أحدث 10 جزر في العالم: نشوء الجزر الاصطناعية والطبيعية
على الرغم من أن الجزر هي من مكونات الجغرافيا الطبيعية التي قد تبدو ثابتة في معالمها، إلا أن الإنسان قادر على خلق جزر جديدة سواء عن طريق الطبيعة أو بتدخل بشري في مجموعة من الظروف الجغرافية الخاصة. تختلف الجزر التي ظهرت حديثًا حول العالم في طرق نشوئها وأسباب وجودها، وتتراوح بين الجزر الاصطناعية التي صنعها الإنسان، والجزر الطبيعية التي تشكلت بسبب الزلازل أو الطفوح البركانية.
مع تقدم العلم والتكنولوجيا، أصبحت دراسة الجزر الحديثة أمرًا ذا أهمية خاصة في مجالات البيئة، والسياسة، والهندسة المعمارية، والسياحة. في هذا المقال، سوف نستعرض أحدث 10 جزر في العالم، مع تسليط الضوء على كيفية نشوئها وأسباب ظهورها.
1. جزيرة “Zubair” – اليمن
جزيرة “زُبَيْر” هي واحدة من أحدث الجزر التي ظهرت في العالم، وهي تقع في البحر الأحمر، قبالة سواحل اليمن. ظهرت هذه الجزيرة بشكل مفاجئ في عام 2013 بعد أن شهدت المنطقة سلسلة من الزلازل البركانية. تمتد هذه الجزيرة على مسافة حوالي 1.2 كيلومتر مربع، وتتميز بتضاريسها البركانية وأرضها الحارة. وقد لفتت الجزيرة الأنظار بسبب نشوئها المفاجئ وطبيعتها البيئية الفريدة.
تتمتع جزيرة زُبَيْر بالكثير من التنوع البيولوجي، حيث تضم العديد من الأنواع البحرية التي تعتبر من الأنواع النادرة في البحر الأحمر. ورغم أن الجزيرة لا تزال غير مأهولة بالبشر، إلا أن العلماء يواصلون دراستها للتعرف على تطور الحياة البرية والنباتية فيها.
2. جزيرة “Hunga Tonga-Hunga Ha’apai” – تونغا
في عام 2015، شهدت جزر تونغا في المحيط الهادئ واحدة من أكثر الظواهر البركانية إثارة للدهشة عندما ظهرت جزيرة جديدة نتيجة للانفجار البركاني تحت الماء. تقع جزيرة “هُونغا تُونغا-هُونغا هَابَاي” في أرخبيل تونغا جنوب المحيط الهادئ، وقد تكونت بسبب ثورة بركانية عنيفة تحت سطح الماء.
تعتبر هذه الجزيرة مثالًا حيًا على الجزر البركانية التي تتكون بسرعة نتيجة النشاط البركاني تحت الماء. وقد أثار ظهور الجزيرة اهتمام العلماء والبيئيين، إذ أن هذا النوع من الجزر يساهم في فهم العمليات الجيولوجية التي تحدث في قاع المحيط.
3. جزيرة “Thurston” – الولايات المتحدة الأمريكية
جزيرة “ثورستون” هي جزيرة حديثة في المحيط الهادئ، تقع بالقرب من الساحل الجنوبي للولايات المتحدة. تشكلت نتيجة للانهيار الثلجي الكبير الذي وقع في أحد الأنهار الجليدية في منطقة ألاسكا في عام 2020. أدى هذا الانهيار إلى تدفق المياه الجليدية بشكل مفاجئ نحو المحيط، مما أسفر عن تكوين هذه الجزيرة. تعتبر جزيرة ثورستون واحدة من أبرز أمثلة الجزر التي تظهر نتيجة للعمليات الجليدية.
4. جزيرة “Nirgalv” – البحر الكاريبي
تُعد جزيرة “نيرغالڤ” واحدة من أحدث الجزر التي ظهرت في البحر الكاريبي، والتي ظهرت نتيجة للأنشطة البركانية العميقة في قاع البحر. تقع الجزيرة في أقصى الجنوب من البحر الكاريبي، بالقرب من سواحل جزر الهند الغربية. هذا الموقع الاستراتيجي جعل منها نقطة انطلاق للعديد من الدراسات العلمية حول الانفجارات البركانية البحرية وتكوين الجزر. على الرغم من حجم الجزيرة الصغير إلا أنها تمتاز بوجود العديد من الحيوانات والنباتات التي تأقلمت مع الظروف البيئية القاسية.
