أجمل الحكم عن الأم

أجمل الحكم عن الأم

لا يمكن اختزال دور الأم في كلمات، ولا يمكن لحروف اللغة أن تفي حقّ هذه الإنسانة التي هي أصل الحياة ومهد الحنان ومصدر الدفء، فهي أول من يعطينا دون انتظار مقابل، وأول من يحتضننا حين نخفق، وآخر من يتخلى عنا مهما اشتدّت بنا الأيام. الأم ليست فقط من تلد وتُرضع وتربّي، بل هي التي تبني شخصيتنا وتضع لبنة أخلاقنا وتعلّمنا الصبر، الكرامة، والحب غير المشروط. ولأنّ مكانتها السامية ألهمت الفلاسفة، والحكماء، والشعراء، فقد تركوا لنا كنوزاً من الحكم والأقوال التي تُجسّد عظمة الأم في حياة كل إنسان، وسنتناول في هذا المقال مجموعة من أجمل الحكم عن الأم، مع تحليل دلالاتها، واستعراض أثر الأم في حياة الفرد والمجتمع.

الأم: أعظم إنسانة في التاريخ الإنساني

يقول الفيلسوف الفرنسي فيكتور هوغو: “من يفتح مدرسة يغلق سجناً، ومن يفتح قلب أم يُنير العالم”. فالأم هي المدرسة الأولى التي يتلقى فيها الطفل أولى دروس الحياة. ليست المدرسة فقط التي تُعلّم الحروف، بل تلك التي تُعلّم القيم والرحمة والانضباط والمحبّة.

وليس من قبيل المبالغة أن يُقال إنّ كل عظمة في العالم تبدأ من حضن أم، لأنّها التي تزرع البذور الأولى للنجاح، وتغذّيها بالحب والعطاء والتشجيع والصبر.

أجمل الحكم عن الأم ومعانيها

فيما يلي مجموعة من أروع الحكم والأقوال الخالدة التي قيلت عن الأم، مع تحليل دلالي لكل واحدة منها:

تأثير الأم في تكوين الشخصية

التربية التي يتلقاها الإنسان في حضن أمه تصوغ شخصيته وتبني معتقداته وتؤسس لمفاهيمه الأخلاقية. منذ لحظة الولادة، يبدأ الطفل في تلقي التأثير العاطفي والسلوكي من والدته، ويُشكّل ذلك لاحقاً تصرفاته ونظرته للحياة. الطفل الذي نشأ في بيئة دافئة، تشجعه الأم فيها وتغرس فيه القيم والمبادئ، يكون أكثر استقراراً نفسياً وأقدر على مواجهة التحديات.

كما تؤثر الأم في تكوين الهوية الثقافية والروحية، فهي من تُعلّم الطفل لغته الأولى، وتزرع فيه حب دينه، وعاداته، وقيم مجتمعه.

الأم في الثقافات والحضارات

مكانة الأم لا تقتصر على مجتمع معين أو زمن محدد، بل هي قيمة إنسانية سامية عبر العصور والثقافات:

• في الإسلام: جعل الله برّ الأم من أعظم القربات، وقرن طاعتها بطاعته في قوله: “وبالوالدين إحساناً”، وجاء في الحديث الشريف: “أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أباك”.

• في الحضارة المصرية القديمة: كانت الأم تُقدّس، واعتبر المصريون القدماء الإلهة “إيزيس” رمزاً للأمومة والتضحية.

• في الغرب المعاصر: يُحتفل بيوم الأم (Mother’s Day) تعبيراً عن الامتنان والعرفان، وهو تعبير اجتماعي عن أهمية دورها المتجدد في بناء الأسرة والمجتمع.

