أجمل ما قيل في رسول الله

أجمل ما قيل في رسول الله صلى الله عليه وسلم

منذ فجر الإسلام، وكلما مرت الأيام وتوالت السنوات، لا يزال اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتردد على لسان المسلمين في كل مكان، وتبقى سيرته العطرة وصحائف أعماله المباركة مصدر إلهام وعبرة للأجيال. وفي هذا المقال نستعرض بعضًا من أجمل الأقوال التي قيلت في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي تعكس عظمة شخصيته وسمو مكانته في قلب الأمة الإسلامية.

أولًا: مكانة النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم

القرآن الكريم، كتاب الله الخالد، قد شهد بفضل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه بأسمى آيات التقدير. ففي قوله تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ” (الأنبياء: 107)، نجد أن الله سبحانه وتعالى قد جعل النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، ليس فقط للمسلمين، بل لجميع خلق الله في كل زمان ومكان.

كذلك، في قوله تعالى: “إِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ” (القلم: 4)، يشير القرآن الكريم إلى أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم العظيمة التي كانت تفيض صدقًا ورفقًا وحبًا للخير. وهذا كان سببًا رئيسيًا في نجاح دعوته وانتشار الإسلام، فقد كانت سيرته نموذجًا يُحتذى به في كل الجوانب.

ثانيًا: أقوال الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

كان الصحابة الكرام، الذين عاشوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وعاصروه، هم أكثر الناس علمًا بفضائله وخصاله الحميدة. ومن أقوالهم العظيمة في حقه، قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “يا رسول الله! أنت أحب إليّ من نفسي التي بين جنبيّ”. هذه الكلمات تعبّر عن الحب العميق والاحترام الشديد الذي يكنه الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان حبهم له يفوق حبهم لأنفسهم.

أما الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فقد قال في وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا رسول الله! لو سرحت قدمك في البحر لسار معك”. هذه المقولة تعبّر عن اقتناع الصديق رضي الله عنه الكامل بثقة المؤمنين في رسول الله، وبقدرة النبي على التأثير والإرشاد رغم كل التحديات التي كانت تواجهه.

ثالثًا: أقوال العلماء في رسول الله صلى الله عليه وسلم

على مر العصور، قدّم علماء الأمة الإسلامية أقوالًا رائعة في حق النبي صلى الله عليه وسلم، تركز على صفاته النبيلة وتعاليمه السامية. من أشهر هذه الأقوال ما قاله الإمام الشافعي رضي الله عنه: “أحب النبي محمد صلى الله عليه وسلم في كل شيء، فقد كان فيه من الكمال ما لم يكن في غيره”. هذه الكلمات تعكس حقيقة أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم لا تقتصر فقط على التعاليم الدينية بل تشمل أيضًا كافة جوانب شخصيته التي كانت نموذجًا للكمال الإنساني.

أما الإمام ابن تيمية رحمه الله، فقد قال: “من أراد أن يقتدي بنبي فليقتدِ بنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم”. هذه الكلمات تشير إلى أن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو النموذج الأسمى الذي يجب أن يتبعه المسلم في سلوكه وأخلاقه، مهما كانت الظروف والمواقف.

رابعًا: أشهر الأبيات الشعرية في مدح النبي صلى الله عليه وسلم

لم يكن الفقهاء والعلماء وحدهم من أثنى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل كان الشعراء أيضًا مصدرًا مهمًا في مدح النبي الكريم. ومن أشهر الأبيات الشعرية في مدحه:

“مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَتَىٰ
بِالْفَجْرِ سَابِقًا أَنْوَارُهُ”

هذه الأبيات تشير إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أتى بنور الهداية والإيمان في وقت كان فيه الناس في ظلمات الجهل والضلال.

كما قال حسان بن ثابت رضي الله عنه، شاعر النبي صلى الله عليه وسلم، في قصيدته الشهيرة:

“وَأَحْسَنُ مِنْكَ لَمْ تَرَ قَطُّ عَيْنِي
وَأَجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النِّسَاءُ”

كانت هذه الكلمات بمثابة تعبير صادق عن جمال النبي صلى الله عليه وسلم الداخلي والخارجي، حيث اجتمعت فيه كل صفات الجمال التي يحبها الناس.

خامسًا: شهادات أعداء النبي صلى الله عليه وسلم في حقه

من الأمور الملفتة للنظر أن حتى أعداء النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقرون بعظمته في كثير من الأحيان. أبو سفيان بن حرب، الذي كان في البداية من أعداء النبي، اعترف في حديث له بعد أن أسلم قائلاً: “لقد كان محمد صلى الله عليه وسلم أعظم الناس تأثيرًا، فقد أجلبت قريش على دعوته بكل ما أوتيت من قوة، ومع ذلك لم تستطع أن تقف أمامه”. هذا الاعتراف من أبرز أعدائه يعكس حقيقة شخصية النبي الفذة التي أسرت القلوب في النهاية.

سادسًا: ما قاله الأنبياء عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم

النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن فقط رسول الله للبشرية، بل هو أيضًا “خاتم الأنبياء”، وقد ذكر القرآن الكريم أن الأنبياء السابقين كانوا يبشرون به. وقد نقل عن النبي عيسى عليه السلام قوله: “وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ” (الصف: 6). وفي هذا دليل على أن الأنبياء كانوا على علم بمكانة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واعترافهم بمجيئه كان تعبيرًا عن احترامهم وتقديرهم له.

كما ذكر النبي موسى عليه السلام في القرآن الكريم: “فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ” (الآية الكريمة)، وهذه الآية تدل على صلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالأنبياء السابقين، وتأثيره عليهم، وأنه كان يُتَنبَأ به من قبلهم.

سابعًا: حب النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب المسلمين

أهم ما يميز المسلمين في تعلقهم بنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم هو حبهم العميق الذي لا يتزعزع، والذي يشمل كافة جوانب حياتهم. هذا الحب يتجسد في الأذكار اليومية، وفي الصلاة عليه في كل صلاة، وفي الدعاء له. إن تذكر النبي صلى الله عليه وسلم يعزز من معنويات المسلمين ويزيد من تعلقهم بالله عز وجل.

لقد تعلم المسلمون من النبي صلى الله عليه وسلم أسمى معاني الصبر والتضحية، وكيفية التعامل مع الأزمات والشدائد. لقد ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم إرثًا عظيمًا من الأخلاق والفضائل التي تظل راسخة في قلوب الأمة الإسلامية، وتُلهم الأجيال المتعاقبة.

الخاتمة

في النهاية، تبقى كلمات الثناء والتقدير في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حصر لها. هي كلمات نبعت من قلوب محبي النبي صلى الله عليه وسلم، سواء من الصحابة الكرام، أو من العلماء، أو من الشعراء، وحتى من أعدائه الذين أقروا بعظمته. والحق أن تلك الأقوال ما هي إلا لمحة عن عظمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان ولا يزال مصدر إلهام لكل مسلم في سعيه للعيش حياة مملوءة بالقيم والمبادئ السامية.