أخطاء يجب تجنبها في العمل عن بُعد

إلى كلّ موظف: تجنب هذه الأخطاء الثلاثة عندما تعمل عن بُعد

أدى التحول الكبير نحو العمل عن بُعد إلى تغييرات جذرية في أساليب العمل وطريقة التفاعل بين الفرق داخل المؤسسات. أصبح العمل من المنزل خيارًا شائعًا، خصوصًا بعد جائحة كوفيد-19، والتي أجبرت العديد من الشركات على تبني هذا النظام بشكل دائم أو جزئي. ورغم أن العمل عن بُعد يوفر مزايا عدة مثل توفير الوقت والمرونة، إلا أنه يرافقه أيضًا تحديات كبيرة، خصوصًا لأولئك الذين لم يعتادوا على هذا النمط من العمل. واحدة من أبرز المشاكل التي قد تواجه الموظفين في بيئة العمل عن بُعد هي الوقوع في بعض الأخطاء التي قد تؤثر على الإنتاجية أو حتى على جودة الأداء.

في هذا المقال، سنعرض أبرز الأخطاء الثلاثة التي يجب على كل موظف تجنبها عند العمل عن بُعد لضمان أفضل تجربة وأعلى مستوى من الإنتاجية والاحترافية.

1. عدم وضع حدود واضحة بين الحياة الشخصية والعمل

أحد أكبر الأخطاء التي يقع فيها الموظفون عند العمل عن بُعد هو غياب الفواصل الواضحة بين الحياة الشخصية والعمل. في المكاتب التقليدية، يُعتبر مكان العمل مكانًا محددًا وملزمًا بإطار زمني معين، لكن عندما يعمل الفرد من المنزل، قد يصبح من الصعب التمييز بين وقت العمل ووقت الراحة. هذا يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق البدني والنفسي، ويقلل من فعالية الموظف في أداء مهامه.

إليك بعض النقاط التي يمكن أن تساعدك في تجنب هذا الخطأ:

• خصص مساحة مخصصة للعمل: إذا كان لديك مساحة خاصة للعمل في المنزل، فحاول أن تستخدمها فقط للعمل. تجنب العمل على الطاولة في غرفة المعيشة أو في السرير، لأن ذلك قد يجعل من الصعب عليك الفصل بين أوقات العمل وأوقات الراحة.

• حدد أوقاتًا ثابتة للعمل: احرص على الالتزام بأوقات عمل ثابتة، تمامًا كما لو كنت تعمل في مكتب. تحديد بداية ونهاية يوم العمل يساعدك في الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة الشخصية.

• خذ استراحات منتظمة: لا تُهمل الراحة أثناء العمل. قم بأخذ فترات استراحة قصيرة، واحرص على التحرك أو تناول الطعام بعيدًا عن مكان العمل. ذلك لا يساعد فقط في استعادة الطاقة بل أيضًا في تحسين الأداء والتركيز.

2. إهمال الاتصال والتواصل مع الفريق

في بيئة العمل التقليدية، يتم التواصل بشكل دوري وفعّال مع الزملاء والمديرين عبر اللقاءات المباشرة والحوارات اليومية في المكاتب. ولكن عندما تعمل عن بُعد، قد يكون التواصل مع الفريق غير مباشر أو أقل تواترًا، مما قد يؤدي إلى الشعور بالعزلة وفقدان التنسيق.

أحد أكبر الأخطاء التي يرتكبها الموظفون في هذا السياق هو إهمال أهمية التواصل المنتظم مع الفريق، مما قد يترتب عليه تأخير في المشاريع أو فشل في تحقيق الأهداف المشتركة. لضمان استمرار سير العمل بسلاسة، يجب على الموظفين اتباع بعض الممارسات الفعّالة:

• استخدم أدوات الاتصال الفعّالة: تعد التطبيقات مثل “تيمز”، “سلاك”، و”زووم” من الأدوات الأساسية التي يجب على الموظف استخدامها. تأكد من أنك محدث دائمًا على هذه التطبيقات وأنك على اتصال مستمر مع زملائك ومديريك.

• تواصل بشكل دوري: لا تقتصر الاتصالات على الرسائل النصية فقط، بل قم بجدولة اجتماعات دورية مع الفريق لمناقشة التقدم ومراجعة المهام. الاجتماعات عبر الفيديو تساهم في تعزيز التواصل البصري وتخفيف الشعور بالعزلة.

• كن مستعدًا للاستجابة بسرعة: إذا كنت تعمل عن بُعد، فقد تكون لديك بعض الحرية في تحديد وقت استجابتك، لكن هذا لا يعني تأخير الرد على زملائك. التفاعل السريع يعزز من الفعالية ويزيد من سرعة إنجاز العمل.

3. عدم تنظيم الوقت بشكل فعّال

من أبرز التحديات التي يواجهها الموظفون العاملون عن بُعد هي تنظيم الوقت وإدارة المهام. في بيئة العمل التقليدية، يكون هناك نوع من التنظيم المسبق؛ حيث تبدأ اليوم في وقت معين، تأخذ فترات استراحة محددة، وتلتزم بالمواعيد النهائية. في المقابل، في العمل عن بُعد، قد تجد نفسك تواجه مشكلة في إدارة وقتك بشكل يتماشى مع متطلبات العمل.

عدم تنظيم الوقت بشكل فعّال يمكن أن يؤدي إلى تأخير المهام أو حتى نسيان بعض الأعمال المهمة. لحل هذه المشكلة، يجب على الموظف أن يكون قادرًا على تخطيط يومه بدقة وأن يكون لديه آلية متقنة لإدارة الوقت.

• استخدم أدوات التخطيط: هناك العديد من الأدوات التي يمكن أن تساعدك في إدارة وقتك، مثل “تريللو”، “أسانا”، و”جوجل كالندر”. هذه الأدوات تساعدك على تنظيم مهامك بشكل فعال وتذكيرك بالمواعيد النهائية.

• حدد أولوياتك: ليس كل عمل له نفس درجة الأهمية. استخدم مبدأ “مصفوفة أيزنهاور” لتحديد المهام العاجلة والمهمة، ومن ثم قم بترتيب أولوياتك بناءً على ذلك. هذا سيساعدك على إدارة وقتك بشكل أكثر كفاءة.

• تقسيم العمل إلى مهام أصغر: أحيانًا يكون من الصعب بدء عمل طويل أو معقد عند العمل عن بُعد، مما يؤدي إلى تسويفه. لذا، حاول تقسيم مهامك الكبيرة إلى خطوات أصغر وأسهل لإنجازها بشكل تدريجي.

الخاتمة

العمل عن بُعد هو أسلوب عمل مرن يمكن أن يؤدي إلى تحسين الإنتاجية إذا تم التعامل معه بشكل صحيح. مع ذلك، يجب أن يكون الموظفون على دراية بالأخطاء التي قد يوقعهم فيها هذا النظام والعمل على تجنبها. من خلال وضع حدود واضحة بين الحياة الشخصية والعمل، والحفاظ على تواصل مستمر مع الفريق، وتنظيم الوقت بشكل فعّال، يمكن للموظفين تحقيق أقصى استفادة من بيئة العمل عن بُعد.