أسباب النحافة وخطوات علاجها

تُعتبر النحافة حالة صحية يعاني منها العديد من الأشخاص حول العالم، وتشير إلى انخفاض وزن الجسم بشكل غير طبيعي مقارنة للطول والعمر، بحيث يكون مؤشر كتلة الجسم (BMI) أقل من 18.5. تُعد النحافة مشكلة صحية قد تكون مؤشراً على وجود خلل في توازن الطاقة أو سوء تغذية، وقد تؤدي إلى ضعف جهاز المناعة، ونقص الفيتامينات والمعادن، وضعف القدرة على مقاومة الأمراض. من المهم فهم أسباب النحافة الأساسية لتحديد أفضل الطرق للعلاج والوقاية منها.

أسباب النحافة

تتعدد أسباب النحافة وتتفاوت بين عوامل وراثية، نفسية، صحية، غذائية وبيئية. وفيما يلي أبرز الأسباب التي تؤدي إلى فقدان الوزن أو عدم اكتساب الوزن بالشكل الطبيعي:

1. الأسباب الوراثية

يلعب العامل الوراثي دوراً مهماً في تحديد شكل الجسم ووزنه. بعض الأشخاص يولدون بمعدل أيض مرتفع جداً (Metabolism) يجعلهم يحرقون السعرات الحرارية بسرعة حتى مع تناولهم كميات كافية من الطعام، مما يؤدي إلى صعوبة في زيادة الوزن أو حتى الحفاظ على وزن صحي.

2. سوء التغذية ونقص السعرات الحرارية

يعد عدم تناول كمية كافية من الطعام أو سوء جودة الغذاء أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى النحافة. التغذية غير المتوازنة التي تفتقر إلى العناصر الأساسية مثل البروتينات، الدهون الصحية، الفيتامينات والمعادن تسبب ضعف الجسم وعدم اكتساب الكتلة العضلية والدهون اللازمة لصحة الجسم.

3. الأمراض المزمنة

العديد من الأمراض المزمنة تسبب فقدان الوزن المستمر وتؤدي إلى النحافة، منها:

• أمراض الجهاز الهضمي: مثل التهاب المعدة، القرحة الهضمية، داء كرون، التهاب القولون التقرحي، اضطرابات الامتصاص كالداء البطني (حساسية القمح).

• أمراض الغدة الدرقية: زيادة نشاط الغدة الدرقية (فرط نشاط الغدة الدرقية) تسرع من عمليات الأيض، مما يؤدي إلى فقدان الوزن.

• العدوى المزمنة: مثل السل، الإيدز، وبعض أنواع السرطان التي تسبب هزال الجسم وفقدان الوزن.

• اضطرابات الجهاز التنفسي: كالربو الشديد وأمراض الرئة المزمنة التي تقلل من الشهية وتزيد من استهلاك الطاقة.

4. المشاكل النفسية والعاطفية

القلق، الاكتئاب، التوتر النفسي، واضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي (Anorexia nervosa) أو النهام العصبي (Bulimia) تؤثر بشكل مباشر على الشهية ونمط الأكل، مما يؤدي إلى فقدان الوزن والنحافة المفرطة.

5. النشاط البدني المفرط

ممارسة التمارين الرياضية بشكل مفرط دون تعويض السعرات الحرارية المفقودة يؤدي إلى هدر الطاقة ويحول دون زيادة الوزن، خاصة إذا لم يتم تناول وجبات غذائية كافية.

6. الأدوية والعلاجات الطبية

بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب، أدوية الغدة الدرقية، الأدوية المضادة للسرطان، ومدرات البول تؤثر على الشهية وقد تسبب فقدان الوزن أو ضعف امتصاص الغذاء.

7. عوامل بيئية واجتماعية

• الفقر وندرة الغذاء.

• العادات الغذائية غير الصحية.

• ظروف العمل أو الدراسة التي تقلل من الوقت المخصص لتناول الطعام.

• التدخين والكحول التي تقلل من الشهية وتؤثر على الجهاز الهضمي.

