عندما يتضاءل المسرح أو ينعدم هو عمل فريد ومميز للكاتب مشهور مصطفى، يستكشف فيه أسباب الأزمة التي تعصف بالمسرح في الوطن العربي، خاصة على مستوى النصوص المسرحية والتعبير. يتناول مصطفى ببراعة وعمق جذور هذه الأزمة، ويرتبط ذلك بعدم قدرة المسرح على امتلاك أدوات التعبير اللازمة، التي تنبثق عادةً من تفاصيل الحياة الاجتماعية والعادات والتقاليد الجارية، والتي يتفاعل معها المسرح بشكل يومي.
يبرز المؤلف أهمية أدوات التعبير في بناء المشهد الفني المسرحي، وكيف يمكن لتلك الأدوات أن تعزز التواصل بين الفنان والجمهور. يستعرض مشهور مصطفى تأثير الأزمة على الأداء المسرحي، مشيراً إلى تأثيرها على جودة الإنتاج والتفاعل مع الموضوعات المجتمعية الراهنة.
تقدم دار إقرأ للنشر والتوزيع هذا العمل الفني الرائع في 287 صفحة من الأفكار المثيرة والتحليلات العميقة. يتيح الكتاب للقارئ فهم جذور المشكلة وتفاصيلها، ويقدم رؤية فنية فريدة حول كيفية تجاوز الأزمات وتحفيز المسرح للانتعاش واستعادة مكانته الفنية والاجتماعية.
تأتي الأفكار الثقافية والاجتماعية في هذا الكتاب على نحو متقن، حيث يعكس مشهور مصطفى مهاراته الكتابية في التعبير عن التحولات الثقافية والتحديات التي يواجهها المسرح في مجتمعاتنا العربية المعاصرة. غلاف الكتاب العادي يعكس بساطة الشكل وعمق المحتوى، مما يضيف قيمة إضافية لتجربة القارئ.
في ختام القراءة، يظهر أن عندما يتضاءل المسرح أو ينعدم، يمكن للكتاب أن يكون مرشدًا قيمًا لفهم الأزمات الفنية والثقافية، ويقدم رؤية ملهمة حول كيفية بناء جسر للخروج من هذه الأزمات نحو مستقبل فني أكثر إشراقًا.