5 أشياء عليك الابتعاد عنها في الفيس بوك

بات موقع فيسبوك أحد الأعمدة الأساسية في الحياة الرقمية الحديثة، وأصبح أكثر من مجرد منصة للتواصل الاجتماعي، بل تطور ليكون ساحة للأخبار، والإعلانات، والترويج الذاتي، والتعبير عن الرأي، والمشاركة المجتمعية. لكن على الرغم من فوائده العديدة، إلا أن استخدامه ينطوي على العديد من المخاطر السلوكية والاجتماعية والأمنية، خصوصًا عندما لا يكون المستخدم على وعي كافٍ بما يجب تجنبه. في هذا المقال المطول، نناقش خمس ممارسات ينبغي الامتناع عنها على فيسبوك لحماية الخصوصية، وتعزيز الأمان الرقمي، وتفادي المشاكل الاجتماعية والقانونية.

أولًا: نشر التفاصيل الشخصية بشكل مفرط

من أكثر الأخطاء الشائعة التي يرتكبها المستخدمون هو نشر معلوماتهم الشخصية بشكل علني على فيسبوك. من تواريخ الميلاد، إلى أرقام الهواتف، والعناوين، وصور بطاقات الهوية، وحتى صور الأطفال والمناسبات الخاصة، كلها مواد تُعد كنزًا ثمينًا للقراصنة والمحتالين.

المخاطر المرتبطة بنشر المعلومات الشخصية:

• الاحتيال وسرقة الهوية: يستخدم المجرمون المعلومات الشخصية لتزوير الحسابات أو انتحال الهوية في عمليات احتيالية.

• الاستهداف عبر الهندسة الاجتماعية: قد يتم استخدام هذه المعلومات لاستدراج الضحية أو إقناعها بأمور كاذبة من خلال الثقة الزائفة.

• انتهاك خصوصية الآخرين: في كثير من الأحيان، ينشر المستخدم صورًا أو تفاصيل لأشخاص آخرين دون إذن، ما قد يعرضهم للإحراج أو الأذى.

من المهم ضبط إعدادات الخصوصية بعناية، وعدم مشاركة أي معلومات لا يرغب الشخص بأن تكون متاحة للعامة، والحرص على تقنين نشر الصور والمناسبات العائلية الحساسة.

ثانيًا: مشاركة الأخبار الكاذبة أو غير المؤكدة

أصبح فيسبوك ساحة ضخمة لتبادل المعلومات، لكنه أيضًا مرتعًا للأخبار المفبركة، والمعلومات غير الدقيقة، والدعاية المضللة. إذ يقوم الكثير من المستخدمين، دون تدقيق، بمشاركة منشورات ذات طابع سياسي، ديني، طبي، أو اجتماعي دون التأكد من صحتها أو مصدرها.

أضرار مشاركة المعلومات المغلوطة:

• نشر الذعر والخوف: بعض الأخبار الكاذبة تسبب حالة من القلق الجماعي، خاصة في أوقات الأزمات.

• تشويه السمعة: قد تتضمن أخبارًا كاذبة عن شخصيات عامة أو مؤسسات، مما يؤدي إلى أضرار لا يمكن تداركها.

• الإضرار بالمجتمع: الأخبار الطبية أو الصحية الكاذبة قد تشجع على استخدام علاجات خاطئة أو الامتناع عن الإجراءات الصحية السليمة.

لحماية النفس والآخرين، يجب التحقق دائمًا من مصدر الخبر قبل مشاركته، ويفضّل الرجوع إلى مواقع رسمية أو مصادر موثوقة مثل وكالات الأنباء العالمية.

ثالثًا: الانخراط في النقاشات السلبية أو الخطابات العدوانية

يُعد فيسبوك منبرًا لتبادل وجهات النظر، لكنه في كثير من الأحيان يتحول إلى ساحة صراع مليئة بالجدل العدائي، والسخرية، والتعصب. كثيرون يقعون في فخ الدخول في نقاشات مع مستخدمين غرباء حول قضايا حساسة، ما يؤدي إلى تصعيد الأمور بشكل سلبي للغاية.

