لماذا لا تأخذ الدواء مع المياه Kangen؟
المياه Kangen أصبحت في الآونة الأخيرة شائعة جداً بين محبي الصحة والرفاهية، حيث يُدعى أنها تقدم فوائد صحية استثنائية، وذلك بفضل خصائصها القلوية والمحتوى المعدني المتوازن. ولكن، في الوقت الذي يُعتبر فيه شرب هذه المياه من أجل تحسين الصحة أمرًا ذا شعبية كبيرة، يتساءل العديد من الناس حول مدى سلامة استخدامها بشكل صحيح في الحياة اليومية. أحد الأسئلة التي أثيرت في هذا السياق هو: لماذا لا يُنصح بتناول الأدوية مع المياه Kangen؟
تدور الإجابة على هذا السؤال حول مجموعة من العوامل العلمية والفسيولوجية المتعلقة بتركيب المياه Kangen وطريقة تأثيرها على الجسم والأدوية التي يتم تناولها. سنستعرض في هذا المقال الأسباب التي تفسر هذا التحذير، مع تقديم تفاصيل علمية دقيقة حول كيفية تأثير المياه Kangen على الأدوية، وكذلك التفاعلات الكيميائية التي يمكن أن تحدث نتيجة لهذا الاستخدام المشترك.
ما هي مياه Kangen؟
قبل أن نتناول الأسباب التي تجعل من غير المستحسن تناول الأدوية مع مياه Kangen، من المهم أن نفهم ما هي هذه المياه وكيف يتم إنتاجها. مياه Kangen هي مياه قلوية تُنتج باستخدام جهاز خاص يعنى بتحويل المياه العادية إلى مياه قلوية بتركيز هيدروجيني منخفض. يتم ذلك من خلال عملية تسمى “التحليل الكهربائي”، حيث يتم فصل الماء إلى جزئين: جزء يحتوي على أيونات الهيدروجين (H+) وجزء يحتوي على أيونات الهيدروكسيد (OH-). الجزء الذي يحتوي على أيونات الهيدروكسيد هو الماء القلوي الذي يتم تصنيعه في أجهزة مياه Kangen.
تُعد المياه القلوية أقل حموضة من المياه العادية، حيث تتراوح درجة الحموضة (pH) في مياه Kangen بين 8.5 و 9.5. يُزعم أن هذا التوازن القلوي يساعد في معادلة الأحماض الزائدة في الجسم، ويُعزز من الترطيب، ويدعم عملية إزالة السموم، مما يساهم في تحسين الصحة العامة.
تأثير المياه القلوية على الأدوية
تعتبر درجة الحموضة في المياه من العوامل التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على فعالية الأدوية في الجسم. معظم الأدوية التي نتناولها تعمل ضمن نطاقات محددة من درجة الحموضة في الجهاز الهضمي. يمكن أن تؤثر المياه القلوية مثل مياه Kangen على درجة حموضة المعدة أو الأمعاء الدقيقة بشكل غير متوقع، مما قد يؤدي إلى تقليل فعالية الأدوية أو حتى تغيير طريقة امتصاصها.
1. تغيير الحموضة في المعدة
تتطلب بعض الأدوية درجة حموضة معينة في المعدة لكي يتم امتصاصها بشكل صحيح. فمثلًا، الأدوية مثل مضادات الفطريات، المضادات الحيوية، و مضادات الحموضة تعتمد بشكل كبير على البيئة الحمضية في المعدة لتحقيق امتصاص فعال. عند شرب مياه Kangen القلوية، قد يحدث توازن غير مرغوب فيه في درجة الحموضة في المعدة، مما يمكن أن يقلل من قدرة المعدة على امتصاص الأدوية بكفاءة.
عند تناول المياه القلوية مع الأدوية، قد يواجه الجسم صعوبة في التأقلم مع هذا التغيير في درجة الحموضة، مما يؤدي إلى تقليل فعالية الدواء أو حتى تأخيره في الامتصاص.
