آثار ريتوكسيماب في علاج التهاب المفاصل

الريتوكسيماب هو دواء يستخدم في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو عبارة عن حالة مزمنة تصيب المفاصل وتسبب التورم والألم والتي يعتبر فيها الريتوكسيماب أحد العلاجات البيولوجية المهمة المستخدمة للتحكم في التهابات المفاصل. يعتبر الريتوكسيماب عبارة عن مستضد مضاد للجسم المضاد للكائنات الحية الحاقة (الـ B-cells)، وهو يستخدم عندما لا تستجيب المفاصل للأدوية المضادة للروماتيزم العادية. يعمل الدواء عن طريق استهداف وتدمير الـ B-cells التي تلعب دوراً في تدفق العمليات المناعية الخاطئة التي تسبب التهابات المفاصل.

لكن، يجب أن يتم استخدام الريتوكسيماب بحذر بالغ، حيث يمكن أن تحدث آثار جانبية خطيرة. وفقًا لتجربة المريضة التي ذكرتها، فقد تعرضت لتنميل حول الفم وتحول لون العينين إلى اللون الأحمر الدموي، ومن ثم تعرضت لتسارع نبضات القلب وضيق التنفس، وفي اليوم التالي تعرضت لغثيان وصداع شديد، وشعرت بالبرودة الشديدة حتى أنها ارتجفت على الرغم من استخدام الكيسات المائية الساخنة، ولم تتمكن من الاسترخاء حتى الصباح الباكر من اليوم التالي، ثم بدأت تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة.

إن هذه الآثار الجانبية الخطيرة قد تشير إلى تفاعل حساسية شديدة تسمى بالتفاعل السريع السام (Anaphylaxis)، وهو رد فعل مناعي قوي وخطير يحدث بسرعة في الجسم بعد تعرضه لمادة محفزة. وبالنظر إلى تجربة المريضة، يبدو أنها قد تعرضت لهذا التفاعل السام بعد استخدام الريتوكسيماب.

من الواضح أن الآثار الجانبية كانت شديدة لدرجة أنها ما زالت تعاني منها حتى بعد مرور 3 أسابيع من الجرعة الأولى. يجب أن تأخذ المريضة بنظر الاعتبار عدم إجراء الجرعة الثانية من الريتوكسيماب والتحدث مع طبيبها بشأن البدائل الممكنة. قد تكون هناك علاجات بديلة تتناسب أكثر معها وتقلل من خطر التفاعلات السامة. وعلى الرغم من أنه من المهم التحكم في التهاب المفاصل الروماتويدي، إلا أن الآثار الجانبية الخطيرة يجب أن تأخذ أولوية في اتخاذ القرارات بشأن العلاج.

يتم اعتماد الريتوكسيماب كعلاج لالتهاب المفاصل الروماتويدي بواسطة اللجنة الفنية الدائمة للأدوية العامة في المملكة المتحدة (UIC)، وقد تم وافق عليه في تاريخ 26 أبريل 2017. إلا أن عدد المرات التي تم فيها وصف الدواء للمريضين يبدو أنه ليس كبيرًا، حيث تم وصفه فقط 15 مرة، وربما يعود ذلك إلى الآثار الجانبية الخطيرة التي يمكن أن تحدثها الدواء.

يجب على المريضة أن تبحث عن الدعم الطبي الملائم والاستشارة مع فريق الرعاية الصحية للتأكد من أن قرارها بشأن العلاج يعكس أفضل مصلحة لصحتها. من المهم أن يشعر المريض بالثقة في العلاج الذي يتلقاه، ويجب أن يتم تقديم المعلومات الكافية له لاتخاذ القرار الصحيح.