدي إلى نزيف مفرط أو متكرر، حتى في حالة الإصابات الطفيفة أو دون وجود أي سبب واضح.
11. مشاكل في الغدة الدرقية:
الغدة الدرقية تلعب دورًا حيويًا في تنظيم الهرمونات في الجسم. أي اضطراب في الغدة الدرقية، سواء كان فرط نشاط أو نقص نشاط، قد يؤدي إلى تغيرات في الدورة الشهرية وبالتالي حدوث نزيف مهبلي غير طبيعي. قد يلاحظ النساء المصابات بأمراض الغدة الدرقية تذبذبًا في الدورة الشهرية أو نزيفًا غزيرًا أو انقطاعًا غير طبيعي للحيض.
12. سن اليأس (انقطاع الطمث):
أثناء فترة انقطاع الطمث، قد تواجه المرأة بعض التغيرات في الدورة الشهرية نتيجة لانخفاض مستويات الهرمونات في الجسم. في بعض الأحيان، قد تحدث بعض التغييرات في النزيف خلال هذه الفترة، مثل حدوث نزيف مهبلي غير منتظم أو غزارة غير طبيعية. ومع ذلك، يجب أن يتم تقييم أي نزيف مهبلي يحدث بعد انقطاع الطمث، حيث قد يكون علامة على وجود مشكلة صحية مثل سرطان الرحم.
13. تناول بعض الأدوية:
يمكن لبعض الأدوية أن تكون سببًا في النزيف المهبلي، خاصة الأدوية التي تؤثر على مستويات الهرمونات أو سيولة الدم. على سبيل المثال، قد تتسبب أدوية سيولة الدم مثل الأسبرين أو الوارفارين في حدوث نزيف غير طبيعي. أيضًا، الأدوية التي تؤثر على التوازن الهرموني مثل أدوية العلاج الهرموني قد تؤدي إلى تغيرات في الدورة الشهرية.
14. اضطرابات نفسية أو ضغوط الحياة:
في بعض الحالات، قد تكون الضغوط النفسية والقلق عوامل مؤثرة في حدوث النزيف المهبلي. يمكن أن تؤدي التوترات النفسية إلى اضطرابات في النظام الهرموني، مما قد يتسبب في النزيف المهبلي غير الطبيعي. على الرغم من أن هذا لا يعد السبب المباشر في الغالب، إلا أن التأثيرات النفسية قد تلعب دورًا مهمًا في حدوث تغيرات في الدورة الشهرية.
الخلاصة:
النزيف المهبلي هو عرض غير طبيعي يتطلب تقييمًا دقيقًا من قبل الطبيب. قد تتراوح أسبابه من العوامل الطبيعية المرتبطة بالدورة الشهرية أو الحمل إلى أسباب مرضية معقدة مثل الأورام أو اضطرابات الهرمونات. من المهم متابعة أي تغيرات في الدورة الشهرية أو نزيف غير طبيعي والإبلاغ عنها للطبيب للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين.
