أسباب حرقة العين وعلاجها

أسباب حرقة العين

تعاني العديد من الأشخاص من مشكلة حرقة العين، التي قد تكون عرضاً مؤقتاً أو إشارة إلى حالة طبية تستدعي التدخل. تتنوع أسباب حرقة العين ما بين العوامل البيئية والمشاكل الصحية الداخلية، وقد تتفاوت شدة الأعراض من حالة إلى أخرى. لذلك، يعد فهم أسباب هذه المشكلة أمراً ضرورياً لتقديم الحلول المناسبة سواء كان ذلك عن طريق تغيير العادات اليومية أو معالجة الأمراض المسببة.

1. الجفاف وتهيج العين

يعد الجفاف من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى شعور الشخص بحرقة في العين. يعتبر الجفاف ناتجاً عن عدم إنتاج الغدد الدمعية الكمية الكافية من الدموع لتغطية العين وحمايتها من الملوثات الخارجية. يؤدي هذا إلى شعور بالحرقة والتهيج، كما قد ترافقه أعراض أخرى مثل الحساسية للضوء أو الشعور بوجود شيء عالق في العين.

هناك العديد من العوامل التي تساهم في الجفاف، منها:

• التعرض المستمر للهواء الجاف أو المكيفات: قد يؤدي التعرض للهواء الجاف الناتج عن المكيفات أو البيئة الجافة إلى تبخر الدموع بسرعة.

• استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة: من خلال النظر المستمر إلى الشاشات، يقل معدل الرمش مما يؤدي إلى قلة إفراز الدموع.

• الشيخوخة: مع تقدم العمر، تقل قدرة الغدد على إفراز الدموع.

2. التهابات العين

قد تحدث التهابات في العين بسبب عدوى بكتيرية أو فيروسية، ما يؤدي إلى شعور بالحرقة والتهيج. من أبرز أنواع التهابات العين التي قد تسبب هذه الأعراض:

• التهاب الملتحمة (Conjunctivitis): وهو التهاب يصيب الغشاء الذي يغطي العين، وتسبب هذه الحالة احمراراً وحكة في العين مع شعور بالحرقة. يمكن أن يكون التهاب الملتحمة ناتجاً عن عدوى فيروسية أو بكتيرية أو حتى بسبب رد فعل تحسسي.

• التهاب القرنية (Keratitis): قد يصيب القرنية ويؤدي إلى تدهور الرؤية والشعور بحرقة شديدة. قد تكون هذه الالتهابات ناتجة عن إصابة العين بأجسام غريبة أو بسبب العدوى.

3. التحسس والعوامل البيئية

تعد الحساسية من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى حرقة العين، حيث يتسبب تعرض العين لمواد معينة مثل حبوب اللقاح، العطور، أو غبار المنازل في تهيج العين وظهور أعراض مثل الحكة والاحمرار مع شعور بالحرقة. كما يمكن أن تكون العوامل البيئية مثل العواصف الترابية أو الدخان سبباً في التهيج وحرقة العين.

4. ارتداء العدسات اللاصقة

يعتبر ارتداء العدسات اللاصقة من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الشعور بحرقة العين. قد ينتج عن ارتداء العدسات اللاصقة لفترات طويلة دون العناية الكافية بها أو بسبب ارتداء العدسات غير المناسبة أن تصبح العين جافة أو متهيجة. هذا يؤدي إلى زيادة احتكاك العدسة بسطح العين ما يسبب حرقة وأحياناً ألم.

5. المشاكل الصحية المتعلقة بالعيون

هناك عدة حالات صحية قد تكون سبباً في الحرقة المستمرة في العين، مثل:

• الزرق (Glaucoma): وهو مرض يؤثر على العصب البصري ويؤدي إلى ضغط مرتفع داخل العين. قد يؤدي الزرق إلى حرقة في العين، خاصة في حال حدوث نوبات من الألم المرتبط بهذا المرض.

• التهاب الأجفان (Blepharitis): وهو التهاب يصيب الجفن ويؤدي إلى تهيج العين. يحدث بسبب انسداد الغدد الدهنية في الجفن، مما يتسبب في شعور بالحرقة وحكة مستمرة في العين.

6. استخدام مستحضرات التجميل

قد يكون سبب حرقة العين ناتجاً عن استخدام مستحضرات التجميل مثل الكحل، أو المسكرة، أو ظلال العيون التي قد تحتوي على مواد كيميائية تؤدي إلى تهيج العين. كما أن دخول جزء من هذه المستحضرات داخل العين قد يسبب إحساساً بالحرقة أو الألم.

