أسباب آلام أسفل القدم

تعد آلام أسفل القدم من المشكلات الصحية الشائعة التي تؤثر على فئات عمرية مختلفة وتحد من القدرة على الحركة والقيام بالأنشطة اليومية. هذه الآلام قد تكون مؤقتة نتيجة إجهاد أو إصابة، أو قد تكون مزمنة نتيجة أمراض أو اضطرابات تؤثر على القدم نفسها أو على الهياكل المحيطة بها. لفهم أسباب آلام أسفل القدم بشكل مفصل، لا بد من التعرف على التشريح المعقد للقدم والعوامل التي قد تؤدي إلى الألم.

تشريح أسفل القدم

القدم هي بنية معقدة تتكون من عدة عظام (٢٦ عظمة)، ومفاصل، وأربطة، وأوتار، وعضلات تعمل معاً لدعم وزن الجسم وتحقيق التوازن أثناء المشي والوقوف. الجزء السفلي من القدم يتضمن طبقة جلدية كثيفة، تسمى باطن القدم، تحتوي على أنسجة دهنية تعمل كوسادة لامتصاص الصدمات.

يحتوي أسفل القدم على عدة هياكل رئيسية منها:

• اللفافة الأخمصية (Plantar fascia): شريط سميك من الأنسجة يربط الكعب بأصابع القدم، ويساعد في دعم قوس القدم.

• العظام الرئيسية: عظم الكعب (Calcaneus) هو أكبر عظمة في القدم ويشكل الجزء الخلفي من القدم.

• الأربطة والأوتار: تحيط بالمفاصل لتثبيتها وتساعد في الحركة.

• الأوعية الدموية والأعصاب: تمد القدم بالتغذية العصبية والدموية الضرورية.

الأسباب الشائعة لآلام أسفل القدم

1. التهاب اللفافة الأخمصية (Plantar Fasciitis)

يعتبر التهاب اللفافة الأخمصية من أكثر أسباب آلام أسفل القدم شيوعاً، ويحدث نتيجة التهيج أو الالتهاب في اللفافة الأخمصية بسبب الإجهاد المتكرر أو الوقوف لفترات طويلة. غالباً ما يشعر المصاب بألم حاد في منطقة الكعب أو منتصف القدم، خصوصاً عند أول خطوات في الصباح أو بعد فترة من الراحة.

الأسباب التي تؤدي إلى التهاب اللفافة تشمل:

• زيادة الوزن التي تضغط على اللفافة.

• المشي أو الجري على أسطح صلبة.

• ارتداء أحذية غير مناسبة تفتقر إلى دعم القوس.

• وجود تقوس عالي أو منخفض للقدم.

• تشنج عضلات الساق الخلفية (الربلة).

2. التهاب وتر أخيل (Achilles Tendinitis)

وتر أخيل هو الوتر الذي يربط عضلة الساق الخلفية بعظم الكعب، ويمكن أن يصاب بالتهاب نتيجة الإجهاد أو الاستخدام المفرط، مما يسبب ألم أسفل القدم بالقرب من الكعب أو خلفه. هذا الالتهاب يؤثر على الحركة ويحد من القدرة على المشي أو الجري.

3. التهاب كيس الصفن (Bursitis)

يوجد في منطقة الكعب والأوتار كيس مملوء بالسائل يسمى كيس الصفن، وظيفته تقليل الاحتكاك بين الأوتار والعظام. التهاب هذا الكيس نتيجة الضغط أو الإصابات قد يسبب آلاماً حادة أو متوسطة أسفل القدم.

4. كسور الإجهاد (Stress Fractures)

كسور الإجهاد هي شقوق صغيرة في العظام تنتج عن الضغط المتكرر أو النشاط البدني المكثف. تحدث هذه الكسور عادة في عظام مشط القدم أو عظم الكعب، وتسبب ألماً مستمراً يزداد مع الحركة ويهدأ مع الراحة.

5. التهاب الأعصاب أو الاعتلال العصبي (Neuropathy)

الاعتلال العصبي، خصوصاً في مرضى السكري، قد يسبب آلاماً حادة أو إحساساً بالخدر في أسفل القدم نتيجة تلف الأعصاب. هذا النوع من الألم يرافقه أحياناً حرقان أو وخز ويؤثر على الشعور الطبيعي في القدم.

6. القدم المسطحة (Flat Feet) أو القدم العالية (High Arches)

تشوهات قوس القدم تؤثر على توزيع الوزن والضغط أثناء المشي، ما يؤدي إلى إجهاد الأنسجة المحيطة والعضلات، مسببة ألماً في أسفل القدم. القدم المسطحة تقلل من قدرة القدم على امتصاص الصدمات، بينما القدم العالية تسبب زيادة الضغط على مناطق معينة.