2. تفاعل المياه مع بعض الأدوية
مياه Kangen يمكن أن تتفاعل مع بعض الأدوية بشكل غير متوقع، خاصة تلك التي تعتمد على حمضية المعدة في إطلاق مكوناتها الفعالة. يمكن للمياه القلوية أن تؤثر على الأس الهيدروجيني للمعدة والأمعاء، وبالتالي تغيير درجة الامتصاص أو معدل التفاعل للأدوية.
على سبيل المثال، الأدوية مثل مسكنات الألم أو أدوية الضغط المرتفع قد تتفاعل بشكل سيء مع المياه القلوية، حيث قد تساهم هذه المياه في تقليل درجة الحموضة في المعدة، وبالتالي تقل فعالية هذه الأدوية. الأدوية المضادة للبكتيريا أيضًا قد تكون عرضة لتقليل التأثير إذا تم تناولها مع مياه Kangen القلوية.
3. تأثير التأثيرات الميكروبية
هناك أيضًا قلق يتعلق بتأثير المياه القلوية على النباتات الميكروبية الموجودة في الجهاز الهضمي. قد تؤدي المياه القلوية إلى تغيير توازن هذه النباتات الدقيقة، مما يسبب اضطرابات في عملية امتصاص الأدوية. الأدوية التي تتطلب بيئة ميكروبية خاصة في الأمعاء لكي تُمتص بشكل صحيح قد لا تعمل كما هو متوقع إذا تغيرت البيئة القلوية المحيطة.
تأثيرات المياه القلوية على الأدوية التي تحتاج إلى حمض المعدة
العديد من الأدوية تتطلب بيئة حمضية داخل المعدة لكي يتم تحفيزها وامتصاصها بشكل صحيح. على سبيل المثال، بعض الأدوية مثل الحديد و الكالسيوم و الفيتامينات تتفاعل بشكل مثالي فقط في بيئة حمضية. المياه القلوية مثل مياه Kangen قد تتداخل مع هذه العمليات، مما يؤدي إلى تقليل فعالية هذه الأدوية بشكل كبير.
ماذا يحدث إذا تناولت الأدوية مع مياه Kangen؟
إذا تم تناول الأدوية مع مياه Kangen، فقد يحدث عدد من التأثيرات السلبية التي تؤثر على فاعلية العلاج. نظرًا لأن المياه القلوية قد تغير من البيئة الداخلية في المعدة أو الأمعاء، فإن ذلك قد يؤدي إلى:
-
تأخر امتصاص الأدوية: يمكن أن تؤدي المياه القلوية إلى إبطاء عملية امتصاص الأدوية في الجهاز الهضمي، مما يقلل من سرعة تأثير الدواء.
-
تفاعلات غير مرغوب فيها: يمكن أن يتسبب التفاعل بين المياه القلوية والأدوية في تكوين مركبات جديدة قد تؤدي إلى آثار جانبية غير متوقعة.
-
انخفاض فعالية الأدوية: بعض الأدوية قد تصبح أقل فعالية أو لا تعمل بشكل صحيح عندما يتم تناولها مع مياه Kangen القلوية.
الخلاصة
في النهاية، رغم أن مياه Kangen تقدم العديد من الفوائد الصحية للأشخاص الذين يسعون لتحسين نظامهم الغذائي والترطيب، فإن تناول الأدوية مع هذه المياه قد لا يكون دائمًا الخيار الأفضل. المياه القلوية قد تؤثر على امتصاص الأدوية أو تغيّر البيئة الداخلية للجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى تقليل فعالية العلاج. لذلك، يُنصح دائمًا بالتشاور مع الأطباء أو المتخصصين في الرعاية الصحية قبل اتخاذ قرار تناول الأدوية مع مياه Kangen أو أي نوع آخر من المياه القلوية.
من الضروري أن يكون لدى الأشخاص الذين يتناولون الأدوية معرفة دقيقة بكيفية تأثير الأدوية على الجسم وكذلك تأثير المياه على هذه الأدوية.
