أخطاء فيسبوك تضر علاقاتك

تجنب نشرها على فيسبوك… 10 أشياء قد تفسد علاقاتك

تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها فيسبوك، من أبرز منصات التواصل في العصر الحديث، التي سهلت على الناس مشاركة تفاصيل حياتهم اليومية والتواصل مع الآخرين في مختلف أنحاء العالم. إلا أن هذه المنصات الاجتماعية ليست مجرد أدوات للتواصل فقط، بل تحمل في طياتها أحيانًا مخاطر كبيرة قد تؤثر سلبًا على العلاقات الإنسانية سواء كانت علاقات صداقة، عائلية أو حتى علاقات عاطفية. ومن بين أكثر المشاكل التي يمكن أن تنشأ بسبب الاستخدام غير الحذر لفيسبوك، هو تدهور العلاقات الشخصية بسبب بعض التصرفات والممارسات التي قد لا تبدو بالضرورة ضارة على السطح، لكنها تحمل في أعماقها بذور الخلاف والقطيعة.

في هذا المقال، سيتم التطرق إلى عشرة أشياء يجب تجنب نشرها أو القيام بها على فيسبوك لأنها قد تفسد علاقاتك الاجتماعية والشخصية، مع توضيح الأسباب العلمية والنفسية والاجتماعية لكل منها. يهدف هذا الطرح إلى تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على الخصوصية والحذر في التعبير عن المشاعر والأفكار على وسائل التواصل الاجتماعي لضمان علاقات صحية ومستقرة.

1. المشاكل الشخصية أو الخلافات الزوجية بشكل علني

مشاركة المشاكل الشخصية أو الخلافات الزوجية على فيسبوك تُعد من أكبر الأخطاء التي تؤدي إلى تفكك العلاقات الزوجية أو الأسرية. عندما يُعرض الخلاف أو النقاشات الحادة بشكل علني أمام جمهور واسع، يحدث انحياز اجتماعي يصعب السيطرة عليه، ويشعر الطرف الآخر بالإحراج أو الغضب، مما يؤدي إلى زيادة التوتر والبعد النفسي بين الأطراف. كذلك، فإن كشف هذه المشاكل يمكن أن يجعل الأسرة أو الشريك عرضة للنقد أو التدخل الخارجي غير المرغوب.

في دراسة علمية تناولت تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الزوجية، وُجد أن نسبة كبيرة من حالات الطلاق أو الانفصال ترتبط بمشكلات نشرت أو أثيرت علنًا على وسائل التواصل، مما يشير إلى أن الخصوصية هي عامل رئيسي في نجاح العلاقة.

2. النقد أو الإهانة العلنية

من الأخطاء الشائعة التي تضر بالعلاقات هو نشر منشورات أو تعليقات تحمل نقدًا لاذعًا أو إهانة لأحد الأصدقاء أو الأقارب أو حتى الشركاء. التعبير عن الغضب أو الاستياء عبر منشور عام يعزز الشعور بالإذلال وعدم الاحترام، ويُضعف الثقة بين الأشخاص. كما أن مثل هذا السلوك يُشكل تحديًا للخصوصية والاحترام المتبادل، وهما أساس أي علاقة صحية.

النقد البنّاء يفضّل أن يكون وجهًا لوجه أو في بيئة خاصة، حيث يسمح ذلك بالتواصل الفعّال وتجنب سوء الفهم، بينما النقد العلني يؤدي غالبًا إلى ردود فعل دفاعية أو غضب قد لا يكون من السهل إصلاحه.

3. نشر صور أو مقاطع فيديو غير لائقة

مشاركة صور أو مقاطع فيديو خاصة تتعلق بالأصدقاء أو الشريك دون إذن مسبق يعد خرقًا للخصوصية يمكن أن يسبب جرحًا عميقًا في العلاقات. قد تحمل الصور رسائل أو مشاهد لا يرغب الآخرون في نشرها أو مشاركتها مع العامة، لذا فإن نشرها دون موافقة قد يعتبر تعديًا على خصوصياتهم، ويثير مشاعر الغضب والخذلان.

تشير الدراسات إلى أن احترام الخصوصية الرقمية هو أحد العوامل الأساسية للحفاظ على الثقة في العلاقات الحديثة، وهذا يتطلب وعيًا وحرصًا عند نشر أي محتوى يتعلق بالآخرين.

4. المقارنة السلبية أو الغيرة

نشر منشورات تظهر الغيرة أو المقارنات السلبية بين الأصدقاء أو بين الشركاء يؤدي إلى توتر العلاقات. على سبيل المثال، مشاركة منشورات تُبرز نجاحات أحد الأشخاص مع تقليل قيمة الآخرين بشكل غير مباشر يمكن أن يولد مشاعر الحسد والغيرة، ويؤدي إلى تدهور العلاقة. كما أن تعبير الغيرة علنًا على فيسبوك قد يعكس حالة من عدم الأمان العاطفي، مما يفاقم المشكلة.

الغيرة هي شعور طبيعي لكنه يحتاج إلى إدارة ذكية بعيدًا عن وسائل التواصل لتفادي الإضرار بالعلاقات.

5. التدخل في شؤون الآخرين علنًا

الانخراط في مناقشات أو نقاشات تتعلق بشؤون خاصة لأشخاص آخرين على فيسبوك، سواء كان ذلك بتعليقات أو منشورات، يُعد تعديًا على خصوصيتهم ويثير الاستياء والغضب. التدخل العلني غالبًا ما يُفسر على أنه محاولة للسيطرة أو الإحراج، مما يجعل الشخص الآخر يشعر بعدم الراحة ويؤدي إلى تباعده.

