أخطر دول أمريكا الجنوبية

أخطر الدول في قارة أمريكا الجنوبية

تُعد قارة أمريكا الجنوبية واحدة من أكثر القارات تنوعًا ثقافيًا وجغرافيًا، حيث تجمع بين المناظر الطبيعية الخلابة والحضارات العريقة. إلا أنه من الناحية الأمنية، تعد بعض الدول في القارة أكثر خطورة من غيرها، سواء بسبب ارتفاع معدلات الجريمة أو النزاعات الداخلية أو حتى الحروب الأهلية. في هذا المقال، سنتناول الدول التي تشهد أعلى معدلات من العنف والجريمة، بالإضافة إلى الأسباب الكامنة وراء هذه الظواهر.

1. فنزويلا

فنزويلا، التي كانت ذات يوم واحدة من أغنى دول أمريكا اللاتينية، تشهد حاليًا حالة من الانهيار الاقتصادي والاجتماعي بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية المستمرة. هذه الحالة أدت إلى تفشي العنف بشكل غير مسبوق. في السنوات الأخيرة، أصبحت فنزويلا واحدة من أخطر الدول في العالم من حيث معدلات الجريمة.

العوامل المؤثرة في ارتفاع معدلات الجريمة:

• الأزمة الاقتصادية: انخفاض أسعار النفط، الذي كان يشكل المصدر الرئيسي لعائدات الدولة، دفع إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير. هذا ساهم في تفشي البطالة والفقر، مما أدى إلى ارتفاع معدلات السرقة والسطو.

• الاحتجاجات السياسية: النزاع السياسي بين الحكومة والمعارضة أدى إلى اندلاع احتجاجات عنيفة في الشوارع، ما جعل الوضع الأمني في البلاد غير مستقر.

• العصابات المنظمة: تزايدت العصابات في فنزويلا التي تعمل في تهريب المخدرات والابتزاز والسطو على الممتلكات الخاصة.

2. البرازيل

البرازيل تعتبر من أكبر اقتصادات أمريكا الجنوبية، ولكنها لا تزال تواجه تحديات كبيرة في مجال الأمن الداخلي. مدن مثل ريو دي جانيرو وساو باولو تعاني من ارتفاع معدلات الجرائم، بما في ذلك القتل والسرقة والاعتداءات.

العوامل المؤثرة في ارتفاع الجريمة:

• الاختلالات الاجتماعية: فوارق الدخل بين الأحياء الغنية والفقيرة في المدن الكبرى تجعل من السهل وقوع العنف. الفقر، البطالة، والظروف المعيشية الصعبة تساهم في نشوء العنف.

• العصابات والمتاجرة بالمخدرات: تعتبر البرازيل واحدة من أكبر أسواق المخدرات في العالم. العصابات الكبرى التي تسيطر على بعض المناطق في المدن الكبرى تجعل الأمور أكثر تعقيدًا.

• الشرطة الفاسدة: أحيانًا ما تكون الشرطة نفسها متورطة في الأنشطة الإجرامية، مما يزيد من انعدام الثقة بين المواطنين وقوات الأمن.

3. كولومبيا

على الرغم من أن كولومبيا قد شهدت تحسنًا كبيرًا في العقود الأخيرة، إلا أنها لا تزال تُعد من أخطر الدول في القارة. تعود هذه المخاطر إلى النزاعات الداخلية التي دامت لعقود، وتجارة المخدرات التي تعد جزءًا من الاقتصاد الكولومبي.

العوامل المؤثرة في الوضع الأمني:

• الحروب الداخلية: كولومبيا كانت على مدار عقود ساحة حرب بين الحكومة وميليشيات المتمردين، مثل حركة فارك المسلحة. ورغم توقيع اتفاقية السلام، لا تزال بعض المناطق تشهد مواجهات مسلحة.

• تجارة المخدرات: كولومبيا تُعد أحد أكبر منتجي الكوكايين في العالم. العصابات التي تدير تجارة المخدرات تؤثر بشكل كبير على الاستقرار الأمني في البلاد.

• التضاريس الجغرافية: المناطق الجبلية والغابات الكثيفة تُعد ملاذًا مثاليًا للعصابات المسلحة والمتمردين، مما يزيد من صعوبة السيطرة على الأمن في هذه المناطق.

