أسباب البواسير وعلاجها

أسباب البواسير وعلاجها

البواسير هي تورمات أو انتفاخات تحدث في الأوعية الدموية المحيطة بمنطقة الشرج، ويمكن أن تصيب الأشخاص في مختلف الأعمار. يعتبر مرض البواسير من الأمراض الشائعة التي تسبب الكثير من الإزعاج، إلا أن معظم الحالات يمكن علاجها باستخدام أساليب طبية أو جراحية بحسب شدة المرض. في هذا المقال، سنتناول أسباب البواسير، والعوامل التي تساهم في ظهورها، بالإضافة إلى طرق العلاج المتاحة.

تعريف البواسير

البواسير هي مجموعة من الأوردة المتورمة التي تحدث في منطقة الشرج والمستقيم السفلي. يمكن أن تكون البواسير داخلية، أي أنها تحدث داخل المستقيم، أو خارجية، عندما تحدث بالقرب من فتحة الشرج. تختلف أعراض البواسير باختلاف نوعها، حيث قد تشمل الشعور بالحكة، الألم، أو النزيف أثناء أو بعد التبرز.

أسباب البواسير

تعددت أسباب البواسير، وغالبًا ما تكون مرتبطة بأسلوب الحياة والعوامل الوراثية، بالإضافة إلى بعض العوامل الصحية. فيما يلي أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالبواسير:

1. الإمساك المزمن

يعد الإمساك من أبرز العوامل التي تسبب البواسير. عندما يعاني الشخص من صعوبة في التبرز، قد يضطر إلى بذل جهد كبير للقيام بذلك، مما يزيد من الضغط على الأوعية الدموية في منطقة الشرج. هذا الضغط يمكن أن يؤدي إلى تمدد الأوردة وظهور البواسير.

2. الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة

الأشخاص الذين يضطرون للوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، مثل موظفي المكاتب أو سائقي السيارات، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالبواسير. حيث إن الجلوس لفترات طويلة يزيد من الضغط على الأوعية الدموية في منطقة الشرج، مما يعزز تطور البواسير.

3. الحمل

تعتبر النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بالبواسير بسبب الضغط المتزايد على الأوعية الدموية في منطقة الحوض نتيجة لتطور الجنين. كما أن التغيرات الهرمونية أثناء الحمل قد تؤدي إلى ضعف الأنسجة المحيطة بالأوعية الدموية، مما يجعلها أكثر عرضة للتمدد والانتفاخ.

4. السمنة

السمنة تعد من العوامل التي تساهم في زيادة ضغط الدم على الأوردة. تراكم الدهون في منطقة البطن يؤدي إلى الضغط على الأوعية الدموية في منطقة الشرج، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالبواسير.

5. رفع الأثقال

رفع الأثقال أو القيام بأي نشاط يتطلب جهداً جسدياً كبيراً يزيد من الضغط داخل منطقة البطن. هذا الضغط قد يؤدي إلى تمدد الأوردة في منطقة الشرج وتطور البواسير.

6. الشيخوخة

مع التقدم في العمر، تصبح الأنسجة التي تدعم الأوعية الدموية في منطقة الشرج أكثر ضعفاً. هذا الضعف يجعل الأوردة أكثر عرضة للتورم والتمدد، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالبواسير.

7. العوامل الوراثية

تلعب العوامل الوراثية دوراً مهماً في الإصابة بالبواسير. إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من البواسير، فقد يكون لديك فرصة أكبر للإصابة بهذا المرض، خاصة إذا كنت تعيش نمط حياة غير صحي.

8. النظام الغذائي غير المتوازن

النظام الغذائي الغني بالأطعمة المعلبة والدهنية، والفقر في الألياف الغذائية، يعتبر من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالبواسير. حيث إن نقص الألياف يؤدي إلى الإمساك المزمن، مما يزيد من الضغط على الأوعية الدموية في منطقة الشرج.

