ثمانية أدوية لا تعرف أنها قد تساهم في الإصابة بالاكتئاب
الاكتئاب هو اضطراب نفسي يمكن أن يؤثر على حياة الشخص بشكل كبير، مما يؤدي إلى مشاعر من الحزن المستمر، وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت ممتعة سابقاً، ومشاكل في النوم والتركيز. من المعروف أن العديد من العوامل تلعب دوراً في ظهور الاكتئاب، مثل الوراثة، والتوتر النفسي، والتغيرات الكيميائية في الدماغ. ومع ذلك، هناك عامل آخر قد يغفل عنه العديد من الأشخاص وهو تأثير بعض الأدوية التي يتم تناولها بشكل روتيني، حيث قد تساهم هذه الأدوية في ظهور أو تفاقم أعراض الاكتئاب. في هذا المقال، سنناقش ثمانية أدوية شائعة قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب دون أن يكون المرضى على دراية بذلك.
1. أدوية الضغط المرتفع (مدرات البول)
أدوية معالجة ارتفاع ضغط الدم، وخاصة المدرات البولية مثل “هيدروكلوروثيازيد” و”فوروسيميد”، يمكن أن تؤدي إلى انخفاض مستويات البوتاسيوم في الجسم. هذا الانخفاض قد يؤثر على وظيفة الأعصاب والعضلات، مما يزيد من خطر الشعور بالإرهاق والحزن، وبالتالي قد يساهم في حدوث الاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، قد تسبب بعض أدوية الضغط العالي تغييرات في توازن المواد الكيميائية في الدماغ، مما يساهم في زيادة أعراض الاكتئاب.
2. أدوية الستاتين (خافضات الكوليسترول)
الستاتينات هي مجموعة من الأدوية التي تستخدم لتقليل مستويات الكوليسترول في الدم، مثل “أتورفاستاتين” و”سيمفاستاتين”. على الرغم من أن هذه الأدوية مفيدة في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب، إلا أنها قد تؤثر على المزاج. هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن الستاتينات قد تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، وذلك بسبب تأثيراتها المحتملة على مستويات السيروتونين في الدماغ، وهو الهرمون المرتبط بتحسين المزاج.
3. الأدوية المضادة للفطريات
تُستخدم الأدوية المضادة للفطريات مثل “فلوكوكونازول” و”إيتراكونازول” لعلاج العدوى الفطرية. في بعض الحالات، يمكن أن تؤثر هذه الأدوية على المواد الكيميائية في الدماغ التي تتحكم في المزاج. يمكن أن تؤدي هذه التأثيرات إلى ظهور أعراض الاكتئاب، مثل فقدان الطاقة، واضطراب النوم، والشعور بالحزن الشديد. كما أن هذه الأدوية قد تؤثر على توازن الهرمونات، مما يساهم في تفاقم المشاعر السلبية.
4. أدوية مضادة للحموضة (مضادات البروتون)
تستخدم أدوية مضادة للحموضة مثل “أوميبرازول” و”إيسوميبرازول” لعلاج مشاكل المعدة مثل ارتجاع الحمض أو القرحة. ومع ذلك، هناك دراسات تشير إلى أن تناول هذه الأدوية بشكل مستمر قد يؤثر على امتصاص فيتامين ب12 في الجسم. نقص فيتامين ب12 يمكن أن يؤدي إلى ظهور أعراض مشابهة للاكتئاب مثل التعب والتهيج وفقدان الذاكرة. علاوة على ذلك، قد تؤدي التغيرات في التوازن الحمضي للمعدة إلى تأثيرات سلبية على الصحة النفسية.
5. أدوية المنومات والمهدئات (البنزوديازيبينات)
تستخدم أدوية مثل “ديازيبام” و”لورازيبام” لعلاج القلق والأرق. وعلى الرغم من أنها تساعد في تهدئة الأعصاب، إلا أنها يمكن أن تسبب شعوراً بالتعب والاكتئاب عندما يتم استخدامها لفترات طويلة. تأثير هذه الأدوية على الدماغ يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في المزاج، ويزيد من خطر الاكتئاب، خاصة إذا تم استخدامها بجرعات عالية أو لفترات ممتدة.
6. أدوية العلاج الكيميائي
الأدوية المستخدمة في علاج السرطان مثل “ميتوتريكسات” و”دوسيتيكسل” قد تساهم في الإصابة بالاكتئاب كأثر جانبي. تأثير العلاج الكيميائي على الخلايا السليمة يمكن أن يؤثر على المواد الكيميائية في الدماغ التي تتحكم في المزاج. بالإضافة إلى ذلك، فإن الصراع النفسي والجسدي الذي يرافق مرض السرطان وعلاجاته يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب.
7. أدوية مضادة للصرع (مضادات التشنجات)
أدوية مثل “جابابنتين” و”لاموتريجين” التي تُستخدم لعلاج الصرع أو الألم العصبي يمكن أن تؤدي إلى تغيرات في المزاج. على الرغم من أن هذه الأدوية مفيدة في التحكم في النوبات، إلا أن بعضها قد يسبب أعراضاً مشابهة للاكتئاب مثل الشعور بالحزن أو اليأس أو نقص الطاقة. تؤثر هذه الأدوية على مستويات بعض المواد الكيميائية في الدماغ، مما يزيد من خطر الاكتئاب.
8. الأدوية الهرمونية (مثل حبوب منع الحمل والعلاج الهرموني البديل)
تُستخدم حبوب منع الحمل والعلاج الهرموني البديل بشكل شائع، ولكن هناك أدلة تشير إلى أن التغيرات الهرمونية الناتجة عن هذه الأدوية قد تؤثر على المزاج. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي زيادة مستويات هرمون الاستروجين في الجسم إلى تغيرات في المزاج، مما يساهم في ظهور أعراض الاكتئاب. كما أن التوقف عن تناول هذه الأدوية أو التغيرات في الجرعات قد تؤدي إلى شعور بالقلق أو الحزن.
الخاتمة
من المهم أن يكون المرضى على دراية بأن العديد من الأدوية التي قد يتناولونها لعلاج حالات صحية مختلفة قد تكون لها آثار جانبية تشمل زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب. إذا كنت تشعر بأي من أعراض الاكتئاب، مثل الحزن المستمر، فقدان الاهتمام بالأشياء، أو انخفاض مستويات الطاقة، فمن المهم التحدث مع الطبيب حول الأدوية التي تتناولها. يمكن أن يساعد الطبيب في تحديد ما إذا كانت الأدوية تلعب دورًا في ظهور هذه الأعراض، وربما يقوم بتعديل العلاج أو البحث عن بدائل. الحفاظ على توازن صحي بين الأدوية والعلاج النفسي يعد خطوة حيوية لتحسين الصحة العامة والنفسية.
