في عام 1910، تنقلب مدينة فيينا، الواقعة في قلب فيينا الفريدية في عصر الطروادة والباله الفنية، رأساً على عقب بين ظلمة الجهل ونور العلم، بين التخلص من الخرافات وتبني المنهج العلمي. تحكي رواية “آكل التين” للكاتبة جودي شيلدز قصة جريمة قتل غامضة، تلك التي أربكت الأوساط الراقية في مجتمع فيينا الراقي.
القصة تتناول قضية قتل دورا، ابنة محترمة تنتمي إلى عائلة بورجوازية متدينة، والتي تثير فضول المفتش الذي تم تدريبه حديثًا في علم الجريمة العقلاني. يبقى معظم جوانب القضية غامضة وغير قابلة للمس. يحاول المفتش العثور على “الخطأ في الوضع” – ذلك الرابط الصغير الذي سيقوده إلى الحقيقة.
من جهة أخرى، تنغمس زوجته إرزيبيت، المجرية المتخذة من الغموض وخرافات الغجر جزءًا لا يتجزأ من حياتها، في تحقيقها الخاص والسري. تصبح مهووسة بالجريمة وتطلق تحقيقها الخاص، وتعتقد أن التين الموجود في معدة دورا هو السر الذي يكشف عن هوية القاتل – فلا توجد تين طازج في فيينا في هذا الوقت من العام. بمساعدة معلمة بريطانية شابة، تكشف إرزيبيت وجهًا آخر تمامًا للجريمة والمجتمع الذي يفضل أن تبقى مدفونة إلى الأبد.
تتنوع العناصر في هذه الرواية بين الجوانب الاجتماعية والجريمة، حيث يقوم الكاتب بفتح نوافذ لاستكشاف عقليات الشخصيات والتفاعلات الاجتماعية في ذلك الوقت. تتميز اللغة بالوصف الدقيق والسرد الرائع، ما يضفي على القارئ تجربة فريدة وقيمة. يُنشر هذا العمل الأدبي الرائع تحت علامة “ليتل براون آند كومباني” في مارس عام 2000، ويندرج تحت فئة الرواية العامة.