من الأفضل احترام المساحات الخاصة وعدم إقحام الآخرين في أمور لا يرغبون في مشاركتها بشكل عام.

6. نشر أخبار أو إشاعات غير مؤكدة

نشر معلومات غير مؤكدة أو إشاعات عن أشخاص معينين أو مواضيع حساسة يمكن أن يفسد العلاقات بشكل جذري. الإشاعات تؤدي إلى فقدان الثقة وخلق بيئة من الشك والريبة، وهذا يضر بشدة بالعلاقات الاجتماعية والأسرية. كما أن التعرض للإشاعات على فيسبوك قد يسبب إحراجًا كبيرًا ويؤدي إلى نزاعات قانونية أو شخصية.

التحقق من المعلومات قبل نشرها هو أساس مهم للحفاظ على مصداقية العلاقة.

7. الإفراط في التفاخر والظهور

الاستمرار في نشر صور أو منشورات تظهر التفاخر بالمظاهر المادية أو الإنجازات دون مراعاة مشاعر الآخرين قد يؤدي إلى نفور الأصدقاء والمعارف. يُعتبر هذا النوع من السلوك نوعًا من الغرور والأنانية، وقد يخلق فجوة نفسية بين الشخص ودوائر علاقاته. كذلك، قد يولد إحساسًا بالنقص أو القلق لدى البعض، مما يؤثر سلبًا على طبيعة العلاقة.

التوازن في التعبير عن الإنجازات والاهتمامات الشخصية يعزز التواصل ويشعر الآخرين بالتقدير.

8. المشاركات السياسية أو الدينية المثيرة للجدل

الحديث المتكرر عن المواضيع السياسية أو الدينية المثيرة على فيسبوك قد يؤدي إلى انقسامات في العلاقات الاجتماعية، خصوصًا عندما يتم التعبير عن الآراء بطريقة حادة أو متعصبة. الاختلاف في وجهات النظر أمر طبيعي، ولكن نشر وجهة نظر متطرفة أو استخدام أسلوب هجومي يمكن أن يقطع جسور الحوار والتفاهم.

الحوار البنّاء والاحترام المتبادل هما مفتاح استمرار العلاقات مهما اختلفت الأفكار.

9. الإفصاح عن أسرار أو معلومات خاصة

من أخطر الأمور التي يمكن أن تدمر العلاقات هو نشر أسرار أو معلومات خاصة تخص أشخاصًا معينين دون موافقة منهم. مثل هذه التصرفات تُفقد الطرف الذي قام بها الثقة تمامًا، ويؤدي ذلك إلى انقطاع التواصل وقطع العلاقات. الخصوصية ليست فقط حقًا قانونيًا بل هي حجر الأساس للعلاقات الاجتماعية القوية.

حفظ الأسرار والتزام السرية من أهم علامات الاحترام والتقدير.

10. الردود السلبية والعدائية في التعليقات

استخدام فيسبوك للتعبير عن الغضب أو الرد بطريقة عدائية في التعليقات أو المنشورات يُعد سببًا مباشرًا في تفكيك العلاقات. الردود السلبية غالبًا ما تتسبب في إساءة الفهم وتصعيد الخلافات. من الأفضل اللجوء إلى الحوار المباشر أو الانسحاب مؤقتًا من النقاش لتجنب تفاقم الأمور.

التحكم في الغضب والتواصل الهادئ يعززان من فرص استمرار العلاقات وتجاوز الخلافات.

خاتمة

يُعتبر فيسبوك وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي سلاحًا ذا حدين؛ فهو منصة تجمع الناس وتساعدهم على البقاء على اتصال، لكنه أيضًا قد يكون مصدرًا للخلافات والمشكلات إذا لم يُستخدم بحكمة ووعي. إن احترام خصوصية الآخرين، والحفاظ على أسرار العلاقات، والتعبير عن المشاعر بطريقة مناسبة، والابتعاد عن إثارة الخلافات العلنية، كلها عوامل جوهرية تساهم في تعزيز العلاقات الاجتماعية وجعلها أكثر متانة واستقرارًا.

إن فهم تأثير المحتوى الذي نشاركه على فيسبوك، واتخاذ قرارات واعية بشأن ما يُنشر وما يُحفظ خاصًا، يمثل جزءًا لا يتجزأ من مهارات التواصل الحديثة التي يجب على كل فرد تطويرها للحفاظ على علاقاته الاجتماعية بعيدًا عن النزاعات والتوترات التي قد تؤدي إلى فقدان الثقة وتفكك الروابط الإنسانية.

جدول يوضح تأثير بعض التصرفات على العلاقات في فيسبوك

المراجع

1. Kuss, D. J., & Griffiths, M. D. (2017). Social Networking Sites and Addiction: Ten Lessons Learned. International Journal of Environmental Research and Public Health, 14(3), 311. https://doi.org/10.3390/ijerph14030311

2. Fox, J., & Warber, K. M. (2014). Social networking sites in romantic relationships: Attachment, uncertainty, and partner surveillance on Facebook. Cyberpsychology, Behavior, and Social Networking, 17(1), 3-7. https://doi.org/10.1089/cyber.2012.0374