في كتابه الذي يحمل عنوان “A People Adrift: The Crisis of the Roman Catholic Church in America”، يقدم الفيلسوف والكاتب الكاثوليكي بيتر ستاينفلز تحليلاً عميقاً وشاملاً للأزمة التي تواجه الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة. بلا مجاملات، يعلن ستاينفلز أن الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة يجب أن تتحول أو تواجه انحداراً لا رجعة فيه. يظهر كيف أن التغيرات الجيلية وتراجع عدد الكهنة والراهبات كانت تشكل تحديات هائلة حتى قبل كشف الحقائق الأخيرة حول الاعتداءات الجنسية من قبل الكهنة.
يسلط الكتاب الضوء على القوى الخفية والأقوى التي تعمل تحت سطح الكنيسة، والتي توفر هوية روحية لحوالي 65 مليون أمريكي، وتمتد عبر البلاد بكنائسها، ومدارسها، وكلياتها وجامعاتها، ومستشفياتها، وعياداتها، ووكالات خدماتها الاجتماعية. يحذر ستاينفلز في كتابه من أن الليبراليين والمحافظين الجذور العميقة في “توقف اللاهوت” الذي يتجاهل غالباً ما يحدث في الأسر والكنائس والفصول الدراسية وصناديق الاقتراع، والهيئات الكاثوليكية بجميع أنواعها.
على وجه الخصوص، يصرح بأن المناظر الكاثوليكية المتغيرة تتطلب جدول أعمال جديد للقيادة، بدءًا من اختيار الأساقفة وإعادة التفكير في الكهنوت إلى التحضير الشامل والإدماج الحقيقي للقيادة العلمانية التي بدأت بالفعل في تولي مسؤوليات رئيسية في مؤسسات الكنيسة الكاثوليكية.
يبرز الكتاب أيضًا أهمية الكاثوليكية في الحياة الثقافية والسياسية الأمريكية، ويشدد على أن أحداً مهتمًا بالمستقبل الأخلاقي والفكري والسياسي للأمة لا يمكن أن يكون غير مبالٍ تجاه مصير إحدى أكثر الكنائس نشاطًا في العالم – كنيسة تواجه تحديات جسيمة.