5. جزيرة “New Insel” – ألمانيا
جزيرة “نيو إينزيل” هي جزيرة صغيرة للغاية في بحر الشمال، نشأت نتيجة للزلازل التي ضربت المنطقة في العام 2017. قد تكون هذه الجزيرة واحدة من أكثر الأمثلة المثيرة للاهتمام على الجزر الاصطناعية، حيث بدأ إنشاء الجزيرة نتيجة لحاجة بعض المنظمات لتوفير بيئة مناسبة لأبحاث التغير المناخي، واختبارات التجارب البيئية. يبلغ طول الجزيرة حوالي 700 متر فقط، وقد أصبحت مركزًا لعدد من المشاريع العلمية والبيئية.
6. جزيرة “Bikini Atoll” – جزر مارشال
على الرغم من أن جزيرة “بيكيني أتول” ليست جزيرة جديدة تمامًا، إلا أنها شهدت مجموعة من التغيرات الجغرافية الهامة مؤخرًا بعد تجديد النشاط البركاني في المنطقة. تقع الجزيرة في جزر مارشال في المحيط الهادئ، وهي معروفة تاريخيًا كونها موقعًا لاختبارات الأسلحة النووية خلال القرن العشرين. إلا أن النشاط البركاني الأخير ساهم في تغير شكل الجزيرة وظهور جزر صغيرة جديدة بالقرب منها، وهو ما جعل هذه المنطقة واحدة من أكثر الأماكن المثيرة للاهتمام من الناحية الجغرافية والعلمية.
7. جزيرة “Tungurahua” – الإكوادور
جزيرة “تونغوراهوا” هي جزيرة صغيرة تتشكل بشكل دوري بسبب النشاط البركاني في منطقة الإكوادور. يقع البركان الذي سميت الجزيرة باسمه في جبال الأنديز. تشكلت هذه الجزيرة على مر السنوات نتيجة للانفجارات البركانية المتكررة التي حولت المنطقة إلى كتلة أرضية جديدة. في العديد من الأحيان، تختفي الجزيرة في البحر بسبب تآكل الأرض بفعل الأمواج، لكن النشاط البركاني يواصل تكوينها بشكل مستمر.
8. جزيرة “Surtsey” – آيسلندا
جزيرة “سورتي” هي واحدة من أروع الأمثلة على الجزر الحديثة التي ظهرت نتيجة للنشاط البركاني. تقع هذه الجزيرة في المحيط الأطلسي، قرب سواحل آيسلندا، وقد تكونت في عام 1963 إثر ثورة بركانية تحت سطح البحر. تعتبر هذه الجزيرة من أهم المواقع الطبيعية المدروسة في العالم، حيث كان العلماء يراقبون تطور الحياة على الجزيرة التي بدأت من الصفر. وقد ساعدت الأبحاث التي أجريت على جزيرة سورتي في تقديم فهم عميق لتطور الكائنات الحية في البيئات البركانية.
9. جزيرة “Jeju” – كوريا الجنوبية
جزيرة “جيجو” هي جزيرة مشهورة في كوريا الجنوبية، تتمتع بموقعها الاستراتيجي في البحر الأصفر. رغم أن الجزيرة ليست حديثة النشوء بشكل كامل، إلا أنها شهدت تغييرات كبيرة في شكلها الجغرافي نتيجة لعمليات التعرية البحرية على مدار السنوات الأخيرة. تعتبر هذه الجزيرة من الأماكن السياحية الأكثر جذبًا في كوريا الجنوبية، إذ تتميز بطبيعتها الخلابة والبركانية.
10. جزيرة “Sable” – كندا
جزيرة “سابِل” هي جزيرة قديمة نوعًا ما، ولكنها شهدت تكوّن أراضٍ جديدة بشكل مستمر بسبب عمليات المد والجزر التي تجلب معها الرمال والطين من قاع البحر. تقع هذه الجزيرة قبالة سواحل كندا في المحيط الأطلسي، وارتبط ظهور أراضٍ جديدة في هذه الجزيرة بالتغيرات المناخية في المنطقة. وبفضل تزايد الجزر الصغيرة في هذه المنطقة، أصبحت جزيرة سابِل مقصدًا للعديد من العلماء والباحثين في مجالات علوم الأرض والمحيطات.
الخاتمة
لقد شهدنا في السنوات الأخيرة ظهور العديد من الجزر الحديثة حول العالم، التي تنوعت في طرق نشوئها ما بين الجزر البركانية التي تشكلت بفعل الانفجارات البركانية، والجزر التي نشأت بفعل الأنشطة الجليدية والتعرية البحرية. كما أن الإنسان قد كان له دور في إنشاء جزر اصطناعية لمختلف الأغراض، سواء كانت لأبحاث علمية أو للاستخدامات الحضرية.
