في كتابهم “أزمة الفكر السياسي العربي”، يقدم الكتّاب رضوان السيد وعبد الإله بلقزيز تحليلاً عميقاً للفكر السياسي العربي، ويسلطون الضوء على درجات التأزم التي وصل إليها هذا الفكر في التفكير حول قضيتي السلطة والدولة. يظهر الكتاب بوضوح كيف أن هذا التأزم يعزى جزئياً إلى محاولات الفكر السياسي العربي في التوفيق بين نماذج سياسية متنوعة، مأخوذة من خلفيات فكرية مختلفة، تتنوع بين الليبرالية والاشتراكية.
في رحلتهم التحليلية، يعكس الكتّاب على التجارب المتنوعة التي خاضها الفكر السياسي العربي، حيث يتسللون إلى تفاصيل تلك التجارب ويقفون عند نقاط الضعف والتناقضات. يتناولون قضايا السلطة والدولة بأسلوب فريد يشد القارئ إلى أعماق التفكير السياسي العربي.
قد يعود تأزم الفكر السياسي العربي إلى رغبته في تحقيق توازن هش بين الأيديولوجيات المتنافرة، سواء كانت ليبرالية أم اشتراكية، بسعيه إلى استخلاص أفضل ما في كل منها. وهذا التحدي يكمن في محاولة الجمع بين خصوصيات الأنظمة السياسية المتعارضة، مما يؤدي إلى تشكيل فهم معقد ومتشعب للواقع السياسي العربي.
تسليط الضوء على عرضلفة التجارب والخلفيات الفكرية المختلفة يفتح أمام القارئ أفقاً جديداً لفهم التحولات والتناقضات في الفكر السياسي العربي. يُبرز الكتاب الجهود المبذولة في سبيل تحقيق التوازن والتناغم في ظل هذه التنوعات، ويطرح تساؤلات حول إمكانية تحقيق هذا الهدف أو إنجاز ما يصبو إليه الفكر السياسي العربي.
صدر هذا الكتاب في عام 2006 عن دار الفكر المعاصر، ويتألف من 184 صفحة. يأتي الكتاب بغلاف ورقي يعكس جوانب من المحتوى الذي يتعامل مع تفاصيل وتحليلات تفصيلية حول الأوضاع السياسية في العالم العربي. يُصنف هذا العمل ضمن الكتب السياسية، تحديداً في فئة العلوم السياسية.