أبراهام لينكولن، الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية، كان شخصية تاريخية ذات تأثير هائل على مسار الأمة الأمريكية. وُلد في 12 فبراير 1809، في ولاية كنتاكي، وكان ذلك البداية الهامة لرحلة حياته الفريدة. تربى في إلينويس، حيث اكتسب لينكولن خبراته الأولى وبدأ مسيرته المهنية كمحام. يعتبر لينكولن واحدًا من القادة الذين تركوا بصمة لا تُنس في تاريخ الولايات المتحدة.
في 1861، تولى أبراهام لينكولن رئاسة الولايات المتحدة في فترة زمنية حرجة تزامنت مع اندلاع الحرب الأهلية الأمريكية، والتي تحددت فترة رئاسته بفترة اضطرابات وتحديات هائلة. استمر في الرئاسة حتى عام 1865، حيث كان شاهدًا على نهاية الحرب الأهلية وفترة إعادة الإعمار.
لينكولن، بطوليته السياسية والإنسانية، ترك خلفه إرثًا لا يُضاهى. كانت فترة رئاسته محفوفة بالتحديات، إذ قاد البلاد خلال حقبة صعبة وأثرت على الجميع. بالرغم من نقصه في التعليم الرسمي، كان لديه حس استثنائي للعدالة والقضاء. كما أنه كان رجلاً من الشعب، وعمل بجد لتعزيز الوحدة الوطنية وإنهاء العبودية.
أحد الجوانب الملفتة لشخصية لينكولن هو تفكيره الديني والفلسفي. كان منفتحًا على الأديان المختلفة وكان يعتنق الديانة الديستية والبابتية بشكل رئيسي. لم يكن لديه انتماء ديني رسمي، ولكنه كان يتسم بالتفكير العميق في القضايا الروحية.
ليس فقط كان لينكولن زعيمًا سياسيًا بارعًا، بل كان أيضًا إنسانًا عائليًا. كان لديه أربعة أطفال وتزوج مرة واحدة في حياته. كما كان لديه ارتباط قوي بولاية إلينويس، حيث بدأت مسيرته السياسية وكانت مصدر إلهام له.
لم يكن لديه تعليم رسمي، ولكنه كان ذكيًا للغاية، وتجلى ذلك في ذكائه الذي يتراوح بين 128 و148 نقطة وفقًا للتقديرات. كما أن طوله البدني، البالغ 6 أقدام و4 بوصات، أعطاه وجاهة فارقة.
يعتبر لينكولن أيضًا بأنه رمز للحرب الأهلية، وكانت سياسته الخارجية تتسم بالحذر والحكمة. علق بقوة على مفهوم الديمقراطية والحقوق المدنية، وكتب الخطابات التي تظل ملهمة للأجيال اللاحقة.
رحيل أبراهام لينكولن في 15 إبريل 1865، بعد أن تم اغتياله، كان خسارة فادحة للأمة. وفاته جاءت في فترة حاسمة من تاريخ البلاد، ولكن إرثه استمر حيًا، حيث أثبتت السنوات اللاحقة أن قيمه ورؤيته ما زالت تلهم الأمريكيين والعالم بأسره.