أسباب ألم ما قبل الدورة

ألم قبل الدورة الشهرية: الأسباب والعلاج

تعد الدورة الشهرية من العمليات الطبيعية التي تمر بها جميع النساء بشكل دوري، وهي ظاهرة فسيولوجية تحدث في جسم المرأة كل شهر. ورغم أن هذه العملية تعتبر جزءًا من حياة المرأة الصحية، إلا أن الكثير من النساء يعانين من آلام مختلفة قبل وأثناء الدورة الشهرية. تتراوح هذه الآلام بين البسيطة والمزعجة، وقد تؤثر على نوعية حياة المرأة. يُطلق على هذه الآلام مصطلح “ألم ما قبل الدورة الشهرية” أو “متلازمة ما قبل الطمث”، والتي تُختصر أحيانًا إلى PMS (Premenstrual Syndrome).

1. ما هو ألم ما قبل الدورة الشهرية؟

ألم ما قبل الدورة الشهرية هو مجموعة من الأعراض الجسدية والعاطفية التي تحدث في الفترة الزمنية التي تسبق الدورة الشهرية، والتي عادة ما تبدأ من 7 إلى 14 يومًا قبل بدء الحيض. قد يعاني البعض من أعراض غير مريحة مثل التقلصات البطنية، وآلام في الظهر، وزيادة في الانتفاخ، إلى جانب تغييرات في المزاج والرغبة في تناول الطعام.

2. الأسباب الرئيسية لألم ما قبل الدورة الشهرية

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ألم ما قبل الدورة الشهرية، ويرتبط معظمها بالتغيرات الهرمونية التي تحدث في جسم المرأة أثناء هذه الفترة. وفيما يلي بعض الأسباب التي تفسر ذلك:

2.1 التغيرات الهرمونية

يعد التغير في مستويات الهرمونات (الاستروجين والبروجسترون) خلال دورة الطمث من أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الألم قبل الدورة الشهرية. حيث تبدأ مستويات الاستروجين في الانخفاض مع اقتراب الدورة الشهرية، مما يؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم وتورم الأنسجة. من جهة أخرى، يزيد البروجسترون في النصف الثاني من الدورة الشهرية، مما يسبب تقلصات في عضلات الرحم، وهو ما قد يسبب آلامًا شديدة.

2.2 الانقباضات الرحمية

مع اقتراب الدورة الشهرية، يبدأ الرحم في الانقباض من أجل التخلص من بطانة الرحم المتهيئة للحمل، وتُعرف هذه العملية بالتقلصات الرحمية. وعادة ما تسبب هذه التقلصات شعورًا بألم في أسفل البطن يمتد أحيانًا إلى أسفل الظهر والفخذين.

2.3 احتباس السوائل

زيادة مستويات هرمون البروجسترون في النصف الثاني من الدورة يمكن أن تؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم. ينتج عن ذلك شعور بالانتفاخ وتورم الجسم، خصوصًا في مناطق مثل الصدر والبطن.

2.4 العوامل النفسية والعاطفية

التغيرات الهرمونية تؤثر أيضًا على الصحة النفسية والعاطفية، مما يؤدي إلى مزاج متقلب، وتهيج، وعصبية. قد تشعر المرأة بانخفاض في مستوى الطاقة والشعور بالتعب، مما يزيد من شدة الأعراض المرتبطة بألم ما قبل الدورة الشهرية.

3. أعراض ألم ما قبل الدورة الشهرية

تتفاوت أعراض ألم ما قبل الدورة الشهرية من امرأة إلى أخرى، وقد تتراوح بين الأعراض الجسدية والعاطفية. من أبرز هذه الأعراض:

3.1 الأعراض الجسدية

• التقلصات الرحمية: يمكن أن تكون هذه التقلصات شديدة وتؤدي إلى ألم في أسفل البطن.

• الانتفاخ: بسبب احتباس السوائل، قد تشعر المرأة بتورم في البطن وأجزاء أخرى من الجسم.

• آلام في الثدي: تعاني بعض النساء من تضخم وألم في الثديين نتيجة لتغيرات هرمونية.

• الصداع: قد يزداد حدوث الصداع النصفي أو الصداع العادي في فترة ما قبل الدورة الشهرية.

• التعب العام: الشعور بالإرهاق والتعب يمكن أن يكون شديدًا في هذه الفترة.

3.2 الأعراض العاطفية والنفسية

• التقلبات المزاجية: يمكن أن تواجه المرأة تقلبات مزاجية حادة، مثل الشعور بالحزن أو الغضب أو القلق.