نتائج هذا السلوك:

• الإضرار بالسمعة الشخصية: التعليقات العدائية قد توثَّق وتُعاد نشرها وتؤثر على صورة الفرد أمام أسرته أو عمله.

• التحريض والمساءلة القانونية: بعض التعليقات قد تتضمن خطاب كراهية، أو قذف، أو تحريض، ما يجعل صاحبها عرضة للمساءلة القانونية.

• تأثير نفسي سلبي: الانخراط المستمر في بيئة من التوتر والسلبية يؤدي إلى توتر نفسي مزمن واضطرابات مزاجية.

ينبغي اعتماد مبدأ “التجاهل الذكي” في حال المواجهة مع أشخاص يسعون لإثارة الجدل، مع الحرص على عدم الانجرار إلى مستنقعات الإساءة أو النقاش العقيم.

رابعًا: التباهي الزائد بالإنجازات أو الممتلكات

يميل بعض المستخدمين إلى تحويل حساباتهم على فيسبوك إلى منصة استعراض لإنجازاتهم الشخصية، أو ممتلكاتهم، أو حياتهم العاطفية. فرغم أن مشاركة الفرح أمر طبيعي، إلا أن التباهي المفرط له أضرار نفسية واجتماعية.

الآثار السلبية للتباهي الرقمي:

• إثارة الحسد أو الحقد: قد تثير منشورات التباهي مشاعر سلبية لدى الآخرين، وتخلق أجواء من المقارنة المرهقة.

• السطحية الرقمية: يؤدي التركيز على الصورة المثالية إلى إخفاء الواقع، ما يخلق فجوة بين الحياة الحقيقية والحياة الرقمية.

• السرقة أو التهديد الأمني: التباهي بممتلكات ثمينة أو أماكن السفر قد يجذب لصوصًا أو مجرمين، خصوصًا في حال نشر الموقع الجغرافي.

يفضَّل اعتماد أسلوب متزن في مشاركة اللحظات الخاصة، بحيث لا يكون الهدف منها إثارة الإعجاب بل مشاركة التجربة بطريقة صادقة ومتواضعة.

خامسًا: ربط التطبيقات الخارجية أو الضغط على الروابط المشبوهة

من أكبر مصادر الخطر على فيسبوك هو التفاعل مع التطبيقات الخارجية أو الروابط غير المعروفة التي تظهر في المنشورات أو الرسائل الخاصة. كثيرًا ما يقع المستخدمون ضحية لروابط تعدهم بمزايا أو معلومات مثيرة، لينتهي بهم الأمر ضحايا لاختراق أو سرقة بيانات.

أنواع التهديدات:

• البرمجيات الخبيثة: قد يتم تحميل برامج ضارة على الجهاز بمجرد الضغط على رابط.

• الصفحات المزورة (Phishing): تهدف إلى سرقة معلومات الدخول أو البطاقات البنكية.

• تسريب بيانات الحساب: بعض التطبيقات تطلب صلاحيات الدخول إلى الحساب، مما يعرض الرسائل والمعلومات الشخصية للاختراق.

الخطوة الأولى لتفادي هذه المخاطر هي عدم الوثوق بأي رابط أو تطبيق غير معروف أو غير موثوق، مع تفعيل خاصية المصادقة الثنائية (Two-Factor Authentication) لحماية الحساب. من المهم كذلك مراجعة التطبيقات المرتبطة بالحساب دوريًا وإلغاء غير الضروري منها.

جدول توضيحي للمخاطر والممارسات المقابلة:

خاتمة

إن استخدام فيسبوك بذكاء لا يعني الابتعاد عنه، بل توظيفه بما يخدم الأهداف الشخصية والاجتماعية دون الوقوع في فخاخ الشهرة الزائفة أو الأخطاء الأمنية. إنّ إدراك مخاطر بعض السلوكيات وتجنّبها، يُعد ضرورة حتمية في عالم رقمي يتطور بسرعة، ويحتاج من مستخدميه وعيًا وتوازنًا بين المشاركة والانضباط.

المراجع:

1. Pew Research Center: Social Media Use Over Time

2. Norton Cybersecurity Insights Report: Online Privacy and Threats