خطوات علاج النحافة

علاج النحافة يتطلب تشخيص السبب الرئيسي بدقة، ثم اتباع خطة شاملة تهدف إلى زيادة الوزن بطريقة صحية وآمنة، مع تعزيز الحالة النفسية والجسدية. إليك أبرز خطوات علاج النحافة:

1. التشخيص الطبي الشامل

يبدأ العلاج بفحص طبي شامل لتحديد ما إذا كانت النحافة ناتجة عن مرض عضوي، اضطراب نفسي، أو سبب آخر. يشمل الفحص:

• التحاليل المخبرية للدم، الغدة الدرقية، الفيتامينات والمعادن.

• فحوصات الجهاز الهضمي عند الحاجة.

• تقييم الحالة النفسية.

• قياس معدل الأيض الأساسي.

2. تعديل النظام الغذائي

يُعد تحسين النظام الغذائي الخطوة الأهم في علاج النحافة. يجب أن يكون الغذاء متكاملاً وغنياً بالسعرات الحرارية، البروتينات، والدهون الصحية، مع الاهتمام بالعناصر الغذائية الأخرى. خطوات التغذية الصحيحة تشمل:

• تناول وجبات متعددة يومياً (5-6 وجبات صغيرة بدلاً من 3 وجبات كبيرة) لتحسين الامتصاص وزيادة السعرات.

• زيادة تناول البروتينات (مثل اللحوم، الأسماك، البيض، البقوليات، منتجات الألبان) لبناء العضلات.

• إدخال الدهون الصحية (الأفوكادو، زيت الزيتون، المكسرات، وزيت جوز الهند) لزيادة السعرات بطريقة صحية.

• تناول الكربوهيدرات المعقدة مثل الأرز البني، البطاطا، الخبز الكامل، الشوفان.

• الحرص على شرب كميات كافية من الماء، مع تقليل المشروبات الغازية والكافيين التي تقلل الشهية.

3. المكملات الغذائية

قد تستدعي الحالة استخدام مكملات غذائية تحت إشراف طبي، خاصة في حالات نقص الفيتامينات والمعادن مثل الحديد، فيتامين د، أو فيتامين ب12. كذلك يمكن استخدام مكملات البروتين والسعرات الحرارية المخصصة لزيادة الوزن.

4. ممارسة التمارين الرياضية المناسبة

ممارسة تمارين القوة (رفع الأثقال) تساعد في بناء العضلات وزيادة الوزن بطريقة صحية، مع تقليل التمارين الهوائية المكثفة التي تحرق السعرات بشكل كبير. يُنصح بممارسة التمارين تحت إشراف مختص لضمان تحقيق النتائج المرجوة.

5. معالجة الأسباب المرضية

عند وجود مرض مزمن أو اضطراب صحي، يجب علاج المرض الأساسي لتحسين الوزن. مثل:

• علاج اضطرابات الغدة الدرقية.

• معالجة أمراض الجهاز الهضمي.

• علاج الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق.

• مراقبة الأدوية التي قد تؤثر على الشهية وضبطها.

6. الدعم النفسي والعلاج السلوكي

في حالات النحافة الناتجة عن اضطرابات الأكل أو مشاكل نفسية، يلعب الدعم النفسي دوراً محورياً. يشمل العلاج النفسي والعلاج السلوكي المعرفي (CBT) لتعديل أنماط التفكير والسلوك المتعلقة بالأكل والوزن.

7. تحسين نمط الحياة والعادات الغذائية

• تنظيم مواعيد الوجبات.

• تجنب القلق والتوتر الذي يقلل الشهية.

• تحسين جودة النوم.

• تقليل التدخين والكحول.

جدول يوضح العناصر الغذائية الأساسية لزيادة الوزن

خاتمة

النحافة ليست مجرد مسألة مظهر بل هي مؤشر مهم على صحة الجسم العامة، وقد تؤدي إلى مضاعفات صحية إذا لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح. فهم الأسباب المتعددة للنحافة يساعد في وضع خطة علاجية شاملة ومتكاملة تشمل تحسين النظام الغذائي، معالجة الأمراض المصاحبة، دعم الحالة النفسية، وممارسة الرياضة المناسبة. اتباع هذه الخطوات يؤدي إلى زيادة الوزن بطريقة صحية وآمنة تعزز من جودة الحياة وتحسن من وظائف الجسم المختلفة.

المراجع

1. Mayo Clinic. “Underweight: Causes and Treatments.”

2. World Health Organization (WHO). “Malnutrition Facts.”