7. التهاب المفاصل (Arthritis)

التهاب المفاصل في القدم وخاصة في مفصل الكاحل أو مفاصل مشط القدم يمكن أن يسبب آلاماً مزمنة تتفاقم مع الحركة أو الوقوف لفترات طويلة. من أشهر أنواع التهاب المفاصل التي تصيب القدم هو التهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب المفاصل التنكسي (الفصال العظمي).

8. التهاب الأوتار (Tendinitis)

إلى جانب وتر أخيل، يمكن أن تصاب أوتار أخرى في أسفل القدم بالتهاب نتيجة استخدام مفرط أو إصابة، مسببة ألماً موضعياً وتورماً.

9. النقرس (Gout)

النقرس هو نوع من التهاب المفاصل الناجم عن تراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل، وخاصة في إصبع القدم الكبير ولكن يمكن أن يشمل أيضاً مناطق أخرى من القدم. يسبب النقرس آلاماً حادة مفاجئة، تورماً، واحمراراً.

10. التهاب العصب بين أصابع القدم (Morton’s Neuroma)

هذا الاضطراب يحدث بسبب تضخم أو تهيج في العصب بين أصابع القدم، خصوصاً بين الثالث والرابع، مما يؤدي إلى ألم حارق في أسفل القدم مع إحساس بوخز أو خدر.

11. الإصابات الحادة

الرضوض أو التمزقات العضلية أو التواء الكاحل تؤدي إلى آلام أسفل القدم نتيجة الالتهاب، الكدمات، أو تلف الأنسجة.

العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بآلام أسفل القدم

• الوزن الزائد: يزيد من الضغط على القدم ويزيد احتمال الإصابة بالتهابات وأمراض القدم.

• السن: مع التقدم في العمر، تقل مرونة الأوتار وتضعف عضلات القدم، مما يزيد من احتمالية الإصابة.

• نوع الأحذية: الأحذية غير المناسبة أو التي تفتقر إلى الدعم الكافي تسبب مشاكل في القدم.

• النشاط البدني المكثف: خصوصاً الرياضات التي تتطلب الجري أو القفز لفترات طويلة.

• الأمراض المزمنة: كمرض السكري، والتهاب المفاصل.

تشخيص آلام أسفل القدم

التشخيص الدقيق ضروري لتحديد سبب الألم واختيار العلاج المناسب. يشمل التشخيص:

• الفحص السريري: تقييم موضع الألم، حركة القدم والكاحل، وجود تورم أو احمرار.

• التصوير الطبي: أشعة إكس (X-Ray) للكشف عن الكسور أو تشوهات العظام، التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للكشف عن إصابات الأنسجة الرخوة كاللفافة والأوتار.

• اختبارات أخرى: مثل تخطيط الأعصاب في حالة الاعتلال العصبي.

علاج آلام أسفل القدم

يعتمد العلاج على السبب الأساسي للألم، ويشمل:

1. العلاجات المحافظة

• الراحة: تقليل النشاطات التي تزيد الألم.

• استخدام الثلج: لتقليل الالتهاب والتورم.

• الأدوية: مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) لتخفيف الألم والالتهاب.

• العلاج الطبيعي: تمارين تقوية وتمدّد تساعد على استعادة الوظيفة وتحسين الدعم العضلي.

• الأحذية الداعمة: استخدام نعال أو تقويمات مخصصة لتصحيح قوس القدم وتوزيع الضغط.

• التدليك والمساج: لتحسين الدورة الدموية وتقليل التشنجات العضلية.

2. العلاجات الطبية المتقدمة

• الحقن: مثل حقن الستيرويد لتقليل الالتهاب في حالات التهاب اللفافة أو الأوتار.

• العلاج بالموجات التصادمية: تحفيز شفاء الأنسجة.

• الجراحة: في الحالات المزمنة أو المتقدمة التي لا تستجيب للعلاج المحافظ، مثل تمزق اللفافة الأخمصية أو إصابات العظام.

جدول يوضح بعض الأسباب الرئيسية لآلام أسفل القدم وخصائصها

خلاصة

آلام أسفل القدم ظاهرة معقدة ناتجة عن أسباب متعددة تتراوح بين التهابات الأنسجة الرخوة، مشاكل الأعصاب، إصابات العظام، واضطرابات مفصلية. فحص دقيق والتشخيص السليم مهمان لتحديد السبب الحقيقي، وهو ما يوجه إلى العلاج الأنسب الذي قد يكون بسيطاً يعتمد على الراحة وتعديل الأنشطة، أو قد يتطلب تدخلاً طبياً أو جراحياً. الوقاية تكمن في الحفاظ على وزن صحي، اختيار الأحذية المناسبة، وعدم إجهاد القدم بشكل مفرط.

المراجع:

• American Academy of Orthopaedic Surgeons (AAOS) – Plantar Fasciitis and Foot Pain.

• Mayo Clinic – Foot pain causes and treatment.