آه، مجد كل ذلك: رحلة في عالم الفخامة والاضطراب

مقال حول كتاب “آه، مجد كل ذلك” لجون ويلسي

كتاب “آه، مجد كل ذلك” لجون ويلسي، الذي نشرته دار النشر “Penguin Press HC” في مايو 2005، يقدم لنا سرداً غير تقليدي لحياة مليئة بالتحديات والصراعات، ضمن إطار من الفخامة والترف الذي لا يمكن إلا أن يثير الإعجاب والدهشة. يحكي الكتاب قصة حياة المؤلف، الذي ينحدر من عائلة غنية وثرية، ويعرض لنا تفاصيل مذهلة عن تفاصيل أسرته الغريبة، وصراعاته الشخصية، وتحوله إلى شخص ناضج في ظل ظروف غير عادية.

تبدأ الرواية بمقدمة مثيرة تجذب القارئ، حيث يقول ويلسي: “في البداية كنا سعداء. وكنا دائماً مفرطين. لذا في البداية كنا سعداء بشكل مفرط.” من خلال هذه الجملة الافتتاحية، يضع ويلسي القارئ في قلب عالم من الترف المبالغ فيه والسعادة المؤقتة. يقدم لنا وصفاً لحياة أسرته التي كانت تتميز بالثراء الفاحش والأحداث الغريبة التي لا تنفك تتوالى.

تدور أحداث الكتاب حول عائلة ويلسي التي تنتمي إلى أوساط النخبة في سان فرانسيسكو. والدته، التي يمكن التعرف عليها كإحدى الشخصيات الغامضة التي تمثلها الروايات المماثلة لأرمستيد ماوبين، كانت إحدى رموز المجتمع في الثمانينيات، حيث كانت تستضيف السياسيين والفنانين في شقتها الفاخرة التي تقع على قمة أحد التلال في سان فرانسيسكو. أما والده، فقد كان شخصية معقدة يستخدم طائرته الهليكوبتر لتوصيل ابنه إلى قاعات الألعاب، ويقوم بإعطائه نصائح غريبة حول النظافة في الأماكن العامة.

تتخذ القصة منعطفاً درامياً عندما ينفصل والدا ويلسي، ويتزوج والده بأفضل أصدقائه. يؤثر هذا الحدث بشكل كبير على حياة ويلسي، ويبدأ رحلة مليئة بالمشاكل والصراعات. تبدأ والدته التي تصاب بأزمات نفسية حادة تدفعها إلى محاولة الانتحار ثم تبدأ رحلة حول العالم مع مجموعة من الأطفال متعددة الأعراق، على أمل تحقيق السلام العالمي والفوز بجائزة نوبل.

يواجه ويلسي في هذه المرحلة العديد من التحديات، حيث يجد نفسه متنقلاً بين خمس مدارس ثانوية قبل أن ينتهي به المطاف في مدرسة إصلاحية غير تقليدية في إيطاليا. تتناول القصة موضوعات متنوعة تشمل الجنس، روسيا، الطائرات الهليكوبتر، المدارس الداخلية، التطورات السيسمية، وعوالم خيالية مثل “أرض الوسط”، بالإضافة إلى جوانب أخرى من حياة ويلسي مثل التطرف المسيحي، والكلاب، والنزاعات الأسرية، والأمل، وغيرها.

تمتلئ صفحات الكتاب بأحداث مثيرة ومشاهد متباينة، تعكس الثراء والترف من جانب، والبحث عن الهوية الشخصية والتطور من جانب آخر. من خلال استعراض لحظات من حياته، يعكس ويلسي عمق الألم والتحديات التي مر بها وكيفية تعامله معها. يتناول الكتاب موضوعات متشابكة ومترابطة بشكل يجعل من قراءته تجربة غير تقليدية وفريدة.

بالتأكيد، يُعتبر كتاب “آه، مجد كل ذلك” تجربة أدبية مميزة تعكس حياة شخصية غير عادية ضمن إطار من الفخامة والتعقيد. يقدم ويلسي سرداً صادقاً ومؤثراً، يعكس بشكل كامل التحديات التي واجهها والأحداث التي شكلت مسار حياته، ويتيح للقارئ فرصة التعرف على عالم غني ومتنوع من التجارب والمواضيع التي تتقاطع بشكل غير متوقع.