أسباب ألم الظهر خلال مدة الحمل
يعد ألم الظهر من أكثر المشاكل الصحية شيوعًا التي تواجهها المرأة خلال فترة الحمل، ويظهر عادة في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل. تتعدد أسباب هذا الألم، ويختلف تأثيره بين النساء بناءً على العديد من العوامل، مثل الوزن، والوضعية الجسمانية، وحجم الحمل، وأسلوب الحياة. في هذا المقال، سنتناول أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ألم الظهر أثناء الحمل، وكيفية تأثير كل من هذه العوامل على الجسم، وكذلك استراتيجيات الوقاية والتخفيف من الألم.
1. التغيرات في هرمونات الحمل
أحد الأسباب الرئيسية لألم الظهر خلال الحمل هو التغيرات الهرمونية التي تطرأ على جسم المرأة. في بداية الحمل، يبدأ الجسم في إفراز هرمون يسمى “الريلاكسين” الذي يساعد على توسيع الرحم وتخفيف الأربطة التي تدعمه. ومع نمو الجنين، تصبح هذه التغيرات أكثر وضوحًا. يساهم الريلاكسين في إرخاء الأربطة في منطقة الحوض والمفاصل، ما قد يؤدي إلى شعور المرأة بألم في أسفل الظهر، خاصةً مع تغيير الوضعية أو الحركة المفاجئة.
2. زيادة الوزن
مع تقدم الحمل، تزداد وزن المرأة بشكل طبيعي نتيجة لنمو الجنين والمشيمة والسوائل المحيطة. هذه الزيادة في الوزن تسبب ضغطًا إضافيًا على العمود الفقري والعضلات الداعمة له، مما يؤدي إلى الشعور بألم في الظهر. يكون هذا الألم أكثر وضوحًا في الأشهر الأخيرة من الحمل، حيث يصل وزن الجنين إلى مرحلة متقدمة، مما يزيد من الضغط على منطقة الظهر.
3. التغيرات في مركز الثقل
أثناء الحمل، يتغير مركز الثقل في جسم المرأة بشكل ملحوظ. مع نمو الجنين، يتحرك مركز الثقل للأمام، مما يؤدي إلى تغيير الطريقة التي يتوزع بها الوزن على الجسم. هذه التغيرات قد تؤدي إلى زيادة الضغط على أسفل الظهر والرقبة، مما يسبب الألم. كما أن هذه التغيرات في مركز الثقل قد تؤدي إلى تعديلات غير طبيعية في وضع الجسم أو المشي، مما يعزز من الأوجاع والآلام في الظهر.
4. الإجهاد على العضلات والأربطة
خلال الحمل، تتحمل عضلات الظهر والرقبة ضغطًا إضافيًا بسبب التغيرات في جسم المرأة. كما أن التمدد المستمر للأربطة والعضلات قد يؤدي إلى شعور بالشد والتمزق في بعض الأحيان. في حالة النساء اللواتي يعانين من ضعف عضلي سابق أو قلة ممارسة النشاطات البدنية، يصبح الألم أكثر وضوحًا. من المهم أن تسترخي العضلات والأنسجة الداعمة للجسم لتخفيف هذا الألم.
5. التغيرات في وضعية الجسم والنشاط اليومي
قد تؤثر الأنشطة اليومية على الظهر خلال الحمل. وضعيات الجلوس والوقوف غير الصحيحة قد تؤدي إلى إرهاق عضلات الظهر. على سبيل المثال، الجلوس لفترات طويلة على مقاعد غير مريحة، أو حمل الأغراض الثقيلة، أو الوقوف لفترات طويلة دون دعم مناسب قد يزيد من خطر إصابة المرأة بألم الظهر. مع نمو بطن الحمل، تصبح الحركة أكثر تحديًا وقد تجد المرأة صعوبة في الحفاظ على وضعية جسم صحيحة، مما يفاقم من المشكلة.