4. الأرجنتين

الأرجنتين، التي تعد من أكبر دول أمريكا الجنوبية، ليست بعيدة عن التحديات الأمنية. رغم أنها ليست بنفس درجة الخطورة مثل فنزويلا أو كولومبيا، إلا أن بعض المدن مثل بوينس آيرس تشهد معدلات مرتفعة من الجرائم، خاصة السرقات والاعتداءات.

العوامل المؤثرة في الجريمة:

• الأزمة الاقتصادية: على غرار العديد من دول أمريكا الجنوبية، عانت الأرجنتين من عدة أزمات اقتصادية أدت إلى زيادة البطالة والفقر. هذا ساهم في تصاعد حالات السرقة والعنف.

• عدم الاستقرار السياسي: الأرجنتين تعاني من تقلبات سياسية، ما يساهم في زيادة التوترات الاجتماعية.

• البطالة والفقر: مستويات البطالة المرتفعة تجعل الكثير من الشباب يعرضون أنفسهم للعمل في أنشطة غير قانونية.

5. باراغواي

باراغواي، التي تعد من أصغر دول أمريكا الجنوبية، تعاني من معدلات عالية للجريمة، لا سيما في المناطق الحدودية. تقع البلاد بين البرازيل والأرجنتين، ما يجعلها نقطة مرور رئيسية لتجارة المخدرات.

العوامل المؤثرة في ارتفاع الجريمة:

• التجارة غير المشروعة: باراغواي تُعد نقطة عبور هامة في تجارة المخدرات، مما يجعلها عرضة لوجود عصابات تعمل في هذا المجال.

• الفساد المؤسسي: هناك وجود واسع للفساد في مؤسسات الدولة، ما يؤثر سلبًا على سياسات الأمن وفاعليتها.

• الحدود الواسعة: الحدود الطويلة وغير المراقبة بشكل جيد تسهم في جعلها أرضًا خصبة للجريمة المنظمة.

6. الإكوادور

الإكوادور شهدت في السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الجريمة، خاصة في المدن الكبرى مثل كويتو وجواياكيل. على الرغم من أنها كانت تُعتبر واحدة من أكثر الدول استقرارًا في المنطقة، إلا أن الوضع الأمني قد شهد تدهورًا بسبب عدة عوامل.

العوامل المؤثرة في الوضع الأمني:

• الهجرة غير القانونية: يشهد الإكوادور تدفقًا كبيرًا من اللاجئين والمهاجرين من البلدان المجاورة مثل كولومبيا وفنزويلا، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على الموارد والخدمات.

• تجارة المخدرات: رغم أن الإكوادور ليست من أكبر منتجي المخدرات، إلا أنها تُعد نقطة عبور هامة. لذلك، فإن النزاع بين العصابات لتحديد طرق التجارة يُعتبر من الأسباب الرئيسية وراء تزايد العنف.

• الفساد في الأجهزة الأمنية: فشل الحكومة في محاربة الفساد داخل القوات الأمنية أدى إلى تفاقم الأوضاع.

7. شيلي

على الرغم من أن شيلي تُعد واحدة من الدول الأكثر استقرارًا اقتصاديًا في أمريكا الجنوبية، إلا أن بعض المدن مثل سانتياغو تشهد زيادة في معدلات الجريمة. القلق الأكبر في شيلي هو تزايد العنف الاجتماعي، خاصة في فترات الاحتجاجات.

العوامل المؤثرة في الوضع الأمني:

• الاحتجاجات السياسية: العنف السياسي في الشوارع خلال المظاهرات والاحتجاجات ساهم في زيادة معدلات الجريمة في المدن الكبرى.

• التفاوت الاجتماعي: مثل العديد من دول المنطقة، يعاني قطاع كبير من السكان في شيلي من تفاوت اجتماعي كبير، مما يؤدي إلى زيادة التوترات.

الخلاصة

تواجه دول أمريكا الجنوبية تحديات أمنية كبيرة، وتختلف الأسباب التي تؤدي إلى هذه الظواهر من دولة إلى أخرى. من الفقر والبطالة إلى الحروب الداخلية والعصابات المنظمة، تشهد بعض هذه الدول معدلات مرتفعة من الجريمة والعنف. ومع ذلك، يبقى الأمل في تحسن الوضع الأمني مع تنفيذ إصلاحات اقتصادية واجتماعية، وتعزيز التعاون الدولي في مكافحة الجريمة المنظمة.