• الاكتئاب الخفيف: بعض النساء قد يشعرن بمشاعر حزينة أو حتى اكتئاب بسيط.

• التهيج والعصبية: نتيجة للتغيرات الهرمونية، قد تكون المرأة أكثر عرضة للانفعالات والتوتر.

• الرغبة الشديدة في تناول الطعام: قد تعاني المرأة من رغبة شديدة في تناول أنواع معينة من الطعام، خاصة الأطعمة السكرية أو المالحة.

4. عوامل خطر الإصابة بألم ما قبل الدورة الشهرية

هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بألم ما قبل الدورة الشهرية. من أبرز هذه العوامل:

• العمر: النساء في سن المراهقة أو في أوائل العشرينات يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذا الألم.

• الوزن: النساء ذوات الوزن الزائد أو الذين يعانون من السمنة قد يكونون أكثر عرضة لألم ما قبل الدورة الشهرية.

• التاريخ العائلي: إذا كانت والدتك أو أختك تعاني من هذه الأعراض، فإنك قد تكون أكثر عرضة للإصابة بها أيضًا.

• التوتر النفسي: التعرض المستمر للتوتر والقلق يمكن أن يزيد من حدة الأعراض.

• الحالات الصحية المصاحبة: مثل متلازمة تكيس المبايض أو المشاكل في الغدة الدرقية.

5. طرق العلاج والتخفيف من الألم

لحسن الحظ، هناك عدة طرق لتخفيف ألم ما قبل الدورة الشهرية وعلاج أعراضه المزعجة، بما في ذلك العلاجات الطبية والبديلة:

5.1 العلاج الدوائي

• مسكنات الألم: مثل الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين، وهي تعمل على تقليل الألم والتورم الناجم عن التقلصات الرحمية.

• موانع الحمل الهرمونية: تساعد موانع الحمل في تقليل التقلبات الهرمونية، مما يخفف من أعراض ألم ما قبل الدورة الشهرية.

• مضادات الاكتئاب: في بعض الحالات الشديدة من القلق والاكتئاب المرتبط بالألم، قد يوصي الطبيب بمضادات الاكتئاب.

5.2 العلاج الطبيعي

• التدليك: يمكن أن يساعد التدليك على تخفيف التوتر العضلي والتقلصات الرحمية، خصوصًا في منطقة أسفل البطن.

• التمارين الرياضية: ممارسة الرياضة بانتظام قد يساعد في تحسين الدورة الدموية وتخفيف الألم.

• التغذية السليمة: تناول الأطعمة الغنية بالألياف والمعادن مثل الكالسيوم والمغنيسيوم قد يساعد في تخفيف الأعراض.

• العلاج بالحرارة أو البرودة: وضع قربة ماء دافئة على البطن أو استخدام كمادات باردة قد يخفف من التقلصات والألم.

5.3 العلاج النفسي والعاطفي

• التقنيات الاسترخائية: مثل التأمل أو التنفس العميق يمكن أن تساعد في تقليل التوتر والقلق الذي قد يرافق ألم ما قبل الدورة الشهرية.

• الدعم العاطفي: التحدث مع الأصدقاء أو الأسرة قد يخفف من التوتر النفسي ويساعد في تحسين المزاج.

6. متى يجب زيارة الطبيب؟

في بعض الأحيان، قد تكون الأعراض شديدة لدرجة أنها تؤثر على حياة المرأة اليومية. إذا كانت الأعراض تتسبب في اضطراب كبير في النشاطات اليومية أو تترافق مع أعراض أخرى مثل نزيف غير طبيعي أو آلام شديدة، فيجب على المرأة زيارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة.

قد يوصي الطبيب بالعلاج المناسب بناءً على التاريخ الطبي ودرجة الأعراض. في بعض الحالات، قد يكون من الضروري القيام ببعض الفحوصات الطبية لاستبعاد وجود مشاكل صحية أخرى.

7. خاتمة

ألم ما قبل الدورة الشهرية هو ظاهرة طبيعية تؤثر على العديد من النساء في مختلف الأعمار. ورغم أن هذه الأعراض غالبًا ما تكون غير مريحة، فإنها تعد جزءًا من الدورة الفسيولوجية للمرأة. ومع توافر العلاجات والطرق التي تساعد في التخفيف من الألم، يمكن للنساء التعايش مع هذه الأعراض بشكل أفضل.