6. ضغط الرحم على الأعصاب
مع توسع الرحم، قد يحدث ضغط على الأعصاب المحيطة بالظهر والحوض، خاصة على الأعصاب في أسفل الظهر. هذا الضغط قد يؤدي إلى شعور المرأة بألم حاد أو مزمن في منطقة الظهر، وهو ما يُعرف بألم العصب الوركي أو “عرق النسا”. يمكن أن يمتد هذا الألم إلى الساقين أو الأرداف ويزيد مع الحركة أو التغيرات في وضع الجسم.
7. التغيرات في طريقة المشي
تتغير طريقة المشي أثناء الحمل نتيجة لتغيير الوزن والمركز الثقل في الجسم. بعض النساء قد يصبحن أكثر انحناءً للأمام أثناء المشي، مما يزيد الضغط على منطقة الظهر. هذه التغيرات قد تؤدي إلى تيبس العضلات والشعور بالألم نتيجة للحركات غير الطبيعية في الجسم.
8. الحمل المتعدد (التوأم أو أكثر)
النساء اللواتي يحملن توأمًا أو أكثر يواجهن عادة زيادة أكبر في الوزن وضغطًا أكبر على منطقة الظهر. يتطلب الحمل المتعدد دعمًا أكبر من الجسم، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على العمود الفقري والعضلات الداعمة. كما أن التغيرات في مركز الثقل تصبح أكثر وضوحًا، مما يزيد من ألم الظهر.
9. الأمراض والتشوهات السابقة للولادة
إذا كانت المرأة تعاني من مشاكل صحية سابقة مثل التهاب المفاصل، أو مشكلات في العمود الفقري مثل التحدب أو الجنف، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة بألم الظهر أثناء الحمل. الحمل قد يزيد من هذه المشكلات بسبب التغيرات الجسدية التي تطرأ أثناء الحمل، مما يضاعف من الأعراض ويسبب زيادة في شدة الألم.
10. الضغط النفسي والتوتر
لا يمكننا إغفال تأثير التوتر النفسي والضغوط النفسية على الجسم خلال فترة الحمل. تعاني بعض النساء من مستويات مرتفعة من القلق بسبب التغيرات الكبيرة التي تحدث في حياتهن، مما ينعكس على صحة العضلات والأعصاب. توتر العضلات بسبب القلق قد يساهم في ظهور أو زيادة ألم الظهر خلال الحمل.
11. الولادة السابقة أو التخطيط لولادة طبيعية
النساء اللواتي مررن بتجربة ولادة سابقة قد يواجهن صعوبة أكبر في الحفاظ على وضعية الجسم السليمة أو التكيف مع التغيرات الجسدية التي تحدث أثناء الحمل. كما أن التخطيط للولادة الطبيعية قد يزيد من القلق والإجهاد، مما يؤدي إلى زيادة في الشد العضلي والألم في الظهر.
الوقاية والعلاج
لتخفيف ألم الظهر أثناء الحمل، هناك العديد من الإجراءات التي يمكن اتباعها لتقليل الأعراض وتحسين الراحة:
-
ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة: مثل المشي أو السباحة أو تمارين الحمل التي تساعد على تقوية العضلات الداعمة للظهر وتحسين التوازن.
-
الراحة والتخفيف من الجهد الزائد: من الضروري أن تأخذ المرأة فترات راحة كافية وتجنب الأنشطة المرهقة.
-
تعديل وضعية الجسم: يجب على المرأة أن تحرص على الحفاظ على وضعية جسدها بشكل صحيح أثناء الجلوس والوقوف. استخدام وسائد دعم إضافية أثناء النوم يمكن أن يساعد أيضًا في تخفيف الضغط على الظهر.
-
الاستعانة بالعلاج الطبيعي: في بعض الحالات، قد يكون العلاج الطبيعي خيارًا جيدًا لتقوية العضلات وتصحيح الوضعية.
-
ارتداء حزام دعم الحمل: يساعد حزام الحمل في دعم منطقة أسفل الظهر وتقليل الضغط على العمود الفقري.
-
استخدام الكمادات الدافئة أو الباردة: قد تساعد الكمادات الدافئة أو الباردة على تخفيف الألم والتهيج في العضلات.
في النهاية، من المهم أن تتابع المرأة الحامل مع الطبيب لمراقبة الأعراض والتأكد من أن ألم الظهر لا يرتبط بأي مشكلة صحية أخرى.
