الصحة الجنسية

أسباب العقم وعلاجاته

اخر تحديث 19/06/2025
12 تمت قراءة 3 دقيقة

أسباب العقم: فهم شامل لأحد التحديات الصحية المعقدة

العقم هو حالة صحية تصيب نسبة كبيرة من الأزواج حول العالم، وتُعرَّف طبياً بعدم القدرة على الإنجاب بعد مرور سنة واحدة من العلاقة الزوجية المنتظمة بدون استخدام وسائل منع الحمل. تختلف أسباب العقم بشكل كبير بين الرجال والنساء، وقد تكون مرتبطة بعوامل فسيولوجية أو هرمونية أو وراثية أو بيئية أو حتى نفسية. ويتطلب التعامل مع هذه الحالة فهماً معمقاً للأسباب الدقيقة التي قد تؤدي إليها، ما يساعد في التشخيص والعلاج بشكل أكثر دقة وفعالية.

أولاً: العقم عند النساء

1. اضطرابات الإباضة

تشير الإحصاءات إلى أن اضطرابات الإباضة تُعد من الأسباب الرئيسية للعقم عند النساء، حيث تؤثر بشكل مباشر على إنتاج البويضات الناضجة. ومن أبرز هذه الاضطرابات:

  • متلازمة تكيّس المبايض (PCOS): تؤدي إلى خلل في التوازن الهرموني وارتفاع هرمونات الذكورة، ما يعيق عملية الإباضة.

  • قصور المبيض الأولي: وهو فشل المبيض في أداء وظيفته قبل سن الأربعين، وغالباً ما يكون ناتجاً عن عوامل جينية أو مناعية.

  • فرط برولاكتين الدم: ارتفاع هرمون الحليب يعيق الإباضة بسبب تأثيره المثبط لهرمونات الخصوبة.

  • اضطرابات الغدة الدرقية: سواء قصور الغدة أو فرط نشاطها، كلاهما يمكن أن يؤثر على التوازن الهرموني ويعطل الإباضة.

2. مشكلات في الرحم وقنوات فالوب

أي خلل في بنية الجهاز التناسلي الأنثوي يمكن أن يشكل عائقاً أمام الحمل، ومن هذه الحالات:

  • انسداد قنوات فالوب: غالباً ما يكون نتيجة التهابات سابقة (مثل الكلاميديا أو السيلان) أو جراحات الحوض، ما يمنع التقاء البويضة بالحيوان المنوي.

  • بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis): وهي نمو نسيج مشابه لبطانة الرحم خارج الرحم، قد يسبب التصاقات وانسداد في الحوض.

  • الأورام الليفية الرحمية: خاصة إذا كانت قريبة من تجويف الرحم، قد تؤثر على انغراس الجنين أو تعيق مرور الحيوانات المنوية.

  • العيوب الخلقية في الرحم: كالحاجز الرحمي أو الرحم ذو القرنين.

3. عوامل مرتبطة بالعمر

تبدأ خصوبة المرأة في التناقص الطبيعي بعد سن الثلاثين، ويصبح الانخفاض أكثر وضوحاً بعد سن الخامسة والثلاثين. ويرتبط هذا التراجع بانخفاض عدد وجودة البويضات وزيادة احتمال التشوهات الكروموسومية.

4. العوامل المناعية

تنتج بعض النساء أجساماً مضادة تهاجم الحيوانات المنوية أو أنسجة الجنين، ما يؤدي إلى عدم حدوث الحمل أو إلى الإجهاض المتكرر.

5. عوامل بيئية ونمط الحياة

  • التدخين: يقلل من جودة البويضات ويؤثر على بطانة الرحم.

  • الوزن الزائد أو النحافة الشديدة: يؤدي إلى اختلال التوازن الهرموني.

  • التعرض للملوثات والمواد الكيميائية: مثل المبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة.

  • التوتر المزمن: قد يؤثر على هرمونات الغدة النخامية المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية.

ثانياً: العقم عند الرجال

1. اضطرابات السائل المنوي

تشير الدراسات إلى أن أكثر من 40% من حالات العقم تعود إلى الرجل، وتتعلق معظمها بجودة أو كمية أو حركة الحيوانات المنوية:

  • قلة عدد الحيوانات المنوية: ويُعتبر العدد الطبيعي أعلى من 15 مليون حيوان منوي لكل ملليتر.

  • ضعف الحركة: حيث لا تستطيع الحيوانات المنوية الوصول إلى البويضة.

  • التشوهات في الشكل (MorpHology): تقلل من قدرة الحيوان المنوي على اختراق البويضة.

  • غياب الحيوانات المنوية (Azoospermia): قد يكون سببه انسداد في القنوات أو فشل في إنتاج الحيوانات المنوية.

2. دوالي الخصية

وهي توسع غير طبيعي في أوردة كيس الصفن، وتؤثر على درجة حرارة الخصية وتقلل من إنتاج وجودة الحيوانات المنوية. وتُعد من أكثر الأسباب القابلة للعلاج.

3. الالتهابات

التهابات الجهاز التناسلي مثل التهاب البروستاتا أو البربخ قد تؤثر على إنتاج أو نقل الحيوانات المنوية.

4. الاضطرابات الهرمونية

مثل انخفاض هرمون التستوستيرون أو ارتفاع هرمون البرولاكتين، والتي تؤثر سلباً على عملية تكوين الحيوانات المنوية.

5. العوامل الوراثية

بعض الرجال يحملون تشوهات جينية في الكروموسومات تؤثر على خصوبتهم، مثل متلازمة كلاينفلتر (XXY) أو حذف في كروموسوم Y المسؤول عن إنتاج الحيوانات المنوية.

6. عوامل بيئية وسلوكية

  • التعرض للحرارة المرتفعة: مثل حمامات الساونا أو العمل في بيئات حارة.

  • التعرض للإشعاعات أو السموم: مثل الرصاص أو المواد الكيميائية الصناعية.

  • الإفراط في تناول الكحول والمخدرات.

  • السمنة أو النحافة الزائدة.

  • استخدام المنشطات أو الهرمونات الرياضية.

ثالثاً: العقم المشترك أو غير المبرر

في بعض الحالات، قد يعاني الزوجان معًا من مشكلات خصوبة، ويُعرف هذا باسم “العقم المختلط”. أما في نحو 10-20% من الحالات، فلا يمكن تحديد سبب واضح للعقم على الرغم من الفحوصات الدقيقة، وتُعرف هذه الحالة باسم “العقم غير المبرر”، وقد يكون السبب فيها مرتبطاً بعوامل دقيقة لم تُكتشف بعد أو بخلل في التوقيت أو التفاعل البيولوجي بين البويضة والحيوان المنوي.

جدول يوضح مقارنة بين أسباب العقم عند الرجال والنساء:

السبب عند الرجال عند النساء
اضطرابات الهرمونات نقص التستوستيرون، ارتفاع البرولاكتين اضطرابات الغدة الدرقية، PCOS
مشكلات تشريحية دوالي الخصية، انسداد القنوات انسداد قنوات فالوب، أورام الرحم
أسباب وراثية حذف كروموسوم Y، متلازمة كلاينفلتر قصور المبيض المبكر، متلازمة تيرنر
الالتهابات التهاب البروستاتا أو البربخ التهابات الحوض، الكلاميديا
نمط الحياة التدخين، الكحول، الحرارة الزائدة السمنة، التوتر، سوء التغذية
العقم غير المبرر نادر لكن وارد يُشكل نسبة لا بأس بها

التشخيص والفحوصات

تشمل عملية تشخيص العقم سلسلة من الفحوصات الدقيقة التي تشمل:

  • تحليل السائل المنوي: وهو الفحص الأساسي للرجال.

  • تحليل الهرمونات: خاصة FSH، LH، التستوستيرون، البرولاكتين.

  • فحص الإباضة عند النساء: بقياس مستويات الهرمونات أو باستخدام الموجات فوق الصوتية.

  • تصوير الرحم وقنوات فالوب: باستخدام الأشعة الملونة أو التنظير الرحمي.

  • تحاليل جينية: في حال وجود مؤشرات على سبب وراثي.

  • فحوصات المناعة الذاتية: في حالة الاشتباه بوجود أجسام مضادة للحيوانات المنوية أو الجنين.

أهمية الكشف المبكر والمتابعة الطبية

كلما تم اكتشاف أسباب العقم مبكرًا، زادت فرص نجاح العلاج، سواء كان علاجًا دوائيًا لتحفيز الإباضة، أو جراحيًا لإزالة العوائق، أو عبر تقنيات الإنجاب المساعدة مثل التلقيح الصناعي أو الحقن المجهري. كما أن التوعية الصحية وتبني نمط حياة متوازن يساهمان في الوقاية من كثير من أسباب العقم القابلة للتعديل.

المراجع:

  1. Mayo Clinic – Infertility Causes

  2. WHO – Sexual and reproductive health: Infertility

اخر تحديث 19/06/2025
12 تمت قراءة 3 دقيقة