دعاء بين السجدتين: فضله وأهمية الدعاء في الصلاة
الدعاء بين السجدتين هو من أهم المواضع التي يُستحب فيها الدعاء في الصلاة. يعتبر السجود من أقرب الأوقات التي يكون فيها العبد أقرب إلى ربه، وهذا ما يبرز أهمية الدعاء بين السجدتين. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد”. ولهذا كان للدعاء في هذا الموضع مكانة عظيمة في ديننا، لما له من أثر بالغ في التقرب إلى الله، وزيادة الأجر، والاستجابة لدعوات المؤمنين.
تعريف دعاء بين السجدتين
دعاء بين السجدتين هو الدعاء الذي يقوم به المسلم بعد رفعه من السجدة الأولى وقبل أن يهبط للسجدة الثانية في الصلاة. يُستحب أن يكون هذا الدعاء مأثورًا، إلا أن المسلم يمكنه أن يدعو بما يشاء من خير الدنيا والآخرة، مع الإكثار من الدعاء بأن يُهدي الله قلبه، ويغفر له ذنوبه، ويمنحه البركة في حياته. يتم ترديد هذا الدعاء في كل صلاة، وهو يعد من أكثر الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء.
الأوقات التي يُستحب فيها الدعاء بين السجدتين
على الرغم من أن الدعاء بين السجدتين ليس فرضًا في الصلاة، إلا أنه يعد من السنن المؤكدة التي ينبغي على المسلم الالتزام بها، لأن السجود بشكل عام هو من أعظم المواضع التي يُستحب فيها الدعاء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فأنكم لا تسجدون إلا وأنتم ساجدون”. كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “أما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فأنكم لا تسجدون إلا وأنتم ساجدون”.
في هذا السياق، لا تقتصر أهمية الدعاء بين السجدتين على كونه فعلًا مشروعًا فحسب، بل إن له أيضًا فضائل عظيمة على مستوى القبول والرحمة من الله عز وجل. وبذلك، يصبح الدعاء بين السجدتين من أفضل وسائل استجابة الدعاء في الصلاة.
كيفية الدعاء بين السجدتين
ينبغي على المسلم في هذا الموضع أن يتحلى بالتواضع والخشوع عند الدعاء، مع التأكد من أنه في حالة طهارة ويمتلئ قلبه بالإيمان والتوجه إلى الله. ويمكن أن يكون الدعاء بين السجدتين أي دعاء يريد المسلم أن يتضرع به إلى الله، سواء كان دعاءً مأثورًا أو دعاءً شخصيًا. ومن بين الأدعية المأثورة التي وردت في الحديث النبوي:
-
اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني.
-
رب اغفر لي، رب اغفر لي.
يُستحب أن يتوجه المسلم إلى الله بخشوع، فيطلب من الله مغفرته ورحمته، ويطلب منه أن يرزقه الهداية، وأن يعيشه في حال من العافية والبركة.
فضل الدعاء بين السجدتين
يعد الدعاء بين السجدتين من أبرز الوسائل التي يمكن للمسلم استخدامها للحصول على الأجر العظيم من الله. فقد ورد في الحديث النبوي أن الدعاء في السجود من أكثر الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء، ويعود الفضل في ذلك إلى مقام السجود ذاته، الذي يُعتبر من أوقات الذل والتواضع أمام الله.
في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء”. هذا الحديث يعكس أهمية الدعاء في هذا الموضع، حيث يُستحب أن يكثر المسلم من الدعاء بين السجدتين.
1. استجابة الدعاء:
من أبرز الفضائل التي تتعلق بالدعاء بين السجدتين هي استجابة الله لدعاء عبده في هذا الموضع. ومن الجدير بالذكر أن الله سبحانه وتعالى يجيب دعاء عبده في الصلاة بشكل عام، وفي السجود بشكل خاص، لأنه وقت الخضوع التام لله، وإظهار العبودية الكاملة له.
2. تكفير الذنوب:
الدعاء بين السجدتين يعد من وسائل تكفير الذنوب الصغيرة، وهذا ما ورد في الحديث الشريف: “إذا سجد العبد لله في سجوده، فإن الله يغفر له ما تقدم من ذنبه”. وعلى الرغم من أن هذا الحديث يتحدث عن السجود بشكل عام، إلا أن الدعاء بين السجدتين يعكس عبادة السجود التي تقرب العبد من الله، فتُغفر الذنوب.
3. تقوية العلاقة مع الله:
عند قيام المسلم بالدعاء بين السجدتين، يكون في أقوى حالات الخشوع والتوجه إلى الله، ما يعزز من تواصله الروحي مع خالقه، ويجعل قلبه أقرب إلى ربه. يمكن أن يشعر المسلم بحالة من السكينة والطمأنينة عندما يُرفع الدعاء بين السجدتين، ما ينعكس إيجابًا على حياته اليومية.
دعاء بين السجدتين في ضوء الكتاب والسنة
في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، نجد أن الدعاء هو من أسمى العبادات التي يحبها الله، وقد دعا الله عباده إلى الدعاء في العديد من الآيات. ومن أشهر الآيات التي تتحدث عن الدعاء قول الله تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ” (غافر: 60). هذه الآية تبرز حقيقة أن الله عز وجل يستجيب لدعاء عباده، ويعدهم بالإجابة، شريطة أن يكون الدعاء خالصًا من القلب، ويكون المسلم في حالة تواضع وخشوع.
أما في السنة النبوية، فقد ورد العديد من الأحاديث التي تؤكد أهمية الدعاء في الصلاة، ومنها الحديث الذي ذكرناه سابقًا: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء”. هذه الأحاديث تبين بوضوح أن الدعاء في السجود هو من أفضل الأوقات للاستجابة، ولذلك يجب على المسلم أن يستغل هذه الفرصة للدعاء بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة.
بعض الأدعية بين السجدتين
إليك بعض الأدعية التي يمكن أن يرددها المسلم بين السجدتين في صلاته:
-
اللهم اجعلني من الذين يسيرون على صراطك المستقيم.
-
اللهم اغفر لي ولعائلاتنا ولأحبابنا، وبارك في أرزاقنا.
-
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
-
اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل.
يمكن للمسلم أن يدعو بما يطمح إليه، سواء في أمور دينه أو دنياه، وتظل هذه الأوقات محط اهتمام كبير من قبل العلماء الذين أكدوا على أهمية الدعاء بين السجدتين.
الخلاصة
دعاء بين السجدتين ليس مجرد سنة نبوية، بل هو فرصة عظيمة للمسلم ليتقرب إلى ربه في أوقات السجود. يعتبر هذا الدعاء من أعظم الأدعية التي يمكن أن يتحقق فيها الاستجابة من الله، لما لها من فضل عظيم وأثر كبير على حياة المسلم.
