في كتاب “أساسيات البحث العلمي في علم الاقتصاد”، يقدم مجموعة من المؤلفين رصدًا شاملاً للأسس والمفاهيم التي تحكم البحث العلمي في ميدان الاقتصاد. يعتبر البحث العلمي في هذا السياق، وبدون شك، السيل الذي يجري في اتجاه المستقبل، حاملاً معه الوعد بالتنمية والتقدم وتحسين مستويات الرفاهية. يعتبر البحث العلمي أساساً لتكوين المعرفة، ووسيلة فعالة لاستثمار النتائج في خدمة المجتمع وحل مشكلاته، وتعزيز التطور الاقتصادي.
تشير التجارب الوطنية والدولية، خاصة تلك الدول المتقدمة، إلى أهمية البحث العلمي في تحقيق التقدم والازدهار. فقد خصصت هذه الدول العديد من الجهود والموارد لتطوير طرق البحث والمناهج العلمية والأدوات التي تعتمد عليها. وبات البحث العلمي جزءًا أساسيًا من المناهج الدراسية في الجامعات، حيث يُعتبر بناءً أساسيًا لتأهيل وتقويم وتوجيه الباحثين.
تكتسب منهجية البحث في علم الاقتصاد خصوصيتها من طبيعة العلم الاقتصادي ذاته، ومن الأدوات التي يستخدمها، مما يقربها إلى العلوم الطبيعية من حيث المنهج والطريقة. ومع ذلك، تعاني المكتبة العراقية من نقص في الكتب التي تتناول منهجية البحث العلمي بشكل عام، وبشكل خاص في ميدان علم الاقتصاد.
يقدم الكتاب في ستة فصول موضوعات شاملة، حيث يبدأ بتوضيح مفاهيم البحث والعلم والبحث العلمي في الفصل الأول. يتبعه الفصل الثاني الذي يتناول البحث الاقتصادي بمفهومه وأهدافه. وفي الفصل الثالث، يتعمق الكتاب في دراسة ثلاثية البحث، ويسلط الضوء على دور الباحث والمشرف في العملية. يركز الفصل الرابع على أخلاقيات البحث العلمي، بينما يقدم الفصل الخامس رؤية مفصلة حول عملية البحث العلمي.
وفي الفصل السادس، يتناول الكتاب عناصر رسالة الماجستير وأطروحة الدكتوراه، ويقوم بتبويبهما بشكل مفصل. يتميز الكتاب بأسلوب علمي ومنهجي واضح، يساعد الباحثين في العلوم الاقتصادية على إكمال مشاريعهم البحثية بشكل ناجح. يعتبر هذا العمل إضافة قيمة للمكتبة العراقية، حيث يلبي الحاجة المستمرة للمصادر التي تسلط الضوء على منهجية البحث العلمي في علم الاقتصاد.