أساسيات المقابلة: الوصايا الإثني عشر
تعد المقابلات من أكثر الأدوات استخداماً في عالم الأعمال، سواء كان ذلك لاختيار موظفين جدد أو من أجل تقييم أداء العاملين الحاليين. ولنجاح المقابلة أهمية بالغة حيث تتطلب مهارات عالية، سواء من جانب المحاور أو المترشح. لتحقيق هذه النجاح، يمكن الاستفادة من مجموعة من الأساسيات التي يجب أن يلتزم بها طرفا المقابلة، والوصايا الإثني عشر التي ستعرضها في هذا المقال تعد مرشداً قيماً لتحقيق أفضل النتائج.
1. التحضير الجيد
أولى الوصايا هي التحضير الجيد، سواء للمقابل أو للمقابل عليه. على المحاور أن يكون قد قام بالبحث عن السيرة الذاتية للمرشح، ومعرفة تفاصيل عن خلفيته المهنية، كما يجب أن يكون على دراية بالتفاصيل المتعلقة بالوظيفة والشركة. أما بالنسبة للمرشح، فعليه أن يجهز نفسه جيداً، من خلال معرفة معلومات أساسية عن الشركة، ومتطلبات الوظيفة، والاستعداد للإجابة على أسئلة متوقعة.
2. الوصول في الوقت المحدد
الوقت عنصر حاسم في المقابلة، فهو يعكس احترام الشخص للطرف الآخر، وفي هذا السياق يجب على الطرفين أن يكونا دقيقين في تحديد الموعد. الوصول متأخراً قد يعطي انطباعاً سيئاً، بينما الوصول مبكراً يتيح لك الفرصة للتأقلم مع البيئة قبل بدء المقابلة.
3. المظهر الشخصي
المظهر له تأثير بالغ في الانطباع الأول. على الرغم من أن القدرات والكفاءات هي الأهم في النهاية، إلا أن المظهر الأنيق والمهندم يعكس الاهتمام ويزيد من احترام الشخص أمام الطرف الآخر. لذا، ينصح بالمحافظة على مظهر مرتب، ويجب أن يتلاءم مع نوع الوظيفة والشركة.
4. لغة الجسد
لغة الجسد تعتبر وسيلة هامة للتواصل غير اللفظي. يجب أن يكون التواصل البصري ملحوظاً، مع الحفاظ على وضعية مستقيمة لا تفرط في التوتر أو التراخي. بالإضافة إلى ذلك، يجب تجنب الإشارات الجسدية السلبية مثل التململ أو اللعب بالأصابع، لأنها قد تعطي انطباعاً عن القلق أو نقص الثقة.
5. الاستماع الفعّال
الاستماع الفعّال هو أساس نجاح المقابلة. سواء كنت مرشحاً أو محاوراً، يجب أن تكون على استعداد للاستماع بعناية دون مقاطعة. الاستماع الجيد يسمح لك بالتركيز على ما يقال والرد بما يتناسب مع المحتوى. كما أن التحاور بلطف واحترام يزيد من إمكانية بناء علاقة جيدة مع الطرف الآخر.
6. الأسئلة المناسبة
يعد طرح الأسئلة المناسبة في المقابلة أمراً مهماً، حيث يعكس الفهم العميق للوظيفة والشركة. من جانب المحاور، يجب أن تكون الأسئلة مفتوحة ومعينة لقياس مهارات المرشح. أما من جانب المرشح، فيجب أن تكون الأسئلة التي يطرحها موجهة نحو فهم بيئة العمل والفرص المتاحة له.
7. تجنب التوتر الزائد
التوتر جزء طبيعي من المقابلات، لكن يجب أن يكون ضمن حدود معقولة. من المهم أن يتعامل الشخص مع المواقف غير المتوقعة بهدوء. للتقليل من التوتر، يمكن التحضير الجيد للمقابلة والتدريب على الإجابة على الأسئلة مسبقاً. علاوة على ذلك، التنفس العميق والمريح يساعد في تقليل مستوى التوتر.
8. الصدق والشفافية
التزام الصدق هو أحد الأساسيات الهامة في المقابلة. يجب أن يتجنب المرشح تقديم معلومات غير دقيقة أو مبالغ فيها عن مهاراته وخبراته. الشفافية تساهم في بناء علاقة قائمة على الثقة بين الطرفين.
9. عرض المهارات والكفاءات بوضوح
من الجوانب التي لا غنى عنها في المقابلة هو تقديم المرشح لمهاراته وقدراته بطريقة واضحة. يجب أن تكون الأمثلة التي يقدمها ذات صلة بالوظيفة المتاحة، وتبرز قدرته على أداء المهام المحددة بشكل مميز.
10. التعامل مع الأسئلة الصعبة
في بعض الأحيان، قد يواجه المرشح أسئلة صعبة أو محرجة، مثل تلك المتعلقة بثغرات في سيرته الذاتية أو فترات البطالة. في مثل هذه الحالات، يجب أن يكون المرشح مستعداً للتعامل مع هذه الأسئلة بصراحة ودون تهرب، مع تقديم تفسيرات مهنية ومقنعة.
11. إظهار الحوافز الشخصية
التفاعل في المقابلة يجب أن يعكس دوافع الشخص في البحث عن العمل. من خلال التأكيد على الحوافز الشخصية التي تدفعه للانضمام إلى الشركة، يمكن للمرشح أن يظهر التزامه بالحصول على هذه الوظيفة. يجب أن يكون العرض واضحاً ومقنعاً حول سبب اختيار هذه الشركة.
12. المتابعة بعد المقابلة
أخيراً، لا يجب أن تنتهي المقابلة عند الإجابة على الأسئلة والمغادرة. يُنصح بعد المقابلة بإرسال رسالة شكر للمحاور، تعبيراً عن تقديره للفرصة الممنوحة له. هذه الخطوة تساعد في تعزيز انطباعك الإيجابي، كما تبقيك في دائرة الاهتمام في حال تم تأجيل القرار.
الخاتمة
المقابلة هي عملية تتطلب توازناً دقيقاً بين التمهيد الجيد والمهنية. من خلال اتباع الوصايا الإثني عشر التي ذكرناها، يمكن للطرفين تحقيق أقصى استفادة من اللقاء، سواء كان ذلك لاختيار مرشح مناسب أو تقييم موظف فعّال. من المهم أن نتذكر أن المقابلة ليست مجرد اختبار لمهارات وقدرات الفرد، بل هي أيضاً فرصة لخلق علاقة عمل مستقبلية مبنية على الاحترام المتبادل والفهم المشترك.