دور الأم في بناء المجتمعات

الأم ليست مجرد فرد داخل الأسرة، بل هي الركيزة التي تقوم عليها المجتمعات. حين تكون الأم مثقفة، صالحة، ومُلهِمة، فإنّها تخرج أجيالاً قادرة على التغيير والإبداع. وبالمقابل، فإنّ إهمال دور الأم أو تهميشها يؤدي إلى تفكك الأسرة، وبالتالي تفسخ المجتمع.

الدولة التي تهتم بالأمهات، وتوفّر لهن الرعاية والدعم، تحصد مستقبلاً أكثر استقراراً ونمواً، لأنّ الأم الواعية تربي أبناءً قادرين على البناء، لا الهدم.

الحب اللامحدود: جوهر الأمومة

لا يوجد حبٌ يوازي حب الأم، فهو حب فطري، غريزي، غير أناني، لا يتبدّل ولا ينضب. هذا الحب يظهر في كل تصرّف تقوم به، من أبسط أفعالها اليومية إلى أكبر التضحيات. هي التي تؤثر أبناءها على نفسها في كل شيء: في الطعام، والراحة، والنوم، وحتى في الأحلام.

الحب الأمومي لا يحتاج إلى إثبات أو كلمات، بل هو إحساس يُترجم إلى رعاية دائمة، ودعاء مستمر، وخوف صامت لا يفارق القلب.

في مديح الأم: أقوال الحكماء والفلاسفة

• “كل ما أنا، أو آمل أن أكون، مدين به لأمي.” – أبراهام لنكولن

• “إنّ مستقبل الطفل هو عمل أمه.” – نابليون بونابرت

• “الأم هي التي يمكنها أن تحل محل الجميع، ولكن لا يمكن لأحد أن يحلّ محلها.” – كاردينال ميرميلو

• “الطفل لا يعرف قيمة أمه إلا بعد أن يفقدها.” – مثل عربي

• “مهما كان الرجل عظيماً، فهناك امرأة عظيمة وراءه، وغالباً ما تكون أمه.” – رالف والدو إيمرسون

الأم في الأدب والشعر

العديد من الشعراء تغنّوا بالأم، وكتبوا أجمل القصائد في مدحها، ومن بينهم:

• إيليا أبو ماضي: قال “الأمّ مدرسةٌ إذا أعددتها ** أعددت شعباً طيب الأعراق”

• حافظ إبراهيم: كتب: “الأمّ أستاذ الأساتذة الألى ** شغلت مآثرهم مدى الآفاق”

• محمود درويش: عبّر عنها قائلاً: “أحنّ إلى خبز أمي، وقهوة أمي، ولمسة أمي…”

في الشعر، كانت الأم رمزاً للوطن، والعطاء، والذكريات، والحياة، وكل ما هو أصيل ونقي.

أثر غياب الأم في حياة الإنسان

رحيل الأم أو غيابها، سواء بالموت أو الانفصال أو حتى الغربة، يترك أثراً عميقاً في نفس الإنسان لا يُمحى بسهولة. كثير من الأفراد يحملون جراحاً خفية بسبب هذا الفقد، ويفتقدون الدعم العاطفي الذي كانت تمنحه الأم بلا مقابل.

غالباً ما يظهر أثر غياب الأم في لحظات الضعف، والانكسار، حين يبحث الإنسان عن من يحتضنه دون أن يحكم عليه، فلا يجد سوى الفراغ.

خلاصة

الأم ليست فقط صفة بيولوجية، بل هي أعظم منصب يمكن أن يحتله إنسان. هي الحنان، الحضور، النور، العطاء، والتضحية التي لا تُطلب بل تُمنح. ومن لا يزال يملك أماً على قيد الحياة، فهو في نعمة يجب أن يشكر الله عليها كل يوم. أما من فقد أمه، فليتذكر أن ذكراها باقية، وأن كل خير يفعله هو امتداد لرسالتها في الحياة.

المراجع:

1. كتاب “الأمومة في ميزان التربية” – د. عبد الكريم بكار

2. “حكم وأقوال عن الأم” – موقع حكمة [https://hekams.com]