7. العدوى الفطرية أو الطفيلية

تعد العدوى الفطرية أو الطفيلية سبباً أقل شيوعاً، لكنها يمكن أن تؤدي إلى حرقة العين. قد تكون هذه العدوى ناتجة عن إصابة العين بفطريات أو طفيليات تدخل العين بسبب التلامس المباشر مع أسطح ملوثة أو بسبب ارتداء العدسات اللاصقة.

8. التعرض للأشعة فوق البنفسجية

التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية قد يؤدي إلى تهيج العين وظهور أعراض مثل الاحمرار والحرقة. يحدث ذلك عندما تتعرض العين لأشعة الشمس المباشرة دون حماية، خاصة في الأماكن ذات الارتفاعات العالية أو أثناء الأنشطة مثل التزلج أو السباحة.

9. الأمراض الجهازية

هناك بعض الأمراض التي تؤثر على صحة العين بشكل غير مباشر، مثل:

• مرض السكري: يؤثر مرض السكري على الأوعية الدموية في العين ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل في إفراز الدموع أو زيادة الجفاف في العين.

• الذئبة الحمراء: وهو مرض مناعي ذاتي قد يتسبب في التهاب الأوعية الدموية في العين، مما يؤدي إلى شعور بالحرقة.

10. التوتر والضغوط النفسية

التوتر والقلق قد يكونان من الأسباب غير المباشرة التي تؤدي إلى حرقة العين. في حالات الضغط النفسي، قد يلاحظ الشخص زيادة في التوتر العضلي في منطقة الجفن، بالإضافة إلى قلة النوم، مما قد يزيد من احتمالية الإصابة بحروق العين.

11. التلوث والمواد الكيميائية

التلوث الهوائي أو التعرض للمواد الكيميائية في الهواء يمكن أن يتسبب في تهيج العين، مما يؤدي إلى الشعور بالحرقة. قد يكون التعرض لهذه المواد في المصانع أو أثناء رش المبيدات الحشرية أو حتى أثناء استخدام بعض المنظفات المنزلية أحد الأسباب المؤدية إلى التهيج.

12. أسباب أخرى

• الإصابة المباشرة: قد تتسبب إصابة العين أو تعرضها لجسم غريب في الشعور بالحرقة.

• الالتهاب العصبي: في بعض الحالات، قد يكون التهاب الأعصاب في منطقة العين سبباً في الشعور بالحرقة، وخاصة في حالات التهاب العصب البصري.

كيفية العلاج والتعامل مع حرقة العين

يعتمد علاج حرقة العين بشكل أساسي على تحديد السبب الأساسي لها. إذا كان السبب ناتجاً عن الجفاف، يمكن استخدام قطرات العين الاصطناعية لترطيب العين. أما إذا كان السبب هو العدوى، فقد يصف الطبيب مضاداً حيوياً أو مضاداً للفطريات حسب نوع العدوى.

في حال كان السبب الحساسية، قد يوصي الطبيب باستخدام مضادات الهيستامين أو تجنب المواد التي تثير الحساسية. كما أن العناية الجيدة بالعدسات اللاصقة وتنظيفها بانتظام يمكن أن يمنع حدوث الحرقة الناتجة عن التهابات أو جفاف العين.

إضافة إلى ذلك، ينصح بحماية العين من أشعة الشمس باستخدام النظارات الشمسية التي توفر حماية من الأشعة فوق البنفسجية، وكذلك تجنب التعرّض للمثيرات البيئية مثل الغبار أو الدخان.

الوقاية والتوصيات

• استخدام قطرات العين المرطبة بانتظام خاصة في الأماكن الجافة.

• الابتعاد عن استخدام مستحضرات التجميل ذات المواد الكيميائية التي قد تؤدي إلى تهيج العين.

• ارتداء النظارات الشمسية عند الخروج في الشمس لحماية العينين من الأشعة فوق البنفسجية.

• الاعتناء بنظافة العدسات اللاصقة والحرص على تجنب ارتدائها لفترات طويلة.

• إجراء فحوصات دورية للعيون للكشف عن أي مشاكل صحية قد تؤدي إلى حرقة العين.

ختاماً، على الرغم من أن حرقة العين قد تكون مزعجة للغاية، إلا أن العلاج المبكر والتشخيص السليم يساعدان في التقليل من الأعراض والحفاظ على صحة العين.