أعراض البواسير

تختلف أعراض البواسير وفقًا لنوعها، سواء كانت داخلية أو خارجية:

البواسير الداخلية

البواسير الداخلية تقع داخل المستقيم، ويمكن أن تكون غير مرئية ولا تسبب أي ألم. لكن، قد تظهر بعض الأعراض مثل:

• نزيف أثناء التبرز، حيث يمكن أن يظهر الدم على الورق الصحي.

• شعور بعدم الراحة أو وجود جسم غريب داخل المستقيم.

• قد تتسبب في بروز الجزء الداخلي من المستقيم في بعض الحالات المتقدمة.

البواسير الخارجية

البواسير الخارجية تكون مرئية حول فتحة الشرج، وعادةً ما تكون مؤلمة، وتسبب أعراضًا مثل:

• الحكة الشديدة حول فتحة الشرج.

• ألم شديد أثناء التبرز.

• نزيف، حيث يظهر الدم على الورق الصحي بعد التبرز.

علاج البواسير

تتوفر عدة طرق لعلاج البواسير، تتراوح من العلاجات المنزلية البسيطة إلى التدخلات الجراحية في الحالات المتقدمة. فيما يلي أبرز الطرق العلاجية:

1. العلاجات المنزلية

تعد العلاجات المنزلية فعالة في حالة البواسير البسيطة أو المتوسطة. تشمل هذه العلاجات:

• الجلوس في ماء دافئ: يمكن أن يساعد الجلوس في ماء دافئ لبضع دقائق في تخفيف الألم والتورم المصاحب للبواسير.

• استخدام المراهم الموضعية: تتوفر العديد من المراهم والكريمات الموضعية التي تحتوي على مكونات مهدئة مثل الهيدروكورتيزون أو مادة الزنك، التي تساعد في تخفيف الألم والحكة.

• الاستحمام بماء مضاف إليه ملح البحر: هذا يمكن أن يساعد في تهدئة الأعراض.

• زيادة تناول الألياف: تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة يساعد في الوقاية من الإمساك، مما يقلل من الضغط على الأوعية الدموية.

2. الأدوية

• المسكنات: في حالة وجود ألم شديد، يمكن تناول مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية مثل الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين.

• المكملات الغذائية: تناول مكملات الألياف مثل السيليوم أو الألياف الصناعية يمكن أن يساعد في تسهيل حركة الأمعاء وتقليل الضغط على الأوعية الدموية.

3. الإجراءات الطبية

• ربط الشريط المطاطي: في هذا الإجراء، يتم وضع شريط مطاطي حول قاعدة البواسير الداخلية لتقليص تدفق الدم إليها، مما يؤدي إلى انكماشها وجفافها.

• الحقن: يمكن أن يتم حقن مادة كيميائية في البواسير لتقليص حجمها.

• العلاج بالليزر: يستخدم الليزر لإزالة الأنسجة المسببة للبواسير أو تقليص حجمها.

• التدخل الجراحي: في الحالات المتقدمة أو عندما تفشل العلاجات الأخرى، قد يكون من الضروري إجراء عملية جراحية لإزالة البواسير.

4. الوقاية من البواسير

لتقليل خطر الإصابة بالبواسير، يجب اتباع بعض النصائح الوقائية مثل:

• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

• تجنب الإمساك بتناول نظام غذائي غني بالألياف.

• الابتعاد عن الجلوس لفترات طويلة أو الوقوف لفترات طويلة.

• شرب الكثير من الماء للمساعدة في الهضم ومنع الإمساك.

خلاصة

البواسير هي مشكلة صحية شائعة تتسبب في الكثير من الإزعاج للأشخاص الذين يعانون منها. تحدث بسبب عدة عوامل منها الإمساك، الجلوس لفترات طويلة، والضغط الناتج عن الحمل أو السمنة. في حالة البواسير البسيطة، يمكن استخدام العلاجات المنزلية مثل الجلوس في ماء دافئ، استخدام المراهم، وتناول الألياف. بينما في الحالات المتقدمة، قد يكون من الضروري اللجوء إلى الإجراءات الطبية أو الجراحة. تجنب العوامل المسببة مثل الإمساك والتغذية غير المتوازنة يمكن أن يساعد في الوقاية